المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مُوجد الكون خالق عظيم ومدبر وقادر وليست الصدفة
29-3-2018
العبد المحض لله
2023-09-03
خدعة رفع المصاحف
2-5-2016
الأسس المنهجية في ضبط التفسير بالمنقول
5-5-2017
ميرزا محمد علي شاه آبادي
20-8-2020
المريمية
6-3-2016


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / تعليم الدين وأحكامه  
  
575   01:33 صباحاً   التاريخ: 2024-06-25
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص121ــ123
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2021 2340
التاريخ: 18-7-2017 2434
التاريخ: 2023-08-01 1126
التاريخ: 4-1-2017 4721

يلعب الوعي الديني الصحيح والذي يتناسب مع حاجات الأطفال والأحداث دوراً كبيراً في تعيين مستقبلهم؛ وذلك لأن الفكر والثقافة هما الحجر الأساس فـي بـناء شخصياتهم، فإن كان أساس الفكر لديهم مبنياً على الدليل الديني حينئدٍ سوف يكون للحياة هدف ديني إلهي.

ومن هنا، فإنّ لتعليم المسائل والأحكام المتعلقة بالدين للأطفال أهميةً بالغة في إضاءة وإنارة أذهانهم، وتُوجد في أنفسهم العلاقة والرغبة في تعلم أحكام وأمور الدين، وتجعلُهم على استقامة من دينهم، وفي ذلك روي عــن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ويل لأطفال آخر الزمان من آبائهم))، فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟ فقال: ((لا، من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلموا منعوهم ورضوا منهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء، وهم مني براء))(1).

وعلى كل حال لا ينبغي التسامح في تعليم الدين للأطفال وعدم الاهتمام به؛ إذ لعل أبناءنا مخلوقون للجنة فأحرفناهم بأيدينا عن طريقها إلى النار بسبب التسامح في تعليم المسائل والأحكام الدينية، فلنشمّر عـن ســواعــد الهمة ونعمل بما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) في تعليم أبنائنا وأفلاذ أكبادنا الدين ليبنوا بذلك أنفسهم، وليكونوا أُسوةً لغيرهم في المستقبل.

وأما وقت التعليم، فهو من حين نطق الطفل وتكلّمه إلى نهاية مراحل تكامله حسب ما ورد في الروايات، فإنّ لتعليم الطفل أدواراً ومراحل:

أول ما يتكلم به الصبي

روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ((افتحوا على صبيانكم أوّل كلمة: لا إله إلا الله))(2).

وروى ابن عمر أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: ((إذا أفصحوا أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله))(3).

جزاء من علّم كلمة لا إله إلا الله

روت عائشة عن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، قال: ((من ربّي صغيراً حتى يقول: لا إله إلا الله لم يحاسبه الله))(4).

وقال عبد الله بن فضالة: سمعتُ الباقر أو الصادق (عليهما السلام)، أنهما قالا: ((إذا بلغ الغـلام ثلاثَ سنين يقال له سبع مرات قل لا إله إلا الله، ثمّ يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوماً، فيقال له: قل: محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبع مرات، ويترك حتى يتم له أربع سنين، ثمّ يقال له سبع مرات: قل: صلى الله على محمد وآل محمد، ثمّ يترك حتى يتم له خمس سنين، ثمّ يقال له: أيهما يمينك؟ وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حوّل وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثمّ يترك حتى يتم له ست سنين، فإذا تم له ست سنين صلّى، وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين، فإذا تم له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك وكفّيك، فإذا غسلهما قيل له صلّ، ثمّ يترك حتى يتم له تسع، فإذا تمت له علّم الوضوء، وضرب عليه، وعلّم الصلاة وضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه))(5).

الصبر والتحمل في تعليم الأبناء

قد يسبب الأطفال مشاكل للأب والأم أو المعلّم، فعليهم أن لا يُغضبوا من ذلك، بل لا بد من الصبر عليهم وتحمّلهم والتعامل معهم بهدوء ورفق ليتغلبوا على تلك المشاكل.

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كـان فـي الصـلاة وإلى جانبه الحسين بن علي (عليه السلام)، فكبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يُحِر(6) الحسين بالتكبير، ثم كبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها فلم يُحِر الحسين بالتكبير، ثمّ كبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يُـحِر الحسين بالتكبير، فلم يزل رسولُ الله يُكَبِّر ويُعالج الحسين بالتكبير فلم يُحر الحسين حتى أكمل سبع تكبيرات، فأحار الحسين التكبير في السابعة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فصارت سنة)).

__________________________

(1) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 164.

(2) كنز العمال، ج 16، ص 441.

(3) نفس المصدر، ص 440.

(4) نفس المصدر، ص 456.

(5) أمالي الصدوق، ص351.

(6) أي لم يقدر على التكبير حتى بلغ به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سبعاً، فأحار الحسين (عليه السلام) التكبير في السابعة أي قدر عليه وتفوه به (المترجم). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.