المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

القمار- الميسر- الأزلام
26-9-2016
تأثير العوامل الجوية على السبانخ
26-4-2021
المجلات الالكترونية واعلاناتها المبوبة
8/9/2022
خاتمة المقال النقدي
4-7-2019
إمامة علي بن أبي طالب في القرآن (آية فتلقى آدم)
12-3-2018
المؤوّلة
24-11-2014


الإمام علي (عليه السلام) فسّر القرآن  
  
682   09:24 صباحاً   التاريخ: 2024-06-11
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص191-201
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي صالح في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )[1] قال : " علي بن أبي طالب ، كان عالماً بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، والحلال والحرام "[2].

وروى الكنجي باسناده عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه ، عن علي عليه السّلام قال : " كنت ادخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلا ونهاراً فكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكت ابتدأني ، وما نزلت عليه آية إلا قرأتها ، وعلمت تفسيرها وتأويلها ، ودعا الله لي إن لا أنسى شيئاً علمني إياه فما نسيته من حرام وحلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية ، وقد وضع يده على صدري ، وقال : اللّهم املأ قلبه علماً ، وفهماً ، وحكماً ، ونوراً ، ثم قال لي : أخبرني ربي عزّوجل انّه قد استجاب لي فيك "[3].

قال السيوطي : " النوع الثمانون في طبقات المفسرين :

أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً ، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم ، كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه للحديث ، ولا احفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلاّ آثاراً قليلة جداً ، لا تكاد تجاوز العشرة .

وأمّا علي فروي عنه الكثير ، وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل ، قال : شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألون عن شئ إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم ، أبليل نزلت ، أم بنهار ، أم في سهل ، أم في جبل . وأخرج أبو نعيم في ] الحلية [ عن ابن مسعود ، قال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن .

وأخرج أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش ، عن نصر بن سليمان الأحمشي عن أبيه عن علي ، قال : والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً سؤولا "[4].

وقال أيضاً : " فائدة - قال ابن أبي جمرة : عن علي رضي الله عنه ، أنه قال لو شئت إن أوقر سبعين بعيراً من تفسير أم القرآن لفعلت ، وبيان ذلك : انّه إذا قال ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يحتاج تبيين معنى الحمد ، وما يتعلق به الاسم الجليل الذي هو الله وما يليق به من التنزيه . ثم يحتاج إلى بيان العالم وكيفيّته ، على جميع أنواعه واعداده ، وهي الف عالم أربعمائة في البر ، وستمائة في البحر ، فيحتاج إلى بيان ذلك كله .

فإذا قال ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) يحتاج إلى بيان الاسمين الجليلين ، وما يليق بهما من الجلال ، وما معناهما ، ثم يحتاج إلى بيان جميع الأسماء والصفات ، ثم يحتاج إلى بيان الحكمة في اختصاص هذا الموضع بهذين الاسمين دون غيرهما .

فإذا قال ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) يحتاج إلى بيان ذلك اليوم وما فيه من المواطن والأهوال ، وكيفية مستقره .

فإذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) يحتاج إلى بيان المعبود من جلالته والعبادة وكيفيتها ، وصفتها وأدائها على جميع أنواعها والعابد في صفته والاستعانة وأدائها ، وكيفيتها .

فإذا قال : ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ )[5] إلى آخر السورة ، يحتاج إلى بيان الهداية ما هي ، والصراط المستقيم وأضداده وتبيين المغضوب عليهم ، والضالين وصفاتهم ، وما يتعلق بهذا النوع ، وتبيين المرضي عنهم وصفاتهم وطريقتهم ، فعلى هذه الوجوه يكون ما قاله علي من هذا القبيل "[6].

وروى العلامة المجلسي عن ابن عباس قال : " قال لي علي عليه السّلام يا ابن عباس إذا صليت العشاء الآخرة فإلحقني إلى الجبان[7]، قال : فصلّيت ولحقته ، وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الألف من الحمد ، والحمد جميعاً ؟ قال : فما تفسير اللام من الحمد قال : فقلت لا اعلم ، قال تكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال فما تفسير الحاء من الحمد ؟ قال : فقلت لا اعلم ، قال : تكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد ؟ قال : فقلت لا اعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة ، ثم قال : فما تفسير الدال من الحمد ؟ قال : قلت لا أدري ، فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر ، قال ، فقال لي : قم يا ابن عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك ، فقمت وقد وعيت كل ما قال ، قال : ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي عليه السّلام كالقرارة في المتفجر قال : القرارة : الغدير ، المتفجر : البحر "[8].

وقال المجلسي : " سألوه صلوات الله عليه ، عن لفظ الوحي في كتاب الله تعالى فقال : منه وحي النبوة ، ومنه وحي الالهام ، ومنه وحي الإشارة ، ومنه وحي أمر ، ومنه وحي كذب ، ومنه وحي تقدير ، ومنه وحي الرسالة .

فأمّا تفسير وحي النبوة والرسالة ، فهو قوله تعالى ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوح وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ )[9] إلى آخر الآية .

وأما وحي الالهام ، قوله عزّوجل : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ )[10] ( 3 ) ومثله : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ )[11].

وأمّا وحي الإشارة ، فقوله عزّوجل ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً )[12] أي أشار إليهم لقوله تعالى : ( أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّام إِلاَّ رَمْزاً )[13].

وأما وحي التقدير فقوله تعالى : ( وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا )[14].

وأما وحي الأمر فقوله سبحانه : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي )[15].

وأما وحي الكذب فقوله عزّوجل : ( شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْض )[16] إلى آخر الآية .

وأما وحي الخبر فقوله سبحانه : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )[17] "[18].

قال النديم في باب تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن : " كتاب الباقر محمّد بن علي بن الحسين بن علي "[19].

وروى ابن مردويه بسنده عن أنس بن مالك قال : " بينا أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : الآن يدخل سيد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين ، إذ طلع علي بن أبي طالب فأخذ رسول الله يمسح العرق من وجهه ويمسح به وجه علي بن أبي طالب ، ويمسح العرق من وجه علي ويمسح به وجهه ، فقال له علي : يا رسول الله نزل فيّ شئ ؟ قال : أما ترضى إن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي . أنت أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي . تقضي ديني وتنجز وعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل "[20].

روى الشنقيطي باسناده عن أبي الطفيل : " كان علي يقول : سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم أنزلت بليل أو نهار . . . في سهل أم جبل . . . ولو شئت أوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب "[21]  .

قال العاصمي : " رأيت في بعض الكتب : دخل قوم من اليهود على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقالوا له : لولا ثلاث آيات في كتابكم لآمنا برسولكم ، فقال علي بن أبي طالب : وما تلك الآيات ؟ قال : إحداها : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )[22] كيف يكون طاعة المخلوق كطاعة الخالق ، والثانية : قوله ( كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن )[23] فأي شأن ذلك ؟ والثالثة قوله : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى )[24] وهذا من صفة النائحة والمسخرة .

فقال علي كرم الله وجهه : أما قوله : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) فكأنه يقول إن لم تبلغ تماماً إلى طاعتي فلا تقصر في طاعة الرسول لكي أهب تقصيرك في طاعتي بحرمة طاعة الرسول ، وأما قوله : ( كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن ) فمن شأنه ثلاثة أشياء : أولها ينقل قوماً من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ، وقوماً ينقلهم من أرحام الأمهات إلى الدنيا ، وقوماً يخرجهم من الدنيا إلى الآخرة ، فهو ينقل هذه العساكر الثلاثة آناء الليل وآناء النهار ، وأما قوله : ( أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) فمعناه أضحك الأرض بالأشجار والأشجار بالأنوار ، وأبكى السماء بالأمطار "[25].

قال ابن أبي الحديد : " ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وانه تلميذه وخريجه وقيل له : اين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط "[26].

روى محمّد بن رستم باسناده عن أنس عن رسول الله أنه قال لعلي : " أنت أخي ووزيري وخير من أخلّف بعدي وتقضي ديني وتنجز موعدي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل "[27].

قال الزرندي : " قال الشعبي : ما كان أحد من هذه الأمة اعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وآله من علي "[28].

وروى ابن عساكر باسناده عن سيف بن وهب ، قال : " دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل ، فقال : أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيّها الناس سلوني قبل إن تفقدوني . فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي ، فيما أنزلت ولا اين نزلت ولا ما عني بها "[29].

وروى باسناده عنه قال : " سمعت علياً وهو يخطب الناس فقال : يا أيّها الناس سلوني فإنكم لا تجدون احداً بعدي هو اعلم بما تسألونه منّي ، ولا تجدون احداً اعلم بما بين اللوحين مني ، فسلوني "[30].

قال أبو جعفر الإسكافي : ذكروا إن ابن الكواء لما سمع علياً عليه السّلام يقول : سلوني قبل إن تفقدوني ، سلوني فان العلم يقبض قبضاً ، سلوني فإن بين الجوانح مني علماً جمّاً .

فقام إليه ابن الكوّاء فقال : أنا أسألك يا أمير المؤمنين ، فقال : سل تفقهاً ولا تسأل تعنتاً . وسل عمّا يعنيك ودع ما لا يعنيك ، قال : يا أمير المؤمنين ، ما ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً ) ؟ قال : تلك الرياح .

قال : فما ( فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً ) ؟ قال : تلك السحاب .

قال : فما ( فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً ) ؟ قال : تلك السفن .

قال : فما ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً )[31] ؟ قال : تلك الملائكة .

قال : فحدثني عن قول الله : ( وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ )[32].

قال : ذلك الضراح[33] بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك .

قال : فحدثني عن ذي القرنين ، أنبي أم ملك ؟ قال : ليس واحد منهما . ولكن كان عبداً نصح الله فنصح الله له وأحبّ الله فأحبه .

قال : فأخبرني فيمن نزلت هذه الآية : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ )[34] قال : هم الأفجران من قريش ، بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأما بنوا أمية فمتعوا إلى حين .

قال : فحدثني عن قوله : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )[35] قال : هم أهل حروراء .

قال : يا أمير المؤمنين ، فحدثني عن هذه المجرة ما هي ؟ قال : هذه اسراج السماء ومنها هبط من السماء الماء المنهمر .

قال : يا أمير المؤمنين : فحدثني عن قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .

قال : فحدثني عن هذا المحق الذي في القمر ما هو ؟ قال : قال الله ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً )[36] كان ضوء القمر مثل ضوء الشمس فمحاه الله .

قال : فحدثني عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : سل عمن أحببت ، قال : عبد الله بن مسعود ، قال : قرأ القرآن وقام عنده .

قال : فحدثني عن أبي ذر الغفاري ، قال : عالم شحيح على علمه .

قال : فعن حذيفة بن اليمان حدثني ، قال : عرف المنافقين وسأل عن المعضلات ولو سألتموه وجدتموه بها خبيراً .

قال : فحدثني عن سلمان الفارسي ؟ قال : علم علم الأول وعلم الآخر وهو بحر لا ينزح ، ويحك ومن لك بلقمان الحكيم ؟ وهو منّا أهل البيت .

قال : فحدثني عن عمّار بن ياسر ، قال : خالط الايمان شعره وبشره ولحمه ودمه وعصبه وعظامه وهو محرّم على النار ، كيف زال الحق زال معه عمّار .

قال : فحدثني عن نفسك ، قال : قال الله : ( فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ )[37] قال : وقد قال : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )[38].

قال : ويحك كنت أول داخل على النبي وآخر خارج من عنده ، وكنت إذا سألت أعطيت وإذا سكتّ ابتديت ، وكنت أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة . وربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك في منزلي ، فإذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا بي وأقام نساءه فلم يبق عنده غيري ، وإذا أتاني لم يقم فاطمة ولا احداً من ولدي ، فإذا سألته أجابني وإذا سكت عنه ونفدت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليّ وكتبتها بخطّي فدعا الله إن يفهمني ويعطيني ، فما نزلت آية من كتاب الله إلاّ حفظتها وعلمني تأويلها .

وما تركت شيئاً من حلال ولا حرام إلا وقد حفظته وعلمني تأويله ، لم أنس منه حرفاً واحداً منذ وضع يده صلّى الله عليه وآله وسلّم على صدري فدعا الله إن يملأ قلبي فهماً وعلماً وحكماً ونوراً "[39].

روى البدخشي باسناده عن ابن مسعود قال : " إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما من حرف إلاّ وله ظهر وبطن . وإنّ علي بن أبي طالب عليه السّلام عنده منه الظاهر والباطن "[40].

 

[1] سورة الرعد : 43 .

[2] شواهد التنزيل ج 1 ص 310 رقم / 427 .

[3] كفاية الطالب ص 199 .

[4] الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 187 .

[5] سورة الفاتحة 1 - 6 .

[6] الاتقان ص 186 .

[7] الجبّان : في الأصل الصحراء ، معجم البلدان - مراصد الاطلاع .

[8] بحار الأنوار ج 19 ص 28 الطبعة القديمة .

[9] سورة النساء : 163 .

[10] سورة النحل : 68 .

[11] سورة القصص : 7 .

[12] سورة مريم : 11 .

[13] سورة آل عمران : 41 .

[14] سورة فصلت : 12 .

[15] سورة المائدة : 111 .

[16] سورة الأنعام : 112 .

[17] سورة الأنبياء : 73 .

[18] بحار الأنوار ج 19 ص 98 ط قديم .

قال الذهبي : " مبلغه من العلم : كان رضي الله عنه بحراً في العلم ، وكان قوي الحجّة ، سليم الاستنباط أوتي الحظ الأوفر من الفصاحة ، والخطابة والشعر ، وكان ذا عقل قضائي ناضج ، وبصيرة نافذة إلى بواطن الأمور وكثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي ، واستجلاء ما أشكل ، وقد ولاّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قضاء اليمن ، ودعا له بقوله " اللّهم ثبّت لسانه واهد قلبه " فكان موفقاً ومسدداً ، فيصلا في المعضلات حتى ضرب به المثل فقيل " قضيةٌ ولا أبا حسن لها " ولا عجب ، فقد تربّى في بيت النبوة وتغذّى بلبان معارفها ، وعمّته مشكاة أنوارها .

روى علقمة عن ابن مسعود ، قال : كنا نتحدّث إن أقضى المدينة علي بن أبي طالب . وقيل لعطاء : أكان في أصحاب محمّد اعلم من علي ؟ قال : لا والله لا أعلمه .

وروى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : " إذا ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل عنه إلى غيره والذي يرجع إلى أقضية علي رضي الله عنه وخطبه ووصاياه ، يرى أنه قد وهب عقلا ناضجاً ، وبصيرة نافذة ، وحظاً وافراً من العلم وقوة البيان .

مكانته في التفسير : جمع علي رضي الله عنه إلى مهارته في القضاء والفتوى ، علمه بكتاب الله وفهمه لا سراره وخفي معانيه فكان اعلم الصحابة بمواقع التنزيل ، ومعرفة التأويل وقد روى عن ابن عباس أنه قال : " ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب " وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي رضي الله عنه أنه قال : " والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً سؤولا " .

وعن أبي الطفيل قال : " شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا اعلم . أبليل نزلت . أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل " .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود قال : " إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف ، إلا وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن " وغير هذا كثير من الآثار التي تشهد له بأنّه كان صدر المفسّرين والمؤيد فيهم " .

الرواية عن علي ومبلغها من الصحة : كثرت الرواية في التفسير عن علي رضي الله عنه كثرة جاوزت الحد الأمر الذي لفت أنظار العلماء النقاد ، وجعلهم يتتبعون الرواية عنه ، بالبحث والتحقيق ، ليميزوا ما صح من غيره " .

وقال في أشهر المفسرين في الصحابة : " أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية عنه في التفسير والسبب في ذلك راجع إلى تفرغه من مهام الخلافة مدة طويلة دامت إلى نهاية خلافة عثمان رضي الله عنه ، وتأخر وفاته إلى زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى من يفسّر لهم ما خفي عنهم من معاني القرآن ، وذلك ناشئ من اتساع رقعة الاسلام ، ودخول كثير من الأعاجم في دين الله ، مما كاد يذهب بخصائص اللغة العربية " . التفسير والمفسرون ج 1 ص 88 وص 63 .

[19] الفهرست ص 36 .

[20] كتاب اليقين ص 12 مخطوط .

[21] كفاية الطالب بمناقب علي بن أبي طالب ص 47 .

[22] سورة النساء : 80 .

[23] سورة الرحمن : 29 .

[24] سورة النجم : 43 .

[25] زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 251 ص 252 مخطوط .

[26] شرح نهج البلاغة طبع مصر ج 1 ص 6 .

[27] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 185 مخطوط .

[28] نظم درر السمطين ص 128 .

[29] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 20 رقم 1036 وص 22 رقم 1040 .

[30] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 20 رقم 1036 وص 22 رقم 1040 .

[31] سورة الذاريات : 1 - 4 .

[32] سورة الطور : 4 - 5 .

[33] الضراح بيت في السماء حيال الكعبة وقد جاء ذكره في حديث على ومجاهد . النهاية ج 3 ص 81 .

[34] سورة إبراهيم : 28 .

[35] سورة الكهف : 103 - 104 .

[36] سورة الإسراء : 12 .

[37] سورة النجم : 32 .

[38] سورة الضحى : 11 .

[39] المعيار والموازنة ص 298 .

[40] مفتاح النجاء ص 86 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.