المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

{اللـهم مالك الـملك تؤتي الـملك من تشاء}
2024-04-17
التعرية الجليدية
9/9/2022
شروط حدوث الحيود بواسطة صف من الذرات
2023-09-21
منذ متى وجدت الحشرات على الأرض؟
4-1-2021
رقية للجرب والدمل والقوباء
18-10-2016
العلاقـة بين تاجـر الجملـة وتاجـر التجزئـة
4-5-2019


مرحلة البلوغ والشباب / الحفل التكريمي للبالغين  
  
469   01:21 صباحاً   التاريخ: 2024-08-04
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص183ــ184
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

من أفضل المراحل وأروعها مرحلة البلوغ التي تبقى مخلّفاتها وذكرياتها عالقة بالأذهان، حيث يشعر الصبيان في هذه المرحلة بنشاط خاص كأنهم دخلوا عالماً جديداً، فهم وبسبب ما يجدونه في أجسامهم وأرواحهم من تغيّر وتحوّل يشعرون بنوع من اللجوء والتوجّه نحو الخالق المتعال الذي منّ عليهم بهذه المسؤولية، مسؤولية التكليف، وإعطائهم فرصة التكامل والحركة والتقرّب إلى ساحته المقدّسة.

إن لإقامة الحفل ومراسيم البلوغ والتكليف أثراً إيجابياً على نفوس الأشبال فإنّ ذلك يكون بمثابة العامل والسبب المعدّ لقبول المسؤوليّات الدينية والاجتماعية ويضاعف من هذا الحس لديهم.

ومن هنا فإنّ من الحريّ بالآباء والأمهات المحترمين أن يشكروا الله تعالى عـلـى هذا الإحسان والنعمة الإلهية، ويقيموا الحفل بهذه المناسبة، وأيضاً من الحري أن تكون تلك المجالس - عامة كانت أو خاصة - مجالس تليق بهذه المناسبة، وذلك بأن يتصدّى أحد كبار العائلة أو المعلمين أو أحد علماء الدين بالحديث عـن مـوضوع التكليف وما يتعلّق به من مسائل.

فما أحسن أن تساق الهدايا والورود التي تهدى للطفل في حفل التولد إلى مثل هذه الحفلات، وما أحسن أن تكون الهدايا من قبيل الكتاب وشريط الكاسيت النافع والمفيد، فإنه لو يبين للشاب البالغ بأنّ لله تعالى عناية خاصة به منذ هذه اللحظة - لحظة البلوغ ـ وأنه تعالى قد وضع على عاتقه هذه المسؤولية الثقيلة لكونه لائقاً بذلك، وأنه قد فتحت أبواب الكمال والرقي - وأخيراً أبواب الجنان ـ بوجهه لاهتدى واستقام.

وقد التفت إلى هذا الأمر واهتم به اهتماماً بالغاً السيد ابن طاووس الذي كان يعيش قبل ست مائة سنة، فإنّه لم يكتف بإعطاء الأهمية إلى اليوم الذي وصل فيه ولده سن البلوغ والتكليف بل كان يحاول أن يقيم لولده حفلاً بهذه المناسبة. وكان هذا السيد العظيم يأمل ـ كما في كتابه كشف المحجة - بأنه لو بقي حياً إلى يوم بلوغ ولده جعل ذلك اليوم عيداً وتصدق بمائة وخمسين ديناراً(1).

حدیث ابن طاووس لولده

قال السيد ابن طاووس: ثم تذكر يا ولدي محمد جلال مقامه (تعالى) وكمال إنعامه، بأن جعلك أهلاً لأن يبعث إليك رسلاً من ملائكته حفظة بما شرفك بـه مـن طاعته، وتجميلاً لذكرك بإظهار ما تتقرب به من خدمته بين الملأ الأعلى من خاصته.... ولمن شرّفه بما شرّفك من نعمته فوفّهم يوم بلوغك ورشادك حق قصدهم وخدمتك بغاية اجتهادك.

وابدأ بالتسليم عليهم، وصاحبهم أحسن مصاحبة في سائر الأوقات، ولا يسمعون منك إلا جميلاً، ولا يحضرون معك مجلساً إلا ويرونك عبداً لمولاك ومولاهم ذليلاً، ولا تكتب على أيديهم إلى سيّدك الذي أنت مفتقر إليه في أمرك كله إلا كتاباً يصلح أن يُعرض عليه منزّهاً ممّا يكرهه ويأباه مملوءً مما يحبه ويرضاه....(2).

______________________

(1) كشف المحجة، ص142.

(2) نفس المصدر، ص 147. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.