إننا نذكّر بأن الفقهاء واستناداً للقرآن والروايات حرموا شيئين:

1ـ الغناء المطرب المهيج وبألحان أهل الفسوق أو المخصوص بمجالس اللهو والرقص ... سواء كان ذلك بألفاظ لها معان حقة كالأشعار الدينية والقرآن أو لها معانٍ باطلة مثل الاغاني التي تغنيها النساء والرجال في الراديو والتلفزيون وسواء كانت مطربة لجميع الافراد وكانت غير مهيجة بالنسبة لبعضهم ولا يختلف في التحريم ان يكون الغناء معه موسيقى أو مجرداً عنها.

2- استعمال آلات الموسيقى بأي شكل ونوع سواء كان من الآلات التقليدية أو المستحدثة، وسواء صاحبها غناء أو لم يصاحبها، وسواء كان سماعه باعثاً على التهييج أو لا؟

وبعبارة اخرى يجب القول بانه تعد الصورتان المذكورتان من اللهو واللعب المحرم في الإسلام وهو تارة يكون بضرب الوتر أو نفخ العود وأمثال ذلك وقد يكون بالغناء كما قد يكون بأداء بعض الحركات كالرقص وقد يكون من اشياء اخرى.

والروايات من طرق الشيعة والسنّة على حرمة استعمال آلات اللهو والتلهّي بها كثيرة جداً بل هي متواترة وتعد الروايات هذه الاعمال من الذنوب المهلكة وحتى انها تأمر بإتلاف آلات اللهو عند الامكان ولا ضمان على ذلك.

ومن الطبيعي أن كل لعب ولغو لا يعد حراماً بل ما هو مثل الرقص والموسيقى وأمثالهما مما يغرق الانسان في المتعة الحرام والطرب (1) وأوضح نماذج اللهو ما نراه يعطى للجماهير عن طريق وسائل الإعلام.

كما أنه ينبغي ان نذكر بان (الغناء) شيء و(الأداء الحسن في القراءة) شيء أخر... فلو قرأ الشعر الحق، والموعظة والقرآن والمراثي والمدائح بلحن جيد لا يكون شبيهاً بلحن اهل الفسق (أي بالشكل الذي يلحنه المغنون والمغنيات) فإن ذلك ليس حراماً... وتشخيص هذين النوعين للمسلم الواعي ليس امراً صعباً.

كما أن من البديهي أن الاستماع للألحان الجميلة للطيور والأنغام الحلوة للبلابل والأصوات الجميلة المهدئة للشلالات وسائر عوامل الطبيعة ليس حراماً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكاسب الشيخ الانصاري، ص 54.