أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-31
684
التاريخ: 2024-08-22
327
التاريخ: 2024-08-12
471
التاريخ: 2024-09-01
352
|
سار «سيتي الأول» على نهج عظماء ملوك الأسرة الثامنة عشرة في الحج إلى معبد «بولهول»، فقام بزيارة رسمية لهذا التمثال العظيم الرابض في صحراء الجيزة حاجًّا بيته، وكذلك ليتمتع بصيد الأسود في الصحراء المجاورة، وكانت هذه عادة محببة لملوك هذه الدولة، وقد خلف لنا وراءه برهانًا محسًّا على انتجاعه تلك البقعة، فأقام هناك لوحة من الحجر الجيري الأبيض أهداها ﻟ «بولهول» في مقصورة صغيرة ضمن المعبد المُقام من اللبن الذي أسسه «أمنحتب الثاني»؛ وفاء لنذر نذره، وهو لا يزال يافعًا قبل تولي العرش للإله «بولهول». ومما يؤسف له أن اللوحة التي أقامها «سيتي الأول» قد تآكل جزؤها العلوي كثيرًا، غير أنه لم يزل بها بقايا صورة «بولهول» رابضًا تحت جناحي الإله «حور بحدتي» الخفاقين، أما الجزء الأوسط من اللوحة فلم يزل على حالة حفظ لا بأس بها. وقد مثل عليه منظر طراد يظهر فيه «سيتي الأول» واقفًا على قدميه على الأديم، ومفوقًا سهمه على قطيع من حيوان الصحراء المنوعة. ويُرى أسد ذو معرفة كثيفة، ووعل قد صُرِعَا أمامه، والسهام الدامية نافذة في جسميهما، ويرى في هذا المشهد لبؤة ملتفتة، ومولية الأدبار، ولكن سهام الفرعون القاتلة قد أصابتها في الكتف والبطن. ويرتدي الفرعون هنا على رأسه شعرًا مستعارًا قصيرًا وقميصًا قصيرًا أيضًا، وكان يستعمل في طراده القوس الطويل، ويقف جانبًا مصوبًا سهامه نحو الهدف، شادًّا خيط قوسه إلى الخلف حتى الأذن، وهذه الوقفة تهيئ الإصابة لسهم أطول بكثير، وأعظم خطرًا عن المعتاد، غير أنها تستلزم قوسًا أقوى، وبأسًا أشد من جانب الرامي، ويشاهد خلف الملك علامة الحياة لها ذراعان وساقان بشرية، وتحمل صولجان فقد أعلاه بفعل التعرية في الحجر، ومن المحتمل أنه كان مروحة، ونُقش فوق الفرعون: «معطي الحياة مثل «رع» مخلدًا»، ووراءه «معطي كل الحياة، والثبات، والسعادة خلفه مخلدًا»، ودوَّن بين الملك والحيوانات سبعة أسطر أفقية، وهي:
يذهب جلالته ليضيء مثل «رع» عندما يشرق في السماء … والآن لمح أسدًا متوحشًا عظيمًا مثلما يلمح الصقر المقدس هدهدًا فامتحن القوس، ثم أخذ سهام «مونتو» — إله الحرب — وقوس «باستت» — إلهة القوة — فأردى الأسد في لحظة؛ لأنه «رع» محبوب والده «آمون». وقد عمل ذلك حقًّا أمام رجال القصر، وعندئذ هللوا لرب الأرضين، ووصلت أصواتهم إلى عنان السماء.
وفي الجزء الأسفل من اللوحة نقش مهشم بعض الشيء؛ إذ قد ضاع منها جزء كما فُقدت بداية الأسطر العمودية أيضًا، وهاك ما تبقى منها:
… معطي الحياة للأرضين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، مجدد التوالد، قوي السيف، وهازم الأقواس التسعة «حور» الذهبي، مجدد المظاهر، قوي الأقواس في كل الأرضين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «ابن رع»، رب التيجان «سيتي مرنبتاح» معطي الحياة مخلدًا مثل «رع»، لقد أقامها — أي اللوحة — أثرًا له ليقدمه لوالده «حول» (اسم بولهول الكبير الرابض في الجيزة، ومن ثم أخذ الاسم الحديث أبو الهول) «حورم اخت»، وقد عمل … وقد خرج ليعلي من شأن الأماكن التي يتعبد فيها الشعب للإله الطيب القوي الشجاع على الخيل عندما يحارب مئات الآلاف … وجنوده، ومن يفتح بسيفه، ويصبح في مقدمة الخيالة … كل الأراضي الأجنبية الآتي … القوي الشجاع القلب … في وسط الجنود، وجميل في مقدمتهم مثل «آمون رع» عندما يشرق في السماء … على رأس الموقعة في كل بلد أجنبي الثوار، والذي يقهر … جنود الماهر في شد قوسه، ومن يرغم الأسيويين على التقهقر بقوة والده «آمون» الذي يكتب له النصر. وهذه اللوحة على وجه خاص لها أهمية ممتازة؛ لأنها الأثر الوحيد — الذي في متناولنا — يصف «سيتي» في صورة رجل رياضي، ويشير إلى طرحه أعباء الحكم جانبًا، والتفرُّغ لنفسه، وعلى الرغم من أن «سيتي» يقول: إنه أردى أسدًا فعلًا بسهامه — وليس لدينا سبب يدعو إلى الشك فيما قاله — فإن ما يدعو إلى الريبة هو أنه قام بهذا الطراد لا حبًّا في الصيد، بل تمسكًا على ما يظهر بالتقليد القديم الذي كان مرعيًّا في عهد أباطرة الأسرة الثامنة عشرة العظام كما أسلفنا. وقد قام «سيتي الأول» غير هذه اللوحة بإضافات أخرى في المعبد؛ إذ إنه أضاف بعض حجرات في الجزء الأمامي من هذا المبنى، وكذلك في المدخل الرئيسي مستعملًا نفس الطراز، أو نفس المادة التي استعملت في الأصل، أي إنه أقام الجدران من اللبن، أما الأبواب والعتب فمن الحجر الجيري الأبيض الجميل المزين بالمناظر والنصوص، وقد نقش على الباب المؤدي للقاعة الجنوبية الغربية من هذا المعبد ما يأتي: «… «من ماعت رع» معطي الحياة مخلدًا، وابن «رع» رب التيجان «سيتي مرنبتاح»، لقد صنعه أثرًا له ليقدمه لوالده «حول» حور الثور القوي الذي يبقي الحياة في الأرضين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين «من ماعت رع»، معطي الحياة»، ثم «يعيش الإله الطيب سيد الأسلحة، ومن يطأ مئات الآلاف، والأسد المحارب على قدميه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين «من ماعت رع»، ولقد صنعه أثرًا ليقدمه لوالده «حور اختي».» وقد اغتصب «مرنبتاح» حفيد «سيتي» فيما بعد جزءًا من المدخل الرئيسي، ونقشه باسمه، وهو مصنوع من الحجر الجيري الأبيض الجميل النقش. وقد مثل كل من «سيتي الأول»، والإله «حور اختي» سويًّا على سمك عارضة الباب الأيمن، ويلاحظ أن الملك يضم الإله بحب وحنان، والأخير يقدم بيده صورة الحياة لوجه «سيتي». ولما كان هذا الأثر واقعًا في الجزء الخارج من المبنى نحته المثال بالحفر الغائر الجميل الصنع كما هي العادة. وكذلك نرى أن صورة كل من الإله والفرعون قد نُحتت نحتًا جميلًا في وضع قوي يملأ العين والمشاعر، وفوق رأسيهما نقرأ بقية نقش ذُكر فيه اسم الملك الذي نُعت: بمحبوب «حور اختي «. ولدينا لوحة كذلك من عهد «سيتي الأول» لموظف قدمها لتمثال «بولهول» العظيم، ونشاهد عليها الفرعون يقدم الشراب ﻟ «بولهول» الذي يسمى هنا «حول حور ام أخت»، وأسفل هذا المنظر نشاهد مُهدي اللوحة المسمى «حات تي»، يحمل لقب رئيس وزراء رب الأرضين، وهو راكع تعبدًا. وهذا الأثر الذي كُشف عنه في الحفائر التي قمت بها في منطقة «بولهول» عام 1936-1937م يحتمل أنه عمل تذكارًا لمصاحبة «حات تي» وزير «سيتي» لسيده عندما قام برحلة الحج لتمثال «بولهول «.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|