أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-02
1041
التاريخ: 29-3-2022
1380
التاريخ: 11-5-2017
3371
التاريخ: 5-7-2017
3017
|
كانت في جمادي الأولى وقيل في المحرم سنة سبع من الهجرة وهي على ثمانية برد من المدينة مسير نحو ثمان وأربعين ساعة سميت باسم رجل من العماليق نزلها وهو أخو يثرب الذي سميت باسمه المدينة وقيل خيبر بلسان اليهود الحصن وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير ولم يذكر المؤرخون انه كان بين النبي (صلى الله عليه واله) ويهود خيبر عهد وانما كان العهد بينه وبين البطون الثلاثة من اليهود المقدم ذكرهم الذين كانوا بنواحي المدينة وهم بنو قينقاع والنضير وقريظة اما يهود خيبر فالظاهر أنه غزاهم يدعوهم إلى الاسلام أو قبول الجزية أو الحرب فلما لم يسلموا ولم يقبلوا الجزية حاربهم ومع ذلك فقد ذكر ابن الأثير وغيره ان أهل خيبر كانوا مظاهرين لغطفان على رسول الله (صلى الله عليه واله) وان غطفان قصدت خيبر ليظاهروا اليهود ثم خافوا المسلمين على أهليهم وأولادهم فرجعوا . وكان المسلمون في هذه الغزاة ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس .
قال ابن سعد : فلما نزل بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة حتى طلعت الشمس وأصبحوا وأفئدتهم تخفق وفتحوا حصونهم وغدوا إلى أعمالهم فلما نظروا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) قالوا محمد والخميس أي الجيش وولوا هاربين إلى حصونهم وجعل رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ووعظ رسول الله (صلى الله عليه واله) الناس .
قال ابن هشام فحاصرهم بضع عشرة ليلة فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم ثم القموص ثم حصن الصعب بن معاذ ثم الوطيح والسلالم وكانا آخر حصون خيبر افتتاحا ، ثم قال : قال ابن إسحاق وحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر الصديق برايته وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يك فتح وقد جهد ، ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يك فتح وقد جهد فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار .
وفي السيرة الحلبية : في لفظ كرار غير فرار ، قال وقد دفع (صلى الله عليه واله) لواءه لرجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا فدفعه إلى آخر من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا ، قال ابن هشام : يقول سلمة : فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك قال سلمة فخرج والله يهرول هرولة وانا لخلفه نتبع اثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن ، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال انا علي بن أبي طالب ، قال : يقول اليهودي علوتم أو غلبتم وما انزل على موسى أو كما قال ، فما رجع حتى فتح الله على يديه .
ورواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن الأكوع مثله ؛ وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر إلى بعض حصون خيبر فقاتل وجهد ولم يكن فتح وبسنده عن أبي ليلى عن علي أنه قال يا أبا ليلى أ ما كنت معنا بخيبر قال بلى والله كنت معكم قال فان رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع ؛ هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه أي لم يخرجه البخاري ومسلم .
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك : صحيح ولم يعقبه ومن عادته ان يتعقب المستدرك إذا لم يكن الحديث صحيحا عنده ، وروى الحاكم في المستدرك أيضا قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه قال : سار النبي (صلى الله عليه واله) إلى خيبر فلما اتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا ان هزموا عمر وأصحابه فجاءوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي (صلى الله عليه واله) الحديث . هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (اه) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك صحيح ولم يتعقبه وبسنده عن جابر ان النبي (صلى الله عليه واله) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وبسنده عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم خيبر بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) رجلا فجبن إلى أن قال ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر يفتح الله على يديه فتشق لها الناس وعلي يومئذ أرمد فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) سر فقال ما أبصر موضع فتفل في عينيه وعقد له ودفع إليه الراية فقال : يا رسول الله علام أقاتلهم فقال على أن يشهدوا ان لا إله إلا الله وإني رسول الله فإذا فعلوا ذلك حقنوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل فلقيهم ففتح الله عليه .
وفي أسد الغابة بسنده عن بريدة قال : لما كان يوم خيبر اخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد اخذه عمر وقيل محمد بن مسلمة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه فصلى رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة الغداة ثم دعا باللواء فدعا عليا وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح قال الراوي فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي انه كان صاحب مرحب يعني عليا .
وروى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله ان عبد الله بن بريدة حدث عن بريدة الأسلمي قال لما كان حين نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) بحصن أهل خيبر اعطى رسول الله (صلى الله عليه واله) اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يجبنه أصحابه ويجبنهم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان للغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا (عليه السلام) وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا اضرب * إذا الليوث أقبلت تلتهب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تتام آخر الناس مع علي (عليه السلام) حتى فتح الله لأولهم . وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن بريدة الأسلمي ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لما نزل بحضرة خيبر قال: لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان من الغد تطاول له جماعة من أصحابه فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ومعه الناس فلقوا أهل خيبر فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز وهو يقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا السيوف أقبلت تلتهب * أطعن أحيانا وحينا اضرب
فاختلف هو وعلي بضربتين فضربه علي على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فقتله فما أتى آخر الناس حتى فتح لأولهم .
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن اياس بن مسلمة عن أبيه قال : شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) خيبر حين تفل رسول الله (صلى الله عليه واله) في عيني علي فبرئ فأعطاه الراية فبرز مرحب وهو يقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلتهب
فبرز له علي وهو يقول :
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظره
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح .
ثم قال الطبري حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير حدثنا المسيب بن مسلم الأودي حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ربما أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس وان أبا بكر اخذ راية رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم نهض فقاتل قتالا شديدا ثم رجع فاخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال اما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة قال وليس ثم علي (عليه السلام) فتطاولت لها قريش ورجا كل واحد منهم ان يكون صاحب ذلك فأصبح فجاء علي (عليه السلام) على بعير له حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أرمد وقد عصب عينيه بشقة برد قطري فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما لك قال رمدت بعد فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ادن مني فدنا منه فتفل في عينيه فما اشتكى وجعهما حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية فنهض بها معه وعليه حلة ارجوان حمراء قد اخرج خملها فاتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر وبرد معصفر يمان وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز
ويقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
فقال علي (عليه السلام) :
انا الذي سمتني أمي حيدرة * أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ليث بغابات شديد قسورة
فاختلفا ضربتين فبدره علي فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في الأضراس وأخذ المدينة . وفي السيرة الحلبية ان مرحبا كان رأى تلك الليلة كان أسدا افترسه فذكره ذلك علي بقوله :
انا الذي سمتني أمي حيدرة * ليث بغابات شديد قسوره
لأن حيدرة من أسماء الأسد . وفي السيرة الحلبية : جاء ان مرحبا لما رأى أخاه قد قتل خرج سريعا من الحصن في سلاحه وقد كان لبس درعين وتقلد بسيفين واعتم بعمامتين ولبس فوقهما مغفرا وحجرا قد ثقبه قدر البيضة ومعه رمح لسانه ثلاثة أشبار وهو يرتجز بما مر فيروى ان عليا ضربه فتترس فوقع السيف على الترس فقده وشق المغفر والحجر الذي تحته والعمامتين وفلق هامته حتى اخذ السيف في الأضراس .
وفي طبقات ابن سعد : أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم خيبر : لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه قال عمر : فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء ان يدفعها إلي فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال قاتل ولا تلتفت حتى بفتح الله عليك فسار قريبا ثم نادى يا رسول الله علام أقاتل قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله .
وفي السيرة الحلبية : زاد في رواية : وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم تتصدق بها في سبيل الله وروى ابن سعد بسنده عن سلمة بن الأكوع ان عمه عامرا بارز مرحبا يوم خيبر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فوقع السيف على ساق عامر فقطع اكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة ثم إن نبي الله أرسلني إلى علي فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله (صلى الله عليه واله) في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه ويرتجز بما مر فقال علي (عليه السلام) وذكر الرجز السابق ثم قال : ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه . وكذلك في السيرة الحلبية . وفي السيرة الحلبية أيضا : في رواية انه (صلى الله عليه واله) ألبسه درعه الحديد وشد ذا الفقار في وسطه وأعطاه الراية ووجهه إلى الحصن وخرج إليه أهل الحصن وكان أول من خرج إليه منهم الحارث أخو مرحب وكان معروفا بالشجاعة فانكشف المسلمون وثبت علي فتضاربا فقتله علي وانهزم اليهود إلى الحصن .
وروى ابن هشام عن ابن إسحاق وروى الطبري عن ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه واله) برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يده فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة انا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقبله (اه) وفي السيرة الحلبية : ثم ألقاه وراء ظهره ثمانين شبرا .
وكان اليهود قد خندقوا على أنفسهم كأنهم تعلموا ذلك من يوم الأحزاب فان الخنادق لم تكن معروفة عند العرب كما مر وكان اسم الحصن القموص وكان أعظم حصون خيبر وكان منيعا قال المفيد : لما قتل علي (عليه السلام) مرحبا رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه فسار علي (عليه السلام) إلى الباب فعالجه حتى فتحه وأكثر الناس من جانب الخندق فاخذ (عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا فظفروا بالحصن ونالوا الغنائم فلما انصرفوا من الحصن اخذه (عليه السلام) بيمناه فدحى به أذرعا من الأرض وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم واستاذن حسان بن ثابت رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يقول في ذلك شعرا فاذن له فانشا يقول :
وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
وقال سأعطي الراية اليوم صارما * كميا محبا للرسول مواليا
يحب إلهي والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا
وفي ذلك يقول الشاعر أيضا :
ان امرأ حمل للرتاج بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيد
حمل الرتاج رتاج باب قموصها * والمسلمون وأهل خيبر حشد
فرمى به ولقد تكلف رده * سبعون شخصا كلهم متشدد
ردوه بعد تكلف ومشقة * ومقال بعضهم لبعض ارددوا
قال المفيد : وفيه أيضا قال شاعر من شعراء الشيعة على ما رواه أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور قال قرأت على أبي عثمان المازني :
بعث النبي براية منصورة * في يوم خيبر في الدلام الادلما
فمضى بها حتى إذا برزوا له * دون القموص ثنى وهاب واحجما
فاتى النبي براية مردودة * إلا تخوف عارها فتذمما
فبلى النبي له وانبه بها * ودعا امرأ حسن البصيرة مقدما
فغدا بها في فيلق ودعا له * ان لا يصد بها وان لا يهزما
فزوى اليهود إلى القموص وقد كسا * كبش الكتيبة ذا غرار مخذما
وثنى بناس بعدهم فقراهم * طلس الذباب وكل نسر قشعما
ساط الاله بحب آل محمد * وبحب من والاهم مني الدما
ولما قتل مرحب خرج أخوه ياسر وكان من مشاهر فرسان يهود وشجعانهم وهو يقول :
قد علمت خيبر اني ياسر * شاكي السلاح بطل مغاور
فبرز إليه علي (عليه السلام) فقتله وقيل قتله الزبير .
ولما فتح علي (عليه السلام) القموص حصن ابن أبي الحقيق أسر صفية بنت حيي بن اخطب واخرى معها وارسلهما إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) مع بلال فمر بهما بلال على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فقال لبلال حين رأى من تلك اليهودية ما رأى : أ نزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما .
وفي السيرة الحلبية : قال بعضهم الاخبار متواترة بان عليا هو الذي قتل مرحبا وبه جزم مسلم في صحيحه وقال ابن الأثير هو الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث ، وفي الاستيعاب انه الصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث (اه) وقال الحاكم في المستدرك ان الأخبار متواترة
باسناد كثيرة ان قاتل مرحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (اه) فلا يلتفت إلى الخبر الشاذ الذي رواه محمد بن إسحاق من أن قاتله محمد بن مسلمة .
والعجب من الدكتور محمد حسين هيكل المصري فإنه لم يذكر في كتابه حياة محمد (صلى الله عليه واله) إلا الخبر الشاذ الذي وضعه أعداء علي وحاسدوه بان مرحبا قتله محمد بن مسلمة واعرض عن الخبر المتواتر بان قاتل مرحب هو علي بن أبي طالب ولم يشر إليه أصلا مع حكم الحفاظ والنقاد من مؤرخي المسلمين ومحدثيهم بصحته وتواتره كما سمعت ومع ظهور الحال في ذلك ظهورا يجعله كالشمس الضاحية ولا عجب فانا رأينا هذا الرجل في كتابه هذا يغمط عليا حقه في كل موضع ما استطاع وقدم على النبي (صلى الله عليه واله) جعفر بن أبي طالب من الحبشة يوم فتح خيبر فقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بين عينيه والتزمه وقال ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر .
ولما فتحت خيبر قال الحجاج بن علاط وكان قد أسلم : يا رسول الله ان لي مالا بمكة متفرقا في تجار أهل مكة فائذن لي في الخروج لأجله ولا بد لي أن أقول ما لم يكن فاذن له قال فلقيني رجال من قريش ولم يكونوا علموا باسلامي فقالوا بلغنا أن القاطع سار إلى خيبر وهي ريف الحجاز قلت عندي من الخبر ما يسركم هزم هزيمة لم يسمع بمثلها وقتل أصحابه وأسر محمدا اسرا وقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بما أصاب منهم فصرخوا وصاحوا بذلك في مكفة فقلت أعينوني على جمع مالي بمكة فاني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فل محمد قبل ان يسبقني التجار فجمعوا لي ذلك كله ، وسمع بذلك العباس فسألني فقلت احفظ عني حديثي ثلاثا فاني اخشى الطلب ، قال افعل ، قلت فتح ابن أخيك خيبر واحرز ما فيها وتركته عروسا على ابنة ملكهم وقد أسلمت وما جئت إلا لاخذ مالي فلما كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له وتطيب واخذ عصاه ثم خرج فطاف بالكعبة فلما رأوه قالوا يا أبا الفضل هذا والله
التجلد ، قال كلا والذي حلفتم به لقد افتتح محمد خيبر وتزوج ابنة ملكهم واحرز أموالهم فأصبحت له ولأصحابه قالوا من أخبرك بهذا قال الذي أخبركم بما أخبركم ولقد جاء مسلما ، قالوا انفلت عدو الله ثم جاءهم الخبر بذلك .
وهذا يدل على أن قريشا كسرت شوكتهم بعد وقعة الخندق والا لم يجسر العباس على ذلك كما لم يجسر على التخلف عنهم يوم بدر فدك قال ابن إسحاق : فلما فرع رسول الله (صلى الله عليه واله) من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يصالحونه على النصف من فدك فقبل منهم ذلك فكانت فدك لرسول الله (صلى الله عليه واله) خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|