أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1711
التاريخ: 11-10-2014
1609
التاريخ: 11-10-2014
1732
التاريخ: 11-10-2014
5465
|
قال تعالى : { أَمَّنْ هذا الّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَه بَل لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ * أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْههِ أَهْدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيم } [ المُلك : 21ـ22] .
تفسيرُ الآيات
( لجّ ) : من اللجاج : التمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه .
( عُتُوّ ) : التمرّد .
( النفور ) : التباعد عن الحقّ .
( مُكِب ) : من الكبو ، وهو إسقاط الشيء على وجهه ، قال سبحانه : { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النّار } ، ومنه قوله : ( إنّ الجواد قد يكبو ) أي : قد يسقط ، والمراد هنا بقرينة مقابله : { يَمْشِي سَوِيّاً } ، أي مَن يمشي ووجهه إلى الأرض لا الساقط ، وقال الطبرسي : أي مُنكّساً رأسه إلى الأرض ، فهو لا يُبصر الطريق ولا مَن يستقبله .
وأمّا الآيات ، فقد جاءت بصيغة السؤال بين الضالّين الذين لجّوا في عُتو ونفور ، وظلّوا متمسّكين بالأوثان والأصنام ، وبين المهتدين الذين يمشون في جادة التوحيد ولا يعبدون إلاّ الله القادر على كلّ شيء .
فمثلُ هؤلاء مِثل مَن يمشي على أرض متعرّجة غير مستوية يكثر فيها العثار ، وبالتالي يسقط الماشي مُكبّاً على وجهه ، ومَن يمشي على جادّة مستوية مستقيمة ليس فيها عثرات ، فيصل إلى هدفه بسهولة .
فالاختلاف بين هاتين الطائفتين ليس في كيفية المشي ، وإنّما الاختلاف في طريقهم ؛ حيث إنّ طرق الكفّار ملتوية متعرّجة فيها عَقبات كثيرة ، وطريق المهتدين مستقيمة لا اعوجاج فيها ، فعاقبة المشي في الطريق الأول هو : الانكباب على الأرض ، وعاقبة المشي في الطريق الثاني هو : الوصول إلى الهدف ، فتأويل الآية : أفمَن يمشي على طريق غير مستقيم بل متعرّج ملتوٍ مُكبّاً على وجهه أهدى ، أم مَن يمشي على صراطٍ مستقيم بقامة مستقيمة .
قال العلاّمة الطباطبائي : والمراد أنّهم بلجاجهم في عتوّ عجيب ونفور من الحقّ ، كمَن يسلك سبيلاً وهو مُكب على وجهٍ لا يرى ما في الطريق من ارتفاع وانخفاض ومزالق ومعاثر ، فليس هذا السائر كمَن يمشي سوياً على صراط مستقيم ، فيرى موضع قَدمه وما يواجهه من الطريق على استقامة ، وما يقصده من الغاية ، وهؤلاء الكفّار سائرون سبيل الحياة وهم يعاندون الحقّ على علمٍ به ، فيغمضون عن معرفة ما عليهم أن يعرفوه والعمل بما عليهم أن يعملوا به ، ولا يخضعون للحقّ حتى يكونوا على بصيرة من الأمر ويسلكوا سبيل الحياة ، وهم مستوون على صراط مستقيم فيأمنوا الهلاك (1) .
__________________
1 ـ الميزان : 19/360ـ 361 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|