أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-21
921
التاريخ: 2024-08-23
285
التاريخ: 2024-01-26
1197
التاريخ: 2024-09-30
284
|
ومن المعابد ذات الروعة والجلال التي أقامها «أمنحتب» في هذا العهد وخصَّها بعنايته معبده الذي أقامه في صولب. ويُعزَى اهتمام الفرعون بهذا المعبد إلى أنه أقامه لعبادته هو والإله «آمون» معًا. وهو في ذلك يُشبه معبده الجنازي الذي أقامه في «طيبة» الغربية، ويحتوي على عدَّة وثائق، ذُكر في إحداها اسم المعبد الذي لم تذكره النقوش التي دوَّنها هذا الفرعون على لوحة معبده الجنازي. وسنذكر هنا أولًا ما جاء على هذه اللوحة، ثم ما جاء على آثار المعبد نفسه. وهاك النصَّ الذي جاء على اللوحة خاصًّا بمعبد «صولب «(ibid § 890ff ): «ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نب ماعت رع»، محبوب «آمون رع» ابن الشمس، «أمنحتب الثالث»، حاكم طيبة. لقد أقمتُ آثارًا أخرى لآمون منقطعة النظير، لقد أقمتُ لك بيتك (الباقي) ملايين السنين في … «آمون رع» رب طيبة، المسمَّى «المضيء في الصدق» (خع-م-ماعت) رافلًا في السام، مأوًى لوالدي في كل أعياده، وقد بُني بالحجر الرملي الجميل، وغشِّي بالذهب كله، ورقعته زُيِّنت بالفضة، وكل أبوابه بالذهب. ونُصبت مسلتان على كلا جانبيه، وعندما يشرق والدي بينهما تراني من بين أتباعه. وقربتُ له آلافًا من الثيران وقِطَعًا من أحسن الأجزاء الخلفية (من الثور).» ثم يلي ذلك أنشودة لآمون وهي:
أنشودة «لآمون»: كلام آمون ملك الآلهة
يا بُنَيَّ من جسدي، يا محبوبي، «نب ماعت رع «
يا صورتي الحية، يا مَن صورته أعضائي
ويا مَن حملتْه لي «موت» سيدة «أشرو» في «طيبة «
وهي سيدة الأقواس التسعة التي نشأتك سيدًا وحيدًا للقوم
إن قلبي يفرح كثيرًا عندما أرى جمالك
وإني أقوم بعمل أعجوبة لجلالتك، وبذلك تجدد شبابك
وذلك لأني قد أقمتُك مثل شمس الأرضين
فعندما أوَلِّي وجهي شطر الجنوب أقوم بعمل أعجوبة لك
إذ أجعل أمراء «كوش» الخاسئين يتجهون نحوك
حاملين كل جزيتهم على ظهورهم
وعندما أولِّي وجهي شطر الشَّمال أقوم بأعجوبة أخرى لك
إذ أجعل ممالك أطراف «آسيا» يَسعَوْن إليك
حاملين كل جزيتهم على ظهورهم
ويُقدِّمون أنفسهم إليك مع أطفالهم
حتى تمنَحَهم نفس الحياة
وعندما أولِّي وجهي شطر الغرب أقوم أيضًا بعمل معجزة لك
إذ أجعلك تستولِي على التحنو (اللوبيين) فلا تُبقِي منهم باقية
وإنهم يبنون في هذا الحصن (بمثابة عبيد) باسم جلالتي
وهو محوَّط بجدار عظيم يصل إلى السماء (في ارتفاعه)
ومأهول بأبناء رؤساء النوبة
وعندما أولِّي وجهي شطر الشرق أقوم بعمل معجزة لك
إذ أجعل أقاليم «بنت» تأتي إليك
حاملين كل الأخشاب اللطيفة الحلوة في بلادهم
راجين منه (الملك) الأمانَ والنفس الذي هو هبته
يا ملك الوجه القلبي، والوجه البحري، وحاكم الأقواس التسعة، ورب الأرضين «نب ماعت رع» ابن الشمس ومحبوبه «أمنحتب الثالث»، حاكم طيبة، ومَن أرضتْ آثارُه قلبَ الآلهة لأجْل أن يعطي الحياة، والثبات، والرضا، والصحة، ولأجل أن يكون قلبه مبتهجًا مثل «رع» مخلدًا.
ومن هذا النص تعلم أن «أمنحتب الثالث» قد أقام مسلتين أُخرَيَيْن أمام هذا المعبد، وقد ذُكرا على نقش دوِّن على أحد الكباش التي أُقيمت أمام هذا المعبد. وبذلك يكون هذا الفرعون قد أقام أكثر من ثماني مسلات في «طيبة» و«صولب»، إلا أنه لم يبقَ منها واحدة في مكانها. أما القصيدة التي جاءت في آخر هذا النقش، فتُعدِّد لنا الممالك والأقاليم التي كان يسيطر عليها هذا الفرعون، والتي كان أهلها يأتون إليه صاغرين، مُحمَّلين بالجزية والهدايا، فكان يأتي إليه من الجنوب أهل السودان، ومن الشمال يَفِدُ عليه أهل آسيا حتى أقاصيها، ومن الغرب كان يُجلِب إليه أهل «لوبيا» الذين استولى عليهم وسخَّرهم في بناء هذا المعبد المحوَّط بسور عظيم، يصل ارتفاعه إلى عنان السماء، ومن الشرق كان يسعى إليه أهل بلاد «بنت» يحملون العطور والأشجار ذات الشذَى الذكي، ثم هم في الوقت نفسه يطلبون إليه أن يمنحهم نفس الحياة الذي هو مِلْك يدِه. أما النقوش التي وُجدت على ما تبقَّى من جدران المعبد في تلك الجهة فلم نجد من بينها ما يدل على وصف المعبد في المكان المخصص بها عادة وهو العتب، ولكنا وجدنا ما يشير إلى ذلك في بعض النقوش، وبخاصة على تماثيل الكباش التي كانت مصفوفة على جانبي الطريق المؤدِّي إلى المعبد، وكذلك على الأُسُود المشهورة التي كانت مُقامة هناك، والمحفوظ بعضها الآن بالمتحف البريطاني.
أما النقش الذي وُجد على الكباش (1) فهو:
يعيش الإله الطبيب «نب ماعت رع» ابن الشمس «أمنحتب الثالث»، لقد عمله بمثابة أثَرٍ لصورة «نب ماعت رع» رب النوبة، الإله العظيم، رب السماء، مقيمًا لنفسه حصنًا ممتازًا يحيط به جدار عظيم، تضيء شرفاته أكثر من السماء، مثل المسلات العظيمة التي أقامها الملك «أمنحتب الثالث» حاكم طيبة، لمدة مليون مليون من السنين، أبد الآبدين. يعيش الإله الطيب … لقد أقامه بمثابة تذكار لوالده «آمون» رب طيبة، فبنى له معبدًا فاخرًا، وقد أُقيم عظيمًا في سعته، وضخامته، وزيد في جماله. (بواباته) تصل إلى عنان السماء، وعمد أعلامه هي نجوم السماء، ويُرى من كلا جانبي النهر مضيئًا الأرضين. وفي نقش ثانٍ على صورة كبش آخر قد ذُكر المعبد بأنه أُقيم في حصن «خع-م-ماعت» وأنه أُهدِي للإله «آمون»، كما جاء في نقش اللوحة الجنازية. ومما يلفت النظر في رسوم هذا المعبد بعض مناظر الحفل بعيد إهداء المعبد، فنشاهد الفرعون ومعه رجال حاشيته يمرُّون في (البوابات) العظيمة التي أُقيمت فيه، وكان لكل بوابة اسم خاص بها، وتدل النقوش على أنها أُقيمتْ جميعًا من الحجر الرملي الأبيض الجميل، وقد أقام له طريقًا على غرار طريق معبد الكرنك يؤدي إلى داخل المعبد تحفُّه تماثيل «بوالهول» على كلا الجانبين، برءوس كباش، وهي رمز للإله «آمون»، وكذلك زُيِّن المعبد نفسه بتماثيل سباع ضخمة (انظر شكل رقم 1) وصقور، وصُوَر حيوانات أخرى مقدسة كانت تُعبد في هذه المنطقة. وقد نُقل بعض هذه التماثيل إلى «نباتا» (جبال بركل) عاصمة بلاد «السودان». ويوجد كثير منها في متاحف أوروبا الآن، ففي «برلين» يوجد تمثالان كلٌّ منهما في صورة كبش، وكذلك توجد قاعدة تمثال صقر. (2) أما في «لندن» فيوجد أسدان له، ولكن انتحلهما لنفسه الفرعون «توت عنخ آمون «(Lepsius, “Auswahl”, 13. A. B; “Rec. Trav.” XI. p. 212).
شكل 1: أسد جبل بركل.
والنقوش التي على بعض هذه التماثيل لها أهمية تاريخية؛ إذ قد حَرَص «أمنحتب الثالث» على أن يذكر عليها تأسيس المعبد كما ذكرنا، وكذلك يمكننا أن نستخلص حقائق تاريخية أخرى من التغيُّر الذي حدث في نقوشها الأصلية؛ إذ نجد أن نقوش الإهداء التي دوَّنها «أمنحتب الثالث» على هذه التماثيل قد مُحيتْ في عهد الثورة الدينية التي قام بها «إخناتون»، مما يدل على أن اضطهاد «إخناتون» للإله «آمون» كان قد وصل إلى «صولب» جنوبًا، وأنه تجنَّى على اسم والده فمَحَاه؛ لأنه يشمل كلمة «آمون «.
..........................................
1- واحد منها الآن بمتحف برلين Ausfuhrliches Verzeichniss des Berliner (“Museum”, p. 23, (24، وقد وجد »لبسيوس« هذه التماثيل في جبل »بركل«؛ حيث نقلها » الاثيوبيون« من صولب (راجع L. D. III, Pls. 80, 90).
2- راجع: L. D. III, Pl. 80, 90.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|