أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29
247
التاريخ: 2024-03-19
937
التاريخ: 2024-02-14
1056
التاريخ: 2024-04-13
908
|
لقد كان لإعادة فتح بلاد النوبة ثانية في عهد «أحمس الأول» في بداية الأسرة الثامنة عشرة أثر كبير في بناء الإمبراطورية الجديدة، وذلك لما كان يَرِد على مصر منها من أموال طائلة ساعدت مساعدة عظيمة في بناء مجْدها في «آسيا» وفي إقامة المباني الضخمة الدينية في داخل البلاد التي خرَّبها «الهكسوس»، وكان من أول الواجبات على الفراعنة بعد إعادة فتح بلاد «السودان» أن يضعوا أُسُسًا قويمة تسير عليها الدولة حتى يكون نفعُها عظيمًا، ولذلك رأى الفرعون أن يجعل علاقته ببلاد السودان علاقة خاصة لما بين البلدين من روابط قديمة ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ كما أسلفنا؛ ولذلك عيَّن لها حاكمًا أطلق عليه لقب «ابن الملك» حاكم بلاد «النوبة» فكان بحكم موضعه «نائب الفرعون«. والظاهر أن هذه الوظيفة قد أُنشِئت في عهد «أمنحتب الأول» وبَقِيَتْ حتى عهد الأسرة الحادية والعشرين، وقد كان آخر مَن لُقِّب بهذا اللقب هو «بي عنخي» ابن الفرعون «حريحور «(Petrie “History” Vol. III, p. 203 & M. M. A. II, P, 57 )، غير أننا سنرى فيما بعدُ إدارة مصر لبلاد النوبة قد استمرت بعد عهد «حريحور» مدة طويلة، وقد جُدِّد لقب «نائب الملك» ثانية في عهد الأسرة الثالثة والعشرين، وذلك عندما تقلَّده موظف يُدعَى «أوسركون عنخ» (راجع Gauthier, B. I. F. A. O. XII p. 138 ). ولكن يلاحظ في هذه الحالة أن الوظيفة كانت مجرَّد لقب شرف قديم بُعث من رقدته ومُنحه «أوسركون عنخ»، أو أنه كان قد انتحله لنفسه على لوحته الجنازية التي تركها لنا، ولا أدل على أن هذا اللقب كان مجرد لقب فخري من أنه قد تقلدتْه الملكة «نسي خنسو» زوج الفرعون «بنوزم الثاني« (Petrie, Ibid p. 218)، وقد كان اللقب الأصلي الذي يحمله نائب الفرعون هو «ابن الملك»، وكان أول مَن حمله على ما نعلم هو «توري« (Urk. IV p. 78)، وهذا الرجل كان يحمل كذلك لقب قائد «بوهن» في عهد «أحمس الأول»، والظاهر أنه كان لقبًا حربيًّا، ولكن في السنة السابعة من حكم «أمنحتب الأول» نجد أنه يُلقَّب «نائب بلاد النوبة» ونُعت «بابن الملك» للإقليم الجنوبي، وذلك على حسب نقوش وُجدت في «سمنة». (راجع Breasted, “American Journal of Semetic Languages & Literature (1908) p. 108( في السنة التالية أي في السنة الثامنة تَرَك لنا هذا الموظف الكبير نقشًا في جزيرة «أورونارتي» عدَّد فيه ألقابه، وهي: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومحبوب الفرعون في الأراضي الجنوبية، وابن الملك. وفي السنة الأولى من حكم «تحتمس الأول» نجد أن «توري» كان لا يزال يُلقَّب «ابن الملك» والمشرف على الأراضي الجنوبية ( Urk IV. p. 79–81)، كما تحدثنا بذلك لوحة التتويج التي عُثر عليها في «بوهن» وعلى صورة منها في بلدة «وادي حلفا»، وكذلك كان لا يزال في السنة الثالثة يقوم بأعمال وظيفته لهذا الفرعون أيضًا Ibid p. 89-90). وفي عهد حتشبسوت (؟) نراه ممثلًا في المقبرة الوهمية التي أقامها الوزير «وسر» في غربي «سلسلة» وقد لقب عليها ابن الملك والمشرف على الأراضي الجنوبية ( P. S. B. A. Vol. XII p. 104). ويظن الأستاذ «ريزنر» أنه كان في هذا الوقت قد اعتزل العمل، ولكنه مع ذلك كان ما يزال يحتفظ بألقابه بوصفها ألقاب شرف (J. E. A. Vol. VI, p. 29). وقبل أن نستمر في الكلام عن تاريخ هؤلاء الحكام يجب أن نُثبِت هنا أن لقب «ابن الملك» لم يكن من الضروري أن يحمل معناه الأصلي؛ أي إنه قد يكون لقب شرف وحسب. والدليل على ذلك ما نشاهده في «تتي كي» الذي عاش في عهد «أحمس الأول»، وكان يحمل هذا اللقب، غير أنه لم يكن ابن ملك حقيقي؛ إذ نجده قد مثِّل مع والديه في قبره، فكان اسم والده «رع حتب» الذي كان يشغل وظيفة مدير حديقة النزهة، أما والدته فكانت تُسمَّى «سن سنب» وتحمل اللقب العادي للسيدات المصريات وهو «ربة البيت». (راجع J. E. A. Vol. XI, p. 15 ). وعلى الرغم من أن «تتي كي» هذا كان يحمل لقب «ابن الملك» فإنه لم يكن «نائب الملك» في السودان. ولقب «ابن الملك» كما قلنا كان يُطلَق على «نائب الملك» في السودان منذ عهد «أمنحتب الأول» وحسب، والظاهر أن هذا الفرعون هو الذي خلق هذه الوظيفة. والواقع أن كل نواب الفرعون في حكومة بلاد السودان حتى الأسرة الواحدة والعشرين لم يكونوا أولاد ملوك حقيقيين إلا «بي عنخي» بن «حريحور» فقد كان ابن ملك حقيقي، وهو آخِر مَن حمل هذا اللقب بصفة فعلية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|