أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-28
898
التاريخ: 2024-02-14
1143
التاريخ: 2024-03-31
902
التاريخ: 2024-05-15
926
|
كانت أهم الوظائف التي يقوم بأعبائها «خع أم حات» هي الإشراف على خزائن الأرض أو بعبارة أخرى كان في يده أقوات البلاد، ومن أجل هذا كان يشغل الوظائف التالية: المشرف على مخازن الحبوب لسيد الأرضين، والمشرف على مخازن الحبوب في الوجه القبلي والوجه البحري، والأمير الوراثي، وعينا ملك الوجه القبلي في مدن الجنوب، وأذناه في أقاليم الوجه البحري جميعها، والممدوح من الإله الطيب «أنوبيس»، ومدير أعياد «أوزير»، والقائم على بيت التحنيط، ورئيس صندوق «أنوبيس» (Loret, “La Tomb de Kha. m. ha” p. 115–124; Wresziniski, “Atlas” Pl. 203 & 190).
وقد نَحت «خع أم حات» مقبرته في جبانة «شيخ عبد القرنة» (رقم 57)، وتُعَدُّ من أعظم المقابر التي أُقيمت في هذه الجبانة من حيث الفخامة في النقش، والإبداع في التصوير، والواقع أن النقوش التي على جدرانه قد تفوق نقوش مقبرة الوزير «رع موسى» في دقة خطوطها وحسن إبرازها، إذ نلاحظ في المناظر التي على جدران المقبرة أن المفتنَّ لم يستعمل في إبرازها ذلك الطراز المبالغ فيه الذي كان متبعًا في عهد العمارنة، ومع ذلك فإننا نشاهد فيها تلك الليونة والرشاقة في تخطيطها الأخَّاذ، وفي منظر تلك الظهور المحنية التي تمثِّل رجال البلاط يقدِّمون خشوعهم وإجلالهم للفرعون في وضع طبعي لا تمجُّه العين إذا ما قيس بتلك الصور المبالغ في إبراز أجزائها، وكان ذلك أهم ما يصبو إليه مفتنُّ عهد العمارنة. ولا نعجب إذا رأينا قبر «خع أم حات» قد زُيِّن جزء من جدرانه ببعض المناظر التي تمثِّل لنا مهامَّ وظيفته الكبرى، وهي الإشراف على مخازن غلال الدولة، فقد صوَّر لنا المفتنُّ على الجدران مراحل محصول القمح من أول حرث الأرض حتى إقامة شعائر الاحتفال بخزن الحبوب وتقديم القربان للإلهة «رنوتت» إلهة الحصاد، وقد مُثِّلتْ هنا في صورة امرأة برأس ثعبان، وهي تُرضع ابنَها إله الحصاد «نبري« (Wreszinski, Ibid. Pl. 198) . وأهم ما يسترعي الأبصار هنا حادثة خاصة بمسح الأرض القائمة فيها سيقان القمح؛ إذ نشاهد أمام الموظفين الذين يحملون حبل القياس، ومَن في صحبتهم من الكَتَبَة رجلًا قد قوَّستْه السنون، وجعَّدتْ سحنتَه الشيخوخة ماشيًا وبيده عصًا (صولجان واس)، وكان يضرب بها ضربًا خفيفًا على لوحة صغيرة نُصبت في الأرض عند حدود حقل القمح (Wreszinski, ibid, Pls. 189, 191 ). على أن هذا المنظر ليس فريدًا في بابه؛ إذ نجده ممثلًا في منظر مسح الأرض، وأهمها على قطعة حجر من منظر ملون وُجد في مقبرة «بطيبة» وهي الآن بالمتحف البريطاني (Budge, “Wall Decorations of Egyptian Tombs Illustrated from Examples in the British Museum London”, Pl. 7)، إذ نجد على هذه القطعة متنًا يُخبرنا أن هذا الرجل المُسِنَّ الذي يحمل العصا (صولجان واس) يحلف بالإله الأعظم الذي في السماء أن لوحة الحدود (أو الشاهد) قائمة في مكانها، ويدل اليمين الذي حلفه، والصولجان الذي في يده على أنه موظف معين من قِبَل مصلحة المساحة ليُراجع أعمال المسَّاحين (وما أشبه البارحة باليوم! فلعَمْرُ الحق هذا هو نفس ما يحدث في أيامنا)، ومن المحتمل أنه يحمل هذا الصولجان في يده في هذه المناسبات بمثابة رمز لتأدية مأمورية، أما اللوحة فكانت لفصل حدود حقل عن حقل، أو بعبارة أخرى كانت توضع تأمينًا لفصل أملاك الأفراد بعضها عن بعض، ولعدم التعدِّي، وقد كانت أمثال هذه اللوحة تُختَم وتُسجَّل في مصلحة المساحة كما تحدثنا عن ذلك صراحة في نقوش الوزير «رخ مي رع»، وذلك عندما كان يُعدِّد لنا في قائمة واجباته اليومية: وعندما يأتي متظلم ويقول إن لوحة حدودنا قد زُحزِحت فلا بد أن يفحص ما قد دُوِّن بخاتم الموظف المسئول، وعلى ذلك يُعاد إليه ما اغتُصب منه بِيَدِ اللجنة التي زحزحت لوحته. على أن مثل هذا التسجيل كان ضروريًّا للفصل في المنازعات التي كانت تقوم بسبب زحزحة الحدود إما بسبب الفيضان أو بسبب استعمال السلطة أو بتعدي الجيران لزيادة أملاكهم. والواقع أن تعدي الجيران على الحدود كان بلا نزاع من الأمور الشائعة لأننا نقرأ في تحذيرات الحكيم «أمنحتب بن كانخت»: لا تزحزحن حجر حدود حقل القمح، ولا تغيرن موضع حبل القياس (راجع J. E. A. Vol. XII. p. 204 )، ولا يمكن للباحث عندما يشاهد مناظر هذا القبر البديعة الصنع إلا أن يدهش منها لما تدل عليه من الثراء والنعيم الذي كانت ترتع في بحبوحته البلاد. فنرى صاحب المقبرة مرتديًا أفخر الملابس عندما كان يقوم بتقديم القربان، فكان يرتدي ثوبًا منمَّقًا وحُلِيًّا ثمينة، وعلى رأسه شعر مستعار، صُفَّ ثلاثَ طبقات بعضها فوق بعض مجعَّدة تجعيدًا دقيقًا أنيقًا، غير أنه كان عاري القدمين، وقد يكون ذلك راجعًا إلى ما تحتمه الشعائر الدينية، وعندما كان يفحص مَسْح حقول القمح نراه مرتديًا حُلَّة بسيطة وقميصًا قصيرًا وشعرًا مستعارًا عاديًّا، ومنتعلًا حذاءً ضخمًا وحاميًا ساقه بدروع خاصة، وليس صاحب المقبرة وحدَه هو الذي تَظهَر عليه نضرة النعيم، بل تَظهَر كذلك على موظفيه؛ إذ نراهم يرتدون ملابس أنيقة وينتعلون أحذية جميلة، حتى أحقر العمال الذين يعملون في تعبئة سنابل القمح في سلات ضخمة كانوا ينتعلون أحذية. (انظر شكل رقم 1) يُضاف إلى ذلك أنه في أوائل الأسرة الثامنة عشرة كان لكل من عظماء القوم عربة واحدة بجواديها تنتظر الركوب فيها للتنزُّه والعَوْدة من الحقول بعد فحصها. ولكنِ الآن نرى فضلًا عن عربة «خع أم حات» التي نشاهد سائقها وسائسها قد غَرِقا في النوم وهما في انتظار سيدهما، ما لا يقل عن أربع عربات أخرى تنتظر أصحابها، (راجع Wreszinski, Ibid. Pl, 192). بالقرب من شجرة، وهذه العربات كانت بطبيعة الحال لموظفين أقل رتبة من «خع أم حات» (Ibid. Pl. 191). ومن بين مناظر مقبرة هذا العظيم مشهد غير عادي يَظهَر فيه أسطول سفن نقل مصري قد رسا على الساحل في ميناء أجنبية. وهذه السفن كانت تحمل سلعًا من طراز ثقيل، والمقدمة مزينة برءوس ثيران، وكانت تسبح بالشرع والمجاديف معًا، وتُقاد بوساطة دفة واحدة، وتنتهي أطراف المجاديف كلها برءوس ملكية. ويُشاهَد الملَّاحون يذهبون إلى الشاطئ بعضهم يحمل حقائب تحوي سلعًا لا نعرف كنهها، غير أنه المقصود منها التجارة مع الأهالي في مقابل المحاصيل المحلية التي تنتجها هذه البلاد الأجنبية. وتدل شواهد الأحوال على أن أهالي هذه الجهة من الزنوج.
شكل 1: خع أم حات يُشرِف على حقله.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|