أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-26
765
التاريخ: 2024-02-19
1016
التاريخ: 2024-02-05
964
التاريخ: 2024-02-09
983
|
وعلى هذا النسق نظم مهندسو «رعمسيس الثاني» ردهة معبد «بيت الوالي» وبوابته، وقد نُحتت حجراته في الصخر عند فوهة وادٍ جانبي، ويتألف من دهليز وقاعة عمد منحوتة في الصخر، ومحراب صغير ودهليزه الذي لم يبقَ منه إلا جدرانه المنحوتة من الصخر، وقد استعمل في العهد المسيحي كنيسة، وأهم ما يلفت النظر في هذا المعبد النقوش التاريخية التي نُقشت على جدران الدهليز، وقد عملت منها — لجمالها وأهميتها — نماذج محفوظة الآن بالمتحف البريطاني، والواقع أن هذه المناظر لها أهمية تاريخية عظمى في حياة «رعمسيس الثاني» قبل انفراده بالحكم كما سبق الكلام عن ذلك. فعلى الجدار الذي على يسار الداخل يشاهد منظران يمثلان انتصار الفرعون على النوبيين، ويُرى الملك في المنظر الأول جالسًا على عرشه تحت قبة، وفي الصف الأسفل فيه نشاهد عظماء القوم يقدمون له الجزية من مختلف الأنواع، وأهم ما يلفت النظر من بينها لوحة محلاة بالنباتات يتدلى منها حلقات وجلود، وخلف ذلك يُرى نوبيان مكبَّلان، ثم يأتي خلفهما نوبيون يحملون القرَب، وتتألف من قردة وكلاب صيد وفهود وزرافة ونعامة وماشية، وكذلك نساء معهن أطفالهن، إحداهن تحمل طفلها على ظهرها في سلة بوساطة سير مربوط على رأسها، ويلاحظ أن أحد الثيران المهداة له قرنان ممثلان كالذراعين بينهما رأس عبد أسود يطلب الرحمة. وفي الصف الأعلى نشاهد اللوحة السالفة الذكر موضوعة أمام الفرعون في حين كان نائب السودان (ابن الملك) يحلِّي صدره سلاسل شرف من الذهب؛ مما أنعم به الفرعون عليه، ويشاهد بعد ذلك حلقات من الذهب، وكراس، وأسنان فيلة، وأقواس، ودروع، وجلود فهود، وأبنوس، ومراوح، ومواد أخرى قُدمت جزية، وكذلك نرى عبيدًا يتقدمون بهداياهم التي تتألف من ماشية وغزلان، وأسود، وغير ذلك. وفي المنظر الثاني نشاهد الملك وولديه يظهرون في عرباتهم يهاجمون الأعداء من السود، فيهرب العبيد إلى قريتهم التي تقع بين خمائل الدوم، ويلاحظ أن نوبيًّا مجروحًا قد قاده صديقان له إلى زوجه وأولاده، في حين نرى امرأة أخرى تقعد بجانب نار تطهو طعامًا. أما المنظر الذي على الجدار الأيمن فيمثل حروب الفرعون مع السوريين واللوبيين، ففي الصورة الأولى من جهة اليمين نشاهد الفرعون يقف فوق عدوين مطروحين أرضًا، ويقبض على ثلاثة آخرين من السوريين من نواصيهم، على حين نشاهد أميرًا يسوق أسرى موثقين أمامه. وفي المنظر الثاني نشاهد الفرعون أمام حصن سوري على شرفاته رجال ونساء يطلبون الرحمة، ومن بينهم امرأة تحمل طفلًا بين ذراعيها، ويُرى الملك قابضًا على أحد الأعداء — الذي كان ممسكًا بقوس مهشم — من شعره ليقتله، وفي أسفل نشاهد أحد الأمراء يهشم بابًا ببلطته. وفي المنظر الثالث يشاهَد الفرعون في عربته يهاجم السوريين الفارِّين، ويقتل اثنين من الأعداء، على حين يُرى اثنان آخران مربوطين في عربته. وفي المنظر الذي يلي ذلك نرى الفرعون يضرب لوبيًّا في حين كان كلبه يقبض على العدو، وفي آخر المطاف نشاهد الفرعون جالسًا تحت قبته على عرشه، وبجانبه أسده الأليف، وابنه المسمى «آمون حرونمف» يقدم له أسيرًا سوريًّا. ولا نزاع في أن هذه المناظر تقدم لنا صفحة ناصعة عن حالة البلاد التي حاربها «رعمسيس الثاني»، وما كان عليه أهلها من رخاء ومدنية؛ فأهل بلاد النوبة كانوا — على ما يظهر — في سعة من العيش إذا كان ما يقدمونه للفرعون من جزية واقعيًّا، كما يضع أمامنا صورة ناصعة عن محاصيل هذه الأصقاع في تلك الأزمنة، وبخاصة الذهب وأنواع الحيوان، والمصنوعات التي كانوا يحذقونها، كما تعطينا صورة عن قُراهم وحياتهم المنزلية. وتدل كل ظواهر الأحوال على أن حالة بلاد «السودان» كانت في ذلك العهد في رخاء مثلها في ذلك مثل الوادي نفسه، أما في «سوريا» فنرى أن القوم كانوا متحصنين في قلاعهم التي كان يهاجمها «رعمسيس» وابنه في المقدمة، ومما يلفت النظر كذلك أن الفرعون كان يستعين في حروبه بالكلاب كما كانت الحال في عهد الدولة الوسطى (راجع ج3)، وكذلك كان يصحب أسده الأليف في كل مكان (1).
........................................
1- راجع: Roeder, Der Felsentempel Von Bet el Wali p. 31 ff.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بعد إطلاقها لقافلة المساعدات السادسة العتبة العباسية تفتح باب التبرع للراغبين في دعم الشعب اللبناني وإسناده
|
|
|