أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3675
التاريخ: 15-6-2017
3004
التاريخ: 11-5-2017
3374
التاريخ: 30-3-2022
1702
|
في ذي القعدة سنة خمس [حيث] إن اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة ثلاثة ابطن بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة وانه كان بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله) عهد ومدة فأول من نقض العهد منهم بنو قينقاع فأجلاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أذرعات ثم نقضه بنو النضير فاجلا بعضهم إلى خيبر ومنهم حيي بن اخطب وبعضهم إلى الشام وإن حييا أتى بني قريظة يوم الخندق فلم يزل بهم حتى نقضوا العهد فلما كان الظهر من صبيحة اليوم الذي رجع فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) أمر بلالا فنادى في الناس من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا في بني قريظة واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم .
قال محمد بن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري قال قدم رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس ، وقال ابن سعد دعا عليا فدفع إليه لواءه .
وفي ارشاد المفيد انه (صلى الله عليه واله) ارسل عليا إليهم في ثلاثين من الخزرج فسار علي حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله (صلى الله عليه واله) فرجع حتى لقي رسول الله (صلى الله عليه واله) بالطريق فقال يا رسول الله لا عليك ان لا تدنو من هؤلاء الأخابث قال لم ؟ أظنك سمعت منهم لي اذى قال نعم قال لو رأوني لم يقولوا من ذاك شيئا وفي رواية دعوهم فان الله سيمكن منهم .
قال المفيد : قال علي سرت حتى دنوت من سورهم فأشرفوا علي فلما رأوني صاح صائح منهم قد جاءكم قاتل عمرو وقال آخر قد اقبل عليكم قاتل عمرو وجعل بعضهم يصيح ببعض ويقولون ذلك والقي الله في قلوبهم الرعب حتى ركزت الراية في أصل الحصن فاستقبلوني في صياصيهم يسبون رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما سمعت سبهم له كرهت ان يسمع فعلمت على الرجوع إليه فإذا به قد طلع وسمع سبهم له فناداهم يا اخوة القردة والخنازير انا إذا حللنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فقالوا له : يا أبا القاسم ما كنت جهولا ولا سباب فاستحيا ورجع القهقرى قليلا وامر فضربت خيمته بإزاء حصونهم وتلاحق به الناس فاتى رجال منهم من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقوله (صلى الله عليه واله) لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنقهم رسول الله (صلى الله عليه واله) وفي رواية تخوف بعضهم فوات الوقت فصلوا وقال آخرون لا نصلي الا حيث امرنا رسول الله (صلى الله عليه واله) وان فات الوقت فما عنف (صلى الله عليه واله) واحدا من الفريقين أقول كان مراده (صلى الله عليه واله) أن يسرعوا إلى بني قريظة فيدركوا صلاة العصر هناك لا ان صلاة العصر لا تصح منهم إذا تأخروا لمانع الا في بني قريظة والذين لم يصلوا العصر كأنهم توهموا ذلك فكانوا معذورين .
قال ابن سعد سار إليهم (صلى الله عليه واله) في المسلمين وهم ثلاثة آلاف والخيل ستة وثلاثون فرسا وذلك يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة وقيل خمسة عشر يوما ويوشك أن يكون صحف أحدهما بالآخر حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب وقد كان حيي بن اخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما عاهده عليه فلما أيقنوا انه (صلى الله عليه واله) غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال لهم كعب بن أسد إني عارض عليكم خلالا ثلاثا فخذوا بما شئتم منها : نتابع هذا الرجل فوالله لقد تبين لكم انه نبي مرسل قالوا لا نفارق حكم التوراة ، قال : إذا أبيتم فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثم نخرج بأسيافنا فان نهلك لم نترك وراءنا ما نخشى عليه وان نظهر لنجدن بدله ، قالوا : نقتل هؤلاء المساكين فما خير العيش بعدهم ، قال فان أبيتم فالليلة السبت عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنوا فيها فانزلوا لعلنا نصيب منهم غرة ، قالوا نفسد علينا سبتنا ، قال ما بات رجل منكم منذ ولدته امه حازما .
ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ان ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف من الأوس وكان بنو قريظة حلفاءهم لنستشيره فأرسله إليهم فقام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم ، فقالوا يا أبا لبابة أ ترى ان ننزل على حكم محمد ؟ قال نعم ، وأشار بيده إلى حلقه انه الذبح ، قال فوالله ما زالت قدماي حتى عرفت اني قد خنت الله ورسوله ، ثم انطلق على وجهه ولم يأت رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده ، وقال لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي فنزلت فيه : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون .
قال ابن إسحاق : فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) خبره قال : اما انه لو جاءني لاستغفرت له اما الآن فما أنا بالذي اطلقه حتى يتوب الله عليه فأقام مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته في كل وقت صلاة فتحله للصلاة ثم يعود فيرتبط بالجذع حتى نزلت توبته بقوله تعالى : وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ان الله غفور رحيم ، فثار إليه الناس ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله هو الذي يطلقني بيده فاطلقه . واسطوانة أبي لبابة معروفة في المسجد النبوي إلى اليوم .
فلما أصبح بنو قريظة نزلوا على حكم رسول الله (صلى الله عليه واله) فامر بهم فكتفوا ونحوا ناحية واخرج النساء والذرية فكانوا ناحية ، وانما نزلوا على حكمه بعد الذي سمعوه من أبي لبابة لأنهم لم يجدوا مناصا واملوا النجاة بشفاعة الأوس حلفائهم ووجد في حصونهم ألف وخمسمائة سيف وثلثمائة درع وألفا رمح وألف وخمسمائة ترس فتواثبت الأوس وطلبوا من النبي (صلى الله عليه واله) ان يهبهم إياهم لأنهم حلفاؤهم كما وهب بني قينقاع للخزرج حين نزلوا على حكمه لأنهم حلفاؤهم ، فقال (صلى الله عليه واله) : أ لا ترضون يا معشر الأوس ان يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا بلى قال فذاك إلى سعد بن معاذ وكان بعد قد أصابه سهم يوم الخندق في اكحله فجعله رسول الله (صلى الله عليه واله) في خيمة امرأة من أسلم يقال لها رفيدة في مسجده ليكون قريبا منه وكانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين فلما حكمه رسول الله (صلى الله عليه واله) حمله قومه على حمار وأقبلوا به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك ، فلما انتهى إلى رسول الله قال (صلى الله عليه واله) قوموا إلى سيدكم فانزلوه فقاموا إليه فقالوا إن رسول
الله قد ولاك مواليك لتحكم فيهم ، قال فاني احكم فيهم بان تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء وتكون الديار للمهاجرين دون الأنصار ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة ، ثم استنزلوا ، وانصرف (صلى الله عليه واله) يوم الخميس لسبع ليال خلون من ذي الحجة إلى المدينة وأمر بهم فأدخلوا المدينة فحبسوا في دار رملة بنت الحارث من بني النجار وهي الدار التي كان النبي (صلى الله عليه واله) ينزل بها الوفود ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى موضع السوق فخندق فيه خنادق وخرج معه المسلمون وأمر بهم أن يخرجوا وتقدم ان تضرب أعناقهم في الخندق ، فاخرجوا ارسالا وقتلوا وفيهم حيي بن اخطب ورئيسهم كعب بن أسد وكانوا بين الستمائة والسبعمائة وبعضهم يقول بين الثمانمائة والتسعمائة ، وكان يقتل منهم من انبت ، فقالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم يا كعب ما ترى يصنع بنا ؟ فقال في كل موطن لا تعقلون ، ألا ترون الداعي لا ينزع ومن ذهب به منكم لا يرجع ، وهو والله القتل .
وجيء بحيي بن اخطب وعليه حلة قد شققها كموضع أنملة لئلا يسلبها مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل ثم اقبل على الناس فقال : إنه لا باس بأمر الله كتاب الله وقدره وملحمة قد كتبت على بني إسرائيل وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت ألقت رحى على رجل من المسلمين فشدخته واسلم منهم اثنان فسلما فلما قتلوا انفجر جرح سعد بن معاذ فمات منه شهيدا . وفي بني قريظة انزل الله تعالى قوله : {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرً} [الأحزاب: 26، 27].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|