أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
422
التاريخ: 2024-03-21
924
التاريخ: 2024-02-28
856
التاريخ: 2024-09-25
200
|
يدل كل ما لدينا من معلومات على أن «سيتي الأول» كان أول فرعون دافع عن بلاده بصفة جدية أمام عدوان اللوبيين، ولا نعلم عن هذه الحروب شيئًا يُذكَرُ؛ إذ لم تصلنا أية وثيقة خاصة إذا استثنينا النقوش التي بقيت لنا على جدران معبد الكرنك؛ وقد جاء فيها ذكر هؤلاء اللوبيين باسم «تحنو»، ونعلم من ملابس هؤلاء الغزاة أنهم من قبائل «المشوش»، وإن كانوا لم يُذكروا بهذا الاسم صراحة، وقد ذكرت قبائل «المشوش» لأول مرة في التاريخ المصري على الآثار المنسوبة للفرعون «تحتمس الثالث«(1)، وليس لدينا أية تفاصيل عن هذه الحروب، ومن المحتمل أنه على حسب ما جاء في نقوش «الكرنك» قد حارب «سيتي» في واقعتين، ولا يمكننا أن نحدد تاريخهما إلا إذا اعتمدنا على ما استنبطه الأثري «فولكنر»، وهو أن الحرب قامت بين الأمتين في فترة تقع بين استيلاء «سيتي» على «قادش»، وبين حروبه مع بلاد «خيتا» كما ذكرنا. ويعزز هذا الرأي ما جاء على لوحة أقامها «سيتي» جاء فيها أن «رنتو» قد أتوا منحنين، و«التحنو» جاءوا ساجدين؛ وبذلك أشبع الفرعون نفسه بقدر ما يريد من أرض «خيتا» الخاسئة. أما قول «برستد» أنه أشعل نار الحرب في السنة الثانية، فلا يرتكز على أي دليل قاطع، كما أسلفنا. وتتلخص نقوش الكرنك عن حروب «لوبيا» في صور تقليدية لا يمكن استنباط حوادث تاريخية منها، فكل ما نشاهده فيها ينحصر في منظرين لموقعتين، ثم العودة إلى مصر، وتقديم الأسرى للإله «آمون»، وتضحية بعضهم أمام هذا الإله. ومما يلفت النظر في هذه الصور قوة تمثيلها، وحسن تنسيقها؛ مما جعلها تُعد من أحسن ما أخرجه المفتن المصري في هذا الباب بالنسبة لعصرها. ونشاهد بين صور هذه المناظر صورة «رعمسيس الثاني»، ولكنها ليست أصلية، بل أضيفت فيما بعد؛ ولذلك أصبحت قيمتها التاريخية مشكوكًا فيها، وقد ظن الأستاذ «برستد» أن صورة «رعمسيس الثاني» هنا كانت قد وضعت مكان صورة أخ أكبر له، ويحتمل أنه هو الذي جاء ذكره في حروب «الشاسو» كما أسلفنا، ولكن ليس لدينا برهان بيِّن على صدق ذلك، ومن هنا ينكر المؤرخ «كيث سيلي» هذه النظرية(2) إذ يقول: «إن نقوش حروب «سيتي الأول» التي على جدران الكرنك لا تحتوي إلا على صورة أمير واحد، وهي صورة أصلية ومعاصرة لنقوش «سيتي»، وقد فُقد اسم هذا الأمير ولم يبقَ منه إلا إشارة واحدة، والقراءة التي اقترحها «فيدمان» لهذا الاسم وهي: «آمون نفرنبف» لا ترتكز على شيء من الحقيقة. ولكن يلفت النظر وجود تابوتين خاصين بأمير يُدعى «رعمسسو»، أو «بارعمسسو» واحد منهما عثر عليه في مدينة «هابو»، والثاني في بلدة «غراب»، غير أنه بعد أن تم صنع هذين التابوتين أضيف لقب ابن الملك (3)، ثم عبارة محبوب «آمون»، وسيد أهل عين «شمس» لاسمه.» وقد عثر على تابوت مدينة «هابو» في قعر حفرة عميقة لم تكن قد استُعملت قط للدفن، أما تابوت «غراب» فكان يحتوي على بقايا رجل لم يكن قد بلغ الثلاثين ربيعًا، وكان أحدب الظهر، ويظهر عليه أنه كان قعيدًا، وليس لدينا برهان بيِّن على اسم الفرعون الذي كان ينتسب إليه هذا الأمير، غير أن «برنتون» قد نسج قصة عريضة في نسبة هذا الأمير، وانتهى به خياله في آخر الأمر إلى أنه كان ابن «سيتي الأول«(4) وبذلك يكون الأمير «رعمسسو مري آمون نب خنمت» هو الأخ الأكبر للفرعون «رعمسيس الثاني»، وقد يحتمل، أو لا يحتمل، أنه هو الأمير الذي رُسم في نقوش حروب «شاسو» على جدران معبد الكرنك، والواقع أن إخفاء تابوته الداخلي في «مدينة هابو»، ودفنه في التابوت الخارجي في «غراب» يُعد من الأمور المدهشة المحيرة، على أن موضع التابوت الداخلي يُشعر بأنه قد أُريد إخفاؤه عن قصد؛ هذا بالإضافة إلى أن اسم الأمير الذي في نقوش «الشاسو» قد مُحي عن قصد أيضًا، ولكن إذا كانت هذه الشواهد تدل على وجود أمير أكبر سنًّا من «رعمسيس الثاني»، وأنه قد أُقصي عن تولي العرش، ومُحيت شخصيته عمدًا، فإنه لا يمكننا مع ذلك أن نعود على «رعمسيس الثاني» باللائمة كما فعل «برستد»؛ لأنه كان لا يزال صبيًّا لم يتجاوز الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمره عندما توفي أخوه الأكبر، وعلى ذلك يظهر أن محو الاسم كان بأمر من «سيتي» نفسه، ولكن السبب الذي دعاه إلى ذلك لا يمكن الإدلاء به إلا عن طريق الحدس والتخمين ما دامت الوثائق التاريخية لم تسعفنا.
..................................
1- راجع: Urk. IV, p. 722. No. 282.
راجع: Wresz Atlas II, pl. 47; Sander Hansen. Hist. Insch. Der. 19. Dy. I, p. II, 6 ff.
2- راجع: Keith Seele The Coregency of Ramses II, & Sety I, p. 24.
3- راجع: A. S., XLIII, p. 133 ff..
4- راجع: Ibid. p. 139.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|