أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3840
التاريخ: 27-10-2015
3604
التاريخ: 29-01-2015
3429
التاريخ: 21-01-2015
3440
|
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي صالح في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )[1] قال : " علي بن أبي طالب ، كان عالماً بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، والحلال والحرام "[2].
وروى الكنجي باسناده عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه ، عن علي عليه السّلام قال : " كنت ادخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلا ونهاراً فكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكت ابتدأني ، وما نزلت عليه آية إلا قرأتها ، وعلمت تفسيرها وتأويلها ، ودعا الله لي إن لا أنسى شيئاً علمني إياه فما نسيته من حرام وحلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية ، وقد وضع يده على صدري ، وقال : اللّهم املأ قلبه علماً ، وفهماً ، وحكماً ، ونوراً ، ثم قال لي : أخبرني ربي عزّوجل انّه قد استجاب لي فيك "[3].
قال السيوطي : " النوع الثمانون في طبقات المفسرين :
أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً ، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم ، كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه للحديث ، ولا احفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلاّ آثاراً قليلة جداً ، لا تكاد تجاوز العشرة .
وأمّا علي فروي عنه الكثير ، وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل ، قال : شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألون عن شئ إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم ، أبليل نزلت ، أم بنهار ، أم في سهل ، أم في جبل . وأخرج أبو نعيم في ] الحلية [ عن ابن مسعود ، قال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن .
وأخرج أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش ، عن نصر بن سليمان الأحمشي عن أبيه عن علي ، قال : والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً سؤولا "[4].
وقال أيضاً : " فائدة - قال ابن أبي جمرة : عن علي رضي الله عنه ، أنه قال لو شئت إن أوقر سبعين بعيراً من تفسير أم القرآن لفعلت ، وبيان ذلك : انّه إذا قال ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يحتاج تبيين معنى الحمد ، وما يتعلق به الاسم الجليل الذي هو الله وما يليق به من التنزيه . ثم يحتاج إلى بيان العالم وكيفيّته ، على جميع أنواعه واعداده ، وهي الف عالم أربعمائة في البر ، وستمائة في البحر ، فيحتاج إلى بيان ذلك كله .
فإذا قال ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) يحتاج إلى بيان الاسمين الجليلين ، وما يليق بهما من الجلال ، وما معناهما ، ثم يحتاج إلى بيان جميع الأسماء والصفات ، ثم يحتاج إلى بيان الحكمة في اختصاص هذا الموضع بهذين الاسمين دون غيرهما .
فإذا قال ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) يحتاج إلى بيان ذلك اليوم وما فيه من المواطن والأهوال ، وكيفية مستقره .
فإذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) يحتاج إلى بيان المعبود من جلالته والعبادة وكيفيتها ، وصفتها وأدائها على جميع أنواعها والعابد في صفته والاستعانة وأدائها ، وكيفيتها .
فإذا قال : ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ )[5] إلى آخر السورة ، يحتاج إلى بيان الهداية ما هي ، والصراط المستقيم وأضداده وتبيين المغضوب عليهم ، والضالين وصفاتهم ، وما يتعلق بهذا النوع ، وتبيين المرضي عنهم وصفاتهم وطريقتهم ، فعلى هذه الوجوه يكون ما قاله علي من هذا القبيل "[6].
وروى العلامة المجلسي عن ابن عباس قال : " قال لي علي عليه السّلام يا ابن عباس إذا صليت العشاء الآخرة فإلحقني إلى الجبان[7]، قال : فصلّيت ولحقته ، وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الألف من الحمد ، والحمد جميعاً ؟ قال : فما تفسير اللام من الحمد قال : فقلت لا اعلم ، قال تكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال فما تفسير الحاء من الحمد ؟ قال : فقلت لا اعلم ، قال : تكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد ؟ قال : فقلت لا اعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة ، ثم قال : فما تفسير الدال من الحمد ؟ قال : قلت لا أدري ، فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر ، قال ، فقال لي : قم يا ابن عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك ، فقمت وقد وعيت كل ما قال ، قال : ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي عليه السّلام كالقرارة في المتفجر قال : القرارة : الغدير ، المتفجر : البحر "[8].
وقال المجلسي : " سألوه صلوات الله عليه ، عن لفظ الوحي في كتاب الله تعالى فقال : منه وحي النبوة ، ومنه وحي الالهام ، ومنه وحي الإشارة ، ومنه وحي أمر ، ومنه وحي كذب ، ومنه وحي تقدير ، ومنه وحي الرسالة .
فأمّا تفسير وحي النبوة والرسالة ، فهو قوله تعالى ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوح وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ )[9] إلى آخر الآية .
وأما وحي الالهام ، قوله عزّوجل : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ )[10] ( 3 ) ومثله : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ )[11].
وأمّا وحي الإشارة ، فقوله عزّوجل ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً )[12] أي أشار إليهم لقوله تعالى : ( أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّام إِلاَّ رَمْزاً )[13].
وأما وحي التقدير فقوله تعالى : ( وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا )[14].
وأما وحي الأمر فقوله سبحانه : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي )[15].
وأما وحي الكذب فقوله عزّوجل : ( شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْض )[16] إلى آخر الآية .
وأما وحي الخبر فقوله سبحانه : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )[17] "[18].
قال النديم في باب تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن : " كتاب الباقر محمّد بن علي بن الحسين بن علي "[19].
وروى ابن مردويه بسنده عن أنس بن مالك قال : " بينا أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : الآن يدخل سيد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين ، إذ طلع علي بن أبي طالب فأخذ رسول الله يمسح العرق من وجهه ويمسح به وجه علي بن أبي طالب ، ويمسح العرق من وجه علي ويمسح به وجهه ، فقال له علي : يا رسول الله نزل فيّ شئ ؟ قال : أما ترضى إن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي . أنت أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي . تقضي ديني وتنجز وعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل "[20].
روى الشنقيطي باسناده عن أبي الطفيل : " كان علي يقول : سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم أنزلت بليل أو نهار . . . في سهل أم جبل . . . ولو شئت أوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب "[21] .
قال العاصمي : " رأيت في بعض الكتب : دخل قوم من اليهود على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقالوا له : لولا ثلاث آيات في كتابكم لآمنا برسولكم ، فقال علي بن أبي طالب : وما تلك الآيات ؟ قال : إحداها : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )[22] كيف يكون طاعة المخلوق كطاعة الخالق ، والثانية : قوله ( كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن )[23] فأي شأن ذلك ؟ والثالثة قوله : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى )[24] وهذا من صفة النائحة والمسخرة .
فقال علي كرم الله وجهه : أما قوله : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) فكأنه يقول إن لم تبلغ تماماً إلى طاعتي فلا تقصر في طاعة الرسول لكي أهب تقصيرك في طاعتي بحرمة طاعة الرسول ، وأما قوله : ( كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن ) فمن شأنه ثلاثة أشياء : أولها ينقل قوماً من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ، وقوماً ينقلهم من أرحام الأمهات إلى الدنيا ، وقوماً يخرجهم من الدنيا إلى الآخرة ، فهو ينقل هذه العساكر الثلاثة آناء الليل وآناء النهار ، وأما قوله : ( أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) فمعناه أضحك الأرض بالأشجار والأشجار بالأنوار ، وأبكى السماء بالأمطار "[25].
قال ابن أبي الحديد : " ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وانه تلميذه وخريجه وقيل له : اين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط "[26].
روى محمّد بن رستم باسناده عن أنس عن رسول الله أنه قال لعلي : " أنت أخي ووزيري وخير من أخلّف بعدي وتقضي ديني وتنجز موعدي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل "[27].
قال الزرندي : " قال الشعبي : ما كان أحد من هذه الأمة اعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وآله من علي "[28].
وروى ابن عساكر باسناده عن سيف بن وهب ، قال : " دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل ، فقال : أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيّها الناس سلوني قبل إن تفقدوني . فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي ، فيما أنزلت ولا اين نزلت ولا ما عني بها "[29].
وروى باسناده عنه قال : " سمعت علياً وهو يخطب الناس فقال : يا أيّها الناس سلوني فإنكم لا تجدون احداً بعدي هو اعلم بما تسألونه منّي ، ولا تجدون احداً اعلم بما بين اللوحين مني ، فسلوني "[30].
قال أبو جعفر الإسكافي : ذكروا إن ابن الكواء لما سمع علياً عليه السّلام يقول : سلوني قبل إن تفقدوني ، سلوني فان العلم يقبض قبضاً ، سلوني فإن بين الجوانح مني علماً جمّاً .
فقام إليه ابن الكوّاء فقال : أنا أسألك يا أمير المؤمنين ، فقال : سل تفقهاً ولا تسأل تعنتاً . وسل عمّا يعنيك ودع ما لا يعنيك ، قال : يا أمير المؤمنين ، ما ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً ) ؟ قال : تلك الرياح .
قال : فما ( فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً ) ؟ قال : تلك السحاب .
قال : فما ( فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً ) ؟ قال : تلك السفن .
قال : فما ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً )[31] ؟ قال : تلك الملائكة .
قال : فحدثني عن قول الله : ( وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ )[32].
قال : ذلك الضراح[33] بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك .
قال : فحدثني عن ذي القرنين ، أنبي أم ملك ؟ قال : ليس واحد منهما . ولكن كان عبداً نصح الله فنصح الله له وأحبّ الله فأحبه .
قال : فأخبرني فيمن نزلت هذه الآية : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ )[34] قال : هم الأفجران من قريش ، بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأما بنوا أمية فمتعوا إلى حين .
قال : فحدثني عن قوله : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )[35] قال : هم أهل حروراء .
قال : يا أمير المؤمنين ، فحدثني عن هذه المجرة ما هي ؟ قال : هذه اسراج السماء ومنها هبط من السماء الماء المنهمر .
قال : يا أمير المؤمنين : فحدثني عن قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
قال : فحدثني عن هذا المحق الذي في القمر ما هو ؟ قال : قال الله ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً )[36] كان ضوء القمر مثل ضوء الشمس فمحاه الله .
قال : فحدثني عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : سل عمن أحببت ، قال : عبد الله بن مسعود ، قال : قرأ القرآن وقام عنده .
قال : فحدثني عن أبي ذر الغفاري ، قال : عالم شحيح على علمه .
قال : فعن حذيفة بن اليمان حدثني ، قال : عرف المنافقين وسأل عن المعضلات ولو سألتموه وجدتموه بها خبيراً .
قال : فحدثني عن سلمان الفارسي ؟ قال : علم علم الأول وعلم الآخر وهو بحر لا ينزح ، ويحك ومن لك بلقمان الحكيم ؟ وهو منّا أهل البيت .
قال : فحدثني عن عمّار بن ياسر ، قال : خالط الايمان شعره وبشره ولحمه ودمه وعصبه وعظامه وهو محرّم على النار ، كيف زال الحق زال معه عمّار .
قال : فحدثني عن نفسك ، قال : قال الله : ( فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ )[37] قال : وقد قال : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )[38].
قال : ويحك كنت أول داخل على النبي وآخر خارج من عنده ، وكنت إذا سألت أعطيت وإذا سكتّ ابتديت ، وكنت أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة . وربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك في منزلي ، فإذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا بي وأقام نساءه فلم يبق عنده غيري ، وإذا أتاني لم يقم فاطمة ولا احداً من ولدي ، فإذا سألته أجابني وإذا سكت عنه ونفدت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليّ وكتبتها بخطّي فدعا الله إن يفهمني ويعطيني ، فما نزلت آية من كتاب الله إلاّ حفظتها وعلمني تأويلها .
وما تركت شيئاً من حلال ولا حرام إلا وقد حفظته وعلمني تأويله ، لم أنس منه حرفاً واحداً منذ وضع يده صلّى الله عليه وآله وسلّم على صدري فدعا الله إن يملأ قلبي فهماً وعلماً وحكماً ونوراً "[39].
روى البدخشي باسناده عن ابن مسعود قال : " إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما من حرف إلاّ وله ظهر وبطن . وإنّ علي بن أبي طالب عليه السّلام عنده منه الظاهر والباطن "[40].
[1] سورة الرعد : 43 .
[2] شواهد التنزيل ج 1 ص 310 رقم / 427 .
[3] كفاية الطالب ص 199 .
[4] الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 187 .
[5] سورة الفاتحة 1 - 6 .
[6] الاتقان ص 186 .
[7] الجبّان : في الأصل الصحراء ، معجم البلدان - مراصد الاطلاع .
[8] بحار الأنوار ج 19 ص 28 الطبعة القديمة .
[9] سورة النساء : 163 .
[10] سورة النحل : 68 .
[11] سورة القصص : 7 .
[12] سورة مريم : 11 .
[13] سورة آل عمران : 41 .
[14] سورة فصلت : 12 .
[15] سورة المائدة : 111 .
[16] سورة الأنعام : 112 .
[17] سورة الأنبياء : 73 .
[18] بحار الأنوار ج 19 ص 98 ط قديم .
قال الذهبي : " مبلغه من العلم : كان رضي الله عنه بحراً في العلم ، وكان قوي الحجّة ، سليم الاستنباط أوتي الحظ الأوفر من الفصاحة ، والخطابة والشعر ، وكان ذا عقل قضائي ناضج ، وبصيرة نافذة إلى بواطن الأمور وكثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي ، واستجلاء ما أشكل ، وقد ولاّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قضاء اليمن ، ودعا له بقوله " اللّهم ثبّت لسانه واهد قلبه " فكان موفقاً ومسدداً ، فيصلا في المعضلات حتى ضرب به المثل فقيل " قضيةٌ ولا أبا حسن لها " ولا عجب ، فقد تربّى في بيت النبوة وتغذّى بلبان معارفها ، وعمّته مشكاة أنوارها .
روى علقمة عن ابن مسعود ، قال : كنا نتحدّث إن أقضى المدينة علي بن أبي طالب . وقيل لعطاء : أكان في أصحاب محمّد اعلم من علي ؟ قال : لا والله لا أعلمه .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : " إذا ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل عنه إلى غيره والذي يرجع إلى أقضية علي رضي الله عنه وخطبه ووصاياه ، يرى أنه قد وهب عقلا ناضجاً ، وبصيرة نافذة ، وحظاً وافراً من العلم وقوة البيان .
مكانته في التفسير : جمع علي رضي الله عنه إلى مهارته في القضاء والفتوى ، علمه بكتاب الله وفهمه لا سراره وخفي معانيه فكان اعلم الصحابة بمواقع التنزيل ، ومعرفة التأويل وقد روى عن ابن عباس أنه قال : " ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب " وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي رضي الله عنه أنه قال : " والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً سؤولا " .
وعن أبي الطفيل قال : " شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم . أبليل نزلت . أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل " .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود قال : " إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف ، إلا وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن " وغير هذا كثير من الآثار التي تشهد له بأنّه كان صدر المفسّرين والمؤيد فيهم " .
الرواية عن علي ومبلغها من الصحة : كثرت الرواية في التفسير عن علي رضي الله عنه كثرة جاوزت الحد الأمر الذي لفت أنظار العلماء النقاد ، وجعلهم يتتبعون الرواية عنه ، بالبحث والتحقيق ، ليميزوا ما صح من غيره " .
وقال في أشهر المفسرين في الصحابة : " أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية عنه في التفسير والسبب في ذلك راجع إلى تفرغه من مهام الخلافة مدة طويلة دامت إلى نهاية خلافة عثمان رضي الله عنه ، وتأخر وفاته إلى زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى من يفسّر لهم ما خفي عنهم من معاني القرآن ، وذلك ناشئ من اتساع رقعة الاسلام ، ودخول كثير من الأعاجم في دين الله ، مما كاد يذهب بخصائص اللغة العربية " . التفسير والمفسرون ج 1 ص 88 وص 63 .
[19] الفهرست ص 36 .
[20] كتاب اليقين ص 12 مخطوط .
[21] كفاية الطالب بمناقب علي بن أبي طالب ص 47 .
[22] سورة النساء : 80 .
[23] سورة الرحمن : 29 .
[24] سورة النجم : 43 .
[25] زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 251 ص 252 مخطوط .
[26] شرح نهج البلاغة طبع مصر ج 1 ص 6 .
[27] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 185 مخطوط .
[28] نظم درر السمطين ص 128 .
[29] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 20 رقم 1036 وص 22 رقم 1040 .
[30] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 20 رقم 1036 وص 22 رقم 1040 .
[31] سورة الذاريات : 1 - 4 .
[32] سورة الطور : 4 - 5 .
[33] الضراح بيت في السماء حيال الكعبة وقد جاء ذكره في حديث على ومجاهد . النهاية ج 3 ص 81 .
[34] سورة إبراهيم : 28 .
[35] سورة الكهف : 103 - 104 .
[36] سورة الإسراء : 12 .
[37] سورة النجم : 32 .
[38] سورة الضحى : 11 .
[39] المعيار والموازنة ص 298 .
[40] مفتاح النجاء ص 86 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|