أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-25
796
التاريخ: 2024-02-10
980
التاريخ: 2023-09-10
1330
التاريخ: 2024-08-27
420
|
وتدل الوثائق التي وصلت إلينا حتى الآن على أنه لم يَقُمْ بحرب غير حملة واحدة في بلاد «كوش» في السنة الخامسة من حكمه، وهذا دليل على أنه لما تولى الملك كان السلام على وجه عام مخيِّمًا على ربوع دولته المترامية الأطراف في آسيا. والظاهر أنه قامت ثورة في بلدة «أبهت» الواقعة بعد الشلال الثاني، فكلَّف الفرعون نائبه في أقطار الجنوب وابن الملك المسمى «مرمس» بجَمْع جيش من النوبيين من بلاد النوبة السفلى والزحف به لقمع الثورة بمساعدة الجيش المصري الذي كان بقيادة الفرعون نفسه، وكان قد أقلع في فصل الفيضان، وهو الوقت الذي كان يحتفل فيه بعيد تتويج الفرعون. وعلى الرغم مما جاء في وصف هذه الحملة من تهويل ومبالغات فإن القتال كان يدور مع فئة صغيرة من السودانيين، وقد بلغ عدد مَن قُتل وأُخذ أسيرًا نيِّفًا وألفًا. وبعد أن أحرز الفرعون النصر على هؤلاء العصاة أوغل في بعض الوديان الواقعة على ضفتي النهر، وكانت مأوًى لقبائل الصحراء الذين تعوَّدوا الانقضاض على الأماكن المعمورة من وقت لآخر لسلْبِها ونهْبِها، غير أننا عندما نقرأ أن «أمنحتب الثالث» قد بسط حدوده إلى حيث شاءت إرادته، حتى وصلت إلى عَمَد السماء الأربعة، لا يعني ذلك إلا أنه لم يَتَعَدَّ بلدة «نباتا» الواقعة بالقرب من الشلال الرابع. وما لدينا من الوثائق لا يدل على أن السيادة المصرية تخطَّتْ هذه النقطة. فكانت الحدود الجنوبية لبلدته لا تَعْدُو إقليم «كاراي». ونراه في أثناء هذه الحملة على بلاد «كوش» قد أخضع بعض قبائل ذكر اسمها، غير أن هذه الأسماء لم تُذكر على الآثار المصرية قبل حكمه ولا بعده. ولا يعني ذلك أن كل القبائل التي نَجِدها على الآثار مصوَّرة بوَصْفها أسْرَى قد أخضَعَها هو في حروبه التي شنَّها في بلاد النوبة وما بعدها، فإننا نجد في عهده مرسومًا على جدران معبد «صولب» صور أقوام من السوريين وبلاد «نهرين» و«قادش» وجهات أخرى من التي كانت في حالة سِلْم معه. وحقيقة الأمر إذن أن صور هذه البلاد وأهلها المُكبَّلين في الأغلال لا تدل إلا على أنها كانت خاضعة للحكم المصري. (راجع Petrie, “History”, II, p. 18). ولدينا وثائق تحدثنا عن هذه الحملة؛ أهمُّها لوحة نُقشت في الصخر عند الشلال الأول، رُسم في الجزء الأعلى منها الملك يَطَأ بقدميه الآسيويين ويضرب السُّود، وأمامه الإله «آمون»، ثم الإله «خنوم» إله الشلال، وخلفه الإله «بتاح» رب «منف». ومما يؤسف له أن هذه النقوش مهمشَّة، هشَّمها رُسُل «أمنحتب الرابع» (إخناتون)، وهاك ما تبقَّى منها:
السنة الخامسة الشهر الثالث من الفصل الأول اليوم الثاني وهو يوم التتويج، في عهد جلالة «حور» الثور القوي، المضيء في الصدق، محبوب الإلهتين، مؤسس القانون، ومهدئ الأرضين «حور» الذهبي، العظيم في القوة، وضارب الآسيويين، الإله الطيب، حاكم طيبة، رب القوة، شديد البأس، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نب ماعت رع» ابن الشمس «أمنحتب الثالث» حاكم طيبة، محبوب آمون، وملك الآلهة، و«خنوم» سيد الشلال الذي يُعطي الحياة.
لقد أتى إنسان ليُخبِر جلالته أن العدو صاحب «كوش» الخاسئ قد دبَّر عصيانًا في قلبه. فسار جلالته للظَّفَر به، والتغلُّب عليه، فأتمَّه في حملته الأولى المظفَّرة. وقد خرج جلالته مثل … ومثل … «حور» ومثل «منتو» … ولم يعرف هذا الأسد الذي كان أمامه، وكان «نب ماعت رع» (أمنحتب الثالث) أسدًا ذا عين مفترسة فاستولى … «كوش». وقد هزم كل الرؤساء في وديانهم حتى سقطوا مُخضَّبين بدمائهم، الواحد فوق الآخر …» (راجع Breasted, A. R. II. § 843ff; L. D. III, 81h). وكذلك دُوِّن على صخور جزيرة «كونوسو» في النهاية الشمالية من «الفيلة» لوحةٌ تذكارًا لهذه الحملة كاللوحة السابقة، وقد جاء فيها: «… السنة الخامسة عاد جلالته بعد أن انتصر في حملته الأولى المظفَّرة في أرض «كوش» الخاسئة، بعد أن جعل حدوده تمتدُّ كما يرغب فيه، فقد امتدت حتى العَمَد الأربعة التي تحمل السماء، وأقام لوحة نصر عند بِرْكة «حور»، ولا يوجد ملك مصري عمل مثل هذا غير جلالته؛ وهو القوي المبتهج بالنصر «نب ماعت رع» (أمنحتب الثالث) … ولا نعرف حتى الآن موقع بركة «حور» التي ذُكرت في هذا النقش. راجع Breasted, A. R. II. § 845; L. D. III, 82a:
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|