أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017
2367
التاريخ: 2024-08-23
337
التاريخ: 2024-08-06
514
التاريخ: 2024-09-10
272
|
وعلى الرغم مما جاء في هذا المتن من فجوات بسبب تهشيم الحجر فإنه يقدم لنا صورة واضحة عن أصل هذا الفرعون الغامض النسب، وكيف تسلق مدارج الرقي بما ناله من حظوة مستمرة في البلاط بذكائه ومهارته لا بحسبه ونسبه، وتدل شواهد الأحوال كلها كما ذكرنا من قبل على أن الملك الذي يتحدث عنه «حور محب» في هذا المتن هو الفرعون «توت عنخ آمون»، ولا نزاع في أن «حور محب» كان من أسرة ليست عريقة النسب؛ ولا أدل على ذلك من أنه أغفل في نقوشه كلها ذكر والديه. وقد شقَّ طريقه بعد كفاح طويل حتى وصل إلى عرش الملك. وكان على ما يظهر من أتباع شيعة «آمون»؛ ولذلك كانت الأمور كلها مهيأة له لاعتلاء العرش بعد موت «آي»، وبخاصة لأنه كان القائد الأعلى للجيش. وقد تغاضى «حور محب» بعد أن وصف لنا حياته قبل تولي العرش عن التحدث إلينا عن كيفية توليه الملك، بل قال: «بعد أن انقضت عدة أيام على ذلك عندما كان بكر أولاد «حور» هو الرئيس الأعلى والأمير الوراثي … إلخ.» ونسب نفسه بأنه ابن الإله «حور» إله «حت نسوت»، وهي بلدة من أعمال المقاطعة الثامنة عشرة من مقاطعات الوجه القبلي، ثم جعل هذا الإله المحلي يقوده إلى «طيبة» ليتوَّج على يد ملك الآلهة «آمون رع» الذي كان يُعد الإله الأعظم للدولة، وهو الذي ناضل من أجله «حور محب» ليعيد مجده، وقد قبل هذا الإله العظيم أن يزوِّجه من ابنته «موت نزمت» التي لا نعرف لها نسبًا قط، ولا يبعد أنها كانت من البيت المالك لتكون محلِّلًا ومبررًا لاعتلاء «حور محب» عرش الملك. ولا نزاع في أن مثل هذا الزواج الذي تمَّ على هذه الكيفية يُعد ابتكارًا جديدًا من الابتكارات التي كان يخترعها ملوك مصر لجعل شرعيتهم لتولي الملك قانونية في نظر الشعب، فها نحن نجد هنا إله مقاطعة يقود أحد أبنائها إلى الإله الأعظم ليزوِّجه من ابنته، وليس لهذا الملك الجديد أي مبرر لاعتلاء العرش إلا قوة ذكائه ومعاضدته لكهنة «آمون» الذين عضهم الدهر بنابه فترة لا يُستهان بها في عهد «إخناتون» وخلفه، هذا إلى أنه كان صاحب القول الفصل في الجيش الذي كان يشد أزره، ويسيطر على البلاد به، ثم تُوج «حور محب» ملكًا على البلاد، وقد كان ذا فطنة في اختيار ألقابه؛ إذ جعلها تنسجم مع مقتضيات الأحوال التي وُجد فيها؛ فوصف نفسه بأنه حاضر الخطط، وأنه عظيم المعجزات في «الكرنك»؛ مشعرًا الكهنة بأنه سيقوم في هذا المعبد بالأعمال المدهشة إكرامًا لوالده «آمون». ثم قال لنا إنه خالق مصر، وهذا حق كذلك؛ لأنه قد أحياها بعد أن صارت كأن لم تغنَ بالأمس، وأعاد لها شيئًا كثيرًا من مجدها في الخارج بالفتوح، وفي الداخل بإصلاح قانونها، وبناء معابد الآلهة التي قضى عليها «إخناتون». وبعد التتويج أُقيمت الأفراح والأعياد، ودعا الآلهة لهذا الملك العظيم. ولم تكد تنتهي هذه الأعياد التي كانت منتشرة في طول البلاد وعرضها حتى امتطى «حور محب» متن سفينته، وانحدر في النيل ليتفقد أحوال المعابد المخربة والتماثيل المهشمة؛ فأعاد لها بهجتها، وزاد فيها عما كانت عليه، وحبس عليها الأوقاف، وحفظ لها أملاكها؛ مما جعل طائفة الكهنة تلهج بذكره وتتمدح بعظيم أعماله، ويقيمون له الصلوات في كل أمهات المدن على لسان الآلهة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|