أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-08
781
التاريخ: 2024-05-08
711
التاريخ: 2024-02-19
782
التاريخ: 2024-07-11
667
|
يدل ما لدينا من الوثائق حتى الآن على أن «أمنحتب الثاني» لم يَقُمْ بحروب بعدَ حملته الثانية المؤرخة بالسَّنَة التاسعة من حُكْمه، والظاهر أنه قضى البقية الباقية من حياته في هدوء وسكينة ملتفتًا إلى تنظيم أحوال البلاد الداخلية. وفي هذا الوقت حدث تقدم جديد في الفتح من جانب مملكة «متني» في شمالي «سوريا»، والظاهر أن المصريين لم يقوموا بمحاولة لصدِّه، وفضلًا عن ذلك عقدت معاهدة مودة وصداقة بها نظمت الحدود بين البلدين. ولما تولى «تحتمس الرابع» الحكم قام بحملة على شمالي بلاد سوريا (نهرين)، غير أن الوثائق المباشرة التي تحدثنا عن هذه الغزوة لم يُكشَف عنها بعد. ولا بدَّ أنها قد دُوِّنت على لوحة أو لوحات كما كان يفعل والده وجده العظيم «تحتمس الثالث»، غير أنه قد ترك لنا قائمة بالقرابين التي قدَّمها للإله في معبد «الكرنك» بعد عودته من انتصاراته في هذه الأصقاع، وقد أشار فيها إشارة عابرة تدل على قيامه بالحملة الأولى في تلك الجهة، فقد ذكر أن بين القرابين أشياء قد استولى عليها جلالته من بلاد «نهرين» … الخاسئ في حملته الأولى المظفَّرة (راجع Mariette, “Karnak”, p. 32; Breasted, A. R. II, § 816(.
وقد أشار إلى أخبار هذه الحملة أحد رجال حرس الفرعون المسمَّى «أمنحتب» في نقوش لوحة قبره (راجع Breasted, A. R. II, § 818; Sharpe, “Inscriptions”, I, p. 93(. حيث يقول: «تابع الفرعون في حملته في الأقاليم الجنوبية والشمالية، ذاهبًا من «نهرين» إلى «كاراي» في ركاب جلالته عندما كان في ساحة القتال، ورفيق قدمي سيد الأرضين، ورئيس إصطبل جلالته، وكاهن الإله «أنوريس» الأكبر «أمنحتب المرحوم «. « ومعلوماتنا عن نتائج هذه الحملة أنه قد أَخمَد كل الثورات التي قام بها الأمراء التابعون له، ثم عاد عن طريق «لبنان»؛ حيث أجبر الأمراء هناك على تقديم مقدار عظيم من خشب الأرز لبناء سفينة «آمون» المقدسة. ولما وصل إلى «طيبة» أسَّس مستعمرة للأسرى الذين أحضَرَهم على ما يظهر من «جيزر» «بفلسطين» في ساحة معبده الجنازي الذي أقامه بجوار معابد أجداده على ضفة «طيبة» الغربية. ويؤكد ما ذكرناه ما جاء في مناظر قبر «خع أم حات «، (1) الذي كان يُعدُّ من كبار أشراف هذا العصر، كما كان رئيس الخزانة في عهد «تحتمس الرابع» و«أمنحتب الثالث». ومن بين مناظر قبره منظر من عهد «تحتمس الرابع» يُرى فيه هذا الفرعون جالسًا في محراب من جهة الشمال، وخلفه أوانٍ من الصناعة الآسيوية الفاخرة من الذهب والفضة، وكميات عظيمة من هذين المعدنين في هيئة حلقات، وخلف هذه يُشاهَد أمراء آسيويون منحنين حتى الأرض، وقد نُقش فوقَهم المتن التالي: «إحضار جزية «نهرين» بأمراء هذه البلاد لأجْل أن يُلِحُّوا في طَلَب مَنْحِهم نفس الحياة. الخضوع لرب الأرضين العظيم، عندما يأتون حاملين جزيتهم لرب الأرضين قائلين: امنَحْنا النفس الذي تعطيه يا أيها الملك العظيم «. وكذلك نجد منظرًا مماثلًا في مقبرة الضابط «ثانني» يرجع إلى عهد هذا الفرعون، وقد جاء فيه: (راجع Scheil, “Tombeaux Thebains”, Mission Arch. Franç. V. p. 601). «إحضار جزية بلاد «رتنو» وتقديم الأقاليم الشمالية، الفضة والذهب والفيروزج وكل حجر ثَمِين من أرض الإله من أمراء كل الأقطار. لقد حضروا ليُقدموا هدايا للإله الطيب وليلتمسوا نفسًا لأنوفهم بوساطة كاتب الفرعون الحقيقي ومحبوبه قائد الجنود وكاتب المجندين «ثانني «. وقد أقام هذا الفرعون لوحة صغيرة في معبده الجنازي في طيبة الغربية تحدثنا عن استيطان السوريين ساحة المعبد المسوَّرة: «استيطان قلعة «منخبرو رع» بأهل «خارو» الذين أسرهم جلالته في بلدة «غزا» جيزر.» (راجع Petrie, “Six Temples”, I, p. 7). وخشب الأرز الذي أحضره جلالته ذكر على المَسلَّة القائمة الآن في «روما»؛ حيث يُشير الفرعون إلى خشب الأرز الذي قطعه في بلاد «رتنو» (راجع Breasted, A. R. II § 838)، وكذلك جاء ذكره على لوحة «سمن» Smn المحفوظة بمتحف «اللوفر» (راجع De Rouge, “Notice de Monuments”, p. 153. And Text, Brugsch, “Thesaurus”, VI, 1461, No. 113. Louvre C-202(. وفي هذه اللوحة قد ذُكر هذا الفرعون مرتين أنه فاتح «سوريا» مما يدل على أنه قام في هذه الجهات بحروب مظفَّرة. والظاهر أن الفرعون لم يَكَد يستقر به المقام في عاصمة مُلْكه حتى اضطرته للقيام ثانية الثورات في بلاد «واوات»، وقد كان في تلك الآونة مشغولًا بالاحتفالات بعيد معبد «طيبة» في اليوم الثاني من شهر «برمودة» عندما وصل إليه خبر العصيان الذي اندلع في «واوات». ففي اليوم الثاني ذهب الفرعون في الصباح المبكر في موكب حافل ليستخير الإله ويتلقَّى منه الوحي بما عساه أن يفعل وقد بُشِّر فعلًا بالنصر. وقد قامت الحملة نحو الجنوب في سفن أُعدَّت لها، وكان الفرعون يضرب مرساه في طريقه عند كل معبد عظيم؛ حيث كان الآلهة يخرجون لاستقبال جلالته ويشدُّون أزره لملاقاة العدوِّ في ساحة الوغى، وبخاصة الإله «ددون» إله تلك البقاع الخاص، وقد الْتقى الفرعون بالعدو في مكان ما في بلاد «واوات» وانتصر عليه وعاد بأسلاب كثيرة، وقد وَضَع الفرعون الأسرى الذين استولى عليهم وعاد بهم من تلك الجهات في معبده الجنازي في «طيبة» الغربية، وقد عُلِّم المكان الذي وضع فيه هؤلاء الأسرى بلوحة نُقش عليها: «مستعمرة أهل بلاد «كوش الخاسئة»، وهم الذين ساقهم جلالته من انتصاراته.» وهاك نص لوحة «كونوسو» التي تُحدِّثنا عن هذه الحملة (راجع: L. D. III, Pl. 69e(يعيش «حور». (ثم يأتي بعد ذلك ألقاب الفرعون) مَلِك الوجه القبلي والوجه البحري «منخبرو رع» معطي الحياة مخلدًا. السنة الثامنة، الشهر الثالث من الفصل الثاني، اليوم الثاني.
إعلان العصيان
تأمل! لقد كان جلالته في المدينة الجنوبية في بلدة «الكرنك»، وقد كانت يداه مطهرتين بطهور ملك، وقد أدَّى الاحتفالات التي تَسُرُّ والدَه «آمون» لأنه وهبه الأبدية والخلود بوصفه ملكًا موطَّدًا على عرش «حور». وقد حضر إنسان ليقول لجلالته: إن الأَسْوَد قد انقضَّ من أعالي «واوات»، وقد دبر العصيان على مصر. وقد جمع لنفسه كل المتوحِّشين وعصاة الأقاليم الأخرى.
وحي آمون
فذهب المَلِك في سلام إلى المعبد وقت الصباح ليجعل القربان العظيم يقدم لوالده المصور لجماله. تأمل! لقد أتى الفرعون نفسه أمام حاكم الآلهة «آمون» لينصحه في أمر ذهابه … وليخبره عما سيحدث له، مرشدًا إياه إلى الطريق السوي ليفعل ما يرغب فيه، كما يتكلم والد لابنه … وقد خرج من عنده فَرِح القلب … لأنه شيَّعه بالقوة والنصر.
سير الحملة جنوبًا
وبعد ذلك سار جلالته ليَهزِم السُّود في بلاد «النوبة» وهو قوي البأس في سفينته … مثل «رع» عندما يشرق في سفينته السماوية … وجيشه الذي ينتصر به كان معه على كلا الشاطئين في حين كان المجندون الجدد على شاطئ واحد، وكانت السفينة (أي السفينة الملكية) مجهزة بالجرس عندما كان الفرعون يسير نحو الجنوب مثل «نجم الجوزاء»، وقد أضاء الجنوب بجماله. وكان الرجال يهتفون لما رأَوْا من شفقته، والنساء يرقصْنَ للرسول (؟) وقد كان الإله «منتو» في «أرمنت» يحفظ كل عضو من أعضائه والإلهة «أر رتي» كانت قائدته (أمامه)، وكل إله في الجنوب كان يحمل … أمامه. والإلهة «نخبت» البيضاء صاحبة «الكاب» كانت تزين رأس جلالته بعصابتي، ويداها كانت خلفي (لحمايته) وقد غلت لي الأقواس التسعة جميعًا … ورسوتُ عند مدينة «إدفو»، وقد خرج إلى الإله الجميل لمقابلة الفرعون مثل الإله «منتو» في كل صوره ممتشقًا أسلحته وعدته وهائجًا مثل الإله «ست» صاحب «كوم أمبو» …
الواقعة
وقد جاء إليه جيشُه العظيم العدد … بسيفه الجبار، وقد استولى الرعب منه على كل نفس، وقد وضع الإله «رع» الرعب منه بين كل الأراضي مثل «سخمت» في سنة الندوة (الوباء)، وقد سار بعربته في داخل الهضبة الشرقية، وشقَّ الطرق كأنه الفهد … وقد وجد كل أعدائه مبعثرين في الوديان الوعرة المسالك … وهذا الوصف للموقعة ربما نَجِده مصوَّرًا على عربة حربه التي بقي لنا جزء منها؛ إذ نشاهده على عربة حربه هذه ومعه قوسه (وبلطة) حربه مثل الشبل يُودي بأعدائه (راجع صورة هذه العربة في Carter and Newberry, “The Tomb of Thoutmosis IV”, p. 24, & Pls. IXff(.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|