أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-04
685
التاريخ: 2023-11-21
1096
التاريخ: 2023-11-20
3086
التاريخ: 3-12-2015
2474
|
لماذا اختير الكلام ان يكون معجزا ؟
إنّ خصوصيّة اختيار الكلام ليكون سـر إعجاز القرآن، يكمن في المقاربات الآتية:
أ- أبلغ المعجزات أثراً في مقام التصديق والتسليم هو ما شابه منها أرقى فنون العصـر، وعجز أهل هذه الفنون وأربابها عن الإتيان بمثلها: رُوي أنّه سأل ابن السكّيت[1] الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)، فقال: لماذا بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا واليد البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بآلة الطبّ؟ وبعث محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) بالكلام والخطب؟ فقال (عليه السلام): (إنّ الله لمّا بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصـره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الزمانات[2]، واحتاج الناس إلى الطبّ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيا لهم الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) في وقت كان الغالب على أهل عصـره الخطب والكلام، فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه، ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجّة عليهم)[3].
ويُفهَم من هذه الرواية أنّ فلسفة تنوّع المعجزات واختيار إحداها لتكون معجزة لنبيّ من الأنبياء ( يدور مدار الخاصّيّة الغالبة على أهل عصـر مَن يُجري الله تعالى على يديه المعجزة، لتكون أبلغ في التأثير، وأظهر في التحدّي، وآكد في تصديق الدعوة.
ب- إنّ دوام التصديق بالدين في كلّ زمان ومكان رهن باستمرار معجزته على اختلاف الزمان والمكان، فلمّا كانت رسالة القرآن رسالة عالميّة وخاتمة إلى يوم القيامة، فلا بدّ من أن تكون معجزة هذه الرسالة عالميّة وخالدة - أيضاً -، على اختلاف الزمان والمكان، ومن ثمَّ على اختلاف خصائص البيئات الاجتماعيّة الإنسانيّة. ولذا، كان الكلام، بما يشتمل عليه من خصائص لغويّة وصوتيّة ونظميّة ومعنايّة ومضمونيّة...، محلّاً للإعجاز.
ج- تقدّم أنّ نوع العناية بالتحدّي في قوله تعالى: { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ}[4]، هو بكون القرآن متضمّناً لما يختصّ علمه بالله تعالى ولا سبيل لغيره إليه. لذا كان القرآن من العلم المخصوص به تعالى.
[1] هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقيّ الأهوازيّ الشيعيّ، أحد أئمّة اللغة والأدب، ذكره كثير من المؤرّخين وأثنوا عليه، وكان ثقةً جليلاً من عظماء الشيعة، ويُعدّ من خواصّ الإمامين التقيّين عليهما السلام وكان حامل لواء علم العربيّة والأدب والشعر واللغة والنحو، له تصانيف كثيرة مفيدة، منها: كتاب تهذيب الألفاظ، وكتاب إصلاح المنطق.
[2] الآفات الواردة على بعض الأعضاء، فتمنعها عن الحركة، كالفالج، واللقوة. ويطلق المزمن على مرض طال زمانه.
[3] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 1: 24, كتاب العقل والجهل، ح20.
[4] سورة هود : 14.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|