x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
اعجاز القران
المؤلف: مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر: دروس في علوم القران الكريم
الجزء والصفحة: ص219 - 227
2024-07-02
492
الموضوع: اعجاز القران
- معنى الإعجاز:
أ- المعنى اللغوي: العين والجيم والزاء أصلان صحيحان يدلّ أحدهما على الضعف، والآخر على مؤخّر الشيء، فالأول: عجز عن الشيء يعجز عجزاً، فهو عاجز، أي ضعيف... ويقال: أعجزني فلان: إذا عجزت عن طلبه وإدراكه[1].
والعَجْزُ: أصلُه التَّأَخُّرُ عن الشيء، وحصوله عند عَجُزِ الأمرِ، أي: مؤخّره... وصار في التّعارف اسما للقصور عن فعل الشيء، وهو ضدّ القدرة[2].
ب. المعنى الاصطلاحي: المُعْجِز هو: الأمر الخارق للعادة، المطابق للدعوى، المقرون بالتحدّي[3]. والإعجاز هو: أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهداً على صدق دعواه، مع إمكان صدق هذه الدعوى بحكم العقل، أو النقل الثابت عن نبي أو إمام معصوم[4].
- فلسفة تنوّع المعجزات:
روي أنّه سأل ابن السكّيت [5] الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، فقال: لماذا بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بآلة الطب؟ وبعث محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) بالكلام والخطب؟ فقال (عليه السلام): "إنّ الله لمّا بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الزمانات[6]، واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرء الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام، فأتاهم من عند الله من واعظه وحكمه، ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجّة عليهم"[7].
ويُفهَم من هذه الرواية أنّ فلسفة تنوّع المعجزات تدور مدار الخاصّيّة الغالبة على أهل عصر مَن يُجري الله تعالى على يديه المعجزة، لتكون أبلغ في التأثير، وأظهر في التحدّي، وآكد في تصديق الدعوة.
- التحدّي في القرآن:
أ- معنى التحدّي في القرآن: التحدّي هو: المنع[8]. وقد جاء التحدّي في القرآن على نحوين:
- التحدّي الخاصّ: وهو التحدّي بالإتيان بمثل القرآن بلحاظ وجه خاصّ من وجوهه الإعجازية[9]، من قبيل: شخصية مَنْ نزل عليه القرآن، حقائق القرآن ومعارفه، عدم الاختلاف في القرآن...
- التحدّي العام: وهو التحدّي بالإتيان بمثل القرآن كلّه أو جزء منه على وجه عامّ. وقد ورد هذا التحدّي في القرآن ضمن خمس آيات [10] هي حسب ترتيب نزولها:
- ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [11].
- ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [12].
- ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [13].
- ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ﴾ [14].
- ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [15].
ب- خصائص آيات التحدّي:
- الآيات الأربعة الأولى آيات مكيّة، والآية الأخيرة آية مدنية [16].
- تدلّ آيات التحدّي جميعها على أنّ القرآن آية معجزة خارقة من عند الله تعالى[17].
- التحدي في الآيات عامّ لكلّ ما يتضمّنه القرآن الكريم من معارف حقيقية، وحجج وبراهين ساطعة، ومواعظ حسنة، وأخلاق كريمة، وشرائع إلهية، وإخبارات غيبية، وفصاحة وبلاغة...[18]
- آيات التحدّي مختلفة في العموم والخصوص، ومن أعمّها تحدّياً الآية الأولى [19].
- إنّ كلّ واحدة من الآيات تؤمّ غرضاً خاصّاً من التحدّي يرجع إلى معانيه السامية ومقاصده العالية، حيث إنّ الآية الأولى واردة مورد التحدّي بجميع القرآن، لما جمع فيه من الأغراض الإلهية، ويختصّ بأنّه جامع لعامّة ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة. والآية الثانية واردة مورد التحدّي بسورة من القرآن، لما فيها من بيان غرض تامّ جامع من أغراض الهدى الإلهي، بياناً فصلاً من غير هزل. والآية الثالثة هي تحدٍّ بعشر من السور القرآنية، لما في ذلك من التفنّن في البيان والتنوّع في الأغراض من جهة الكثرة، ليظهر به أنّ تنوّع الأغراض القرآنية في بيانه المعجز ليس إلا من قبل الله.
والآية الرابعة هي تحدٍّ بما يعمّ التحدّيات الثلاثة السابقة، فإنّ الحديث يعمّ السورة والعشر سور والقرآن كلّه، فهو تحدٍّ بمطلق الخاصّة القرآنية. والآية الخامسة وردت مورد تأبيد التحدّي والتسليم لحقيقة أنّ القرآن كتاب منزل من عند الله لا ريب فيه، إعجازاً باقياً بمرّ الدهور وتوالي القرون [20].
- إنّ نوع العناية بالتحدّي في الآية الثالثة غير نوع العناية بالتحدّي في الآيات الأخرى، ففي هذه الآيات تتعلّق العناية بالتحدّي بعدم قدرتهم على الإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه، لما أنّه قرآن مشتمل على جهات لا تتعلّق بها قدرة الإنسان ولا يظهر عليها غيره تعالى وقد أطلق القول فيها إطلاقاً. بينما في الآية الثالثة وبملاحظة تعقيبها بقوله تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ...﴾ [21]، فإنّ نوع العناية بالتحدّي، إنّما هو بكون القرآن متضمّناً لما يختصّ علمه بالله تعالى ولا سبيل لغيره إليه. وهذا أمر لا يقبل الافتراء بذاته، فكأنّه قيل: إنّ هذا القرآن لا يقبل بذاته افتراء، فإنّه متضمّن لأمور من العلم الإلهي الذي لا سبيل لغيره تعالى إليه، وإن ارتبتم في ذلك فأتوا بعشر سور مثله مفتريات تدعون أنّها افتراء، واستعينوا بمن استطعتم من دون الله، فإن لم تقدروا عليه، فاعلموا أنّه من العلم المخصوص به تعالى [22].
- جاء التحدّي في هذه الآيات بالإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة أو عشر سور أو حديث منه، ومعنى التحدّي بالمثل أنّ الكلام لمّا كان آية معجزة، فلو أتى إنسان بما يماثله، لكفى في إبطال كونه آية معجزة، ولم يحتج إلى الإتيان بما يترجّح عليه في صفاته، ويفضّل عليه في خواصّه [23].
- من أبعاد إعجاز القرآن (التحدّي الخاصّ):
إنّ القرآن الكريم معجز كلّه باختلاف اللحاظات والجهات، وأبعاد إعجازه أعلى من أن تحصيها العقول، أو أن تدرك كنهها الأفهام. ومن الأبعاد الإعجازية التي اشتهر بحثها من قِبَل علماء القرآن والمفسّرين، ما يلي:
أ- شخصيّة مَنْ نزل عليه القرآن (شخصيّة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم): يُعدّ إيتاء الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) القرآن وجهاً من وجوه الإعجاز، حيث يشهد التاريخ أنّه لم يتعلّم عند أيّ معلّم، ولم يتربّ عند أي مربّ، وطيلة مكوثه بين الناس إلى الأربعين من عمره لم يكن ينطق بعلم أو شعر أو نثر، ثمّ أتى بما أتى به دفعة واحدة، فأتى بما عجزت عنه فحولهم، وكلّت دونه ألسنة بلغائهم، فلم يقدر على معارضته أنس ولا جانّ على طول التاريخ. وقد أشار القرآن الكريم نفسه إلى هذا الوجه الإعجازي[24]، مفنّداً افتراءات نسبة القرآن إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) تارة، وتلقيه إياه من بشر غيره تارة أخرى:
- قال تعالى: ﴿قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾[25].
- قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ﴾[26].
ب- حقائق القرآن ومعارفه: يشتمل القرآن الكريم على حقائق ومعارف عالية وسامية يحتاجها النوع الإنساني في تحقيق تكامله في ما يتعلّق بنشأته الدنيوية والأخروية، من إلهيّات، وأخلاقيّات، وعبادات، ومعاملات، وسياسات، واجتماعيّات...: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾[27].
وقد أتى القرآن في جميع ذلك بالحقائق الراهنة، التي لا يتطرّق إليها الفساد والنقد في أيّ جهة من جهاتها، ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ولا يحكم عليها حاكم النسخ، ولا يقضي عليها قانون التحوّل والتكامل. وهذا شيء يمتنع وقوعه عادة من البشر، ولا سيّما ممّن نشأ بين أمّة جاهلة لا نصيب لها من المعارف والعلوم [28].
ج- عدم الاختلاف في القرآن: يُعدّ عدم وجود اختلاف في القرآن أحد الوجوه الإعجازية فيه، فإنّ من طبيعة الكلام البشري بحكم نشأة المادّة وقانون التحوّل والتكامل الحاكم فيها، أن يتطرّأ إليه بعض الاختلاف، تبعاً لتعرّض الإنسان لظروف مختلفة، من شدّة ورخاء، وحرب وسلم، وأمن وخوف...
وواقع الحال: أنّ القرآن الكريم الذي نزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وقرأه على الناس قطعاً قطعاً في مدّة ثلاث وعشرين سنة، في أحوال مختلفة، وشرائط متفاوتة، في مكّة والمدينة، في الليل والنهار، والحضر والسفر، والحرب والسلم، في يوم العسرة ويوم الغلبة، ويوم الأمن ويوم الخوف، مع ما فيه من معارف إلهية دقيقة وأخلاق فاضلة وأحكام فرعيّة مفصّلة، في جميع ما يحتاج إليه الإنسان في حياته الدنيوية والأخروية، بحيث لا يعتريه أدنى اختلاف في النظم المتشابه، أو تناقض في المعارف التي يلقيها. فلو كان من عند غير الله لاختلف النظم وتناقض المعنى[29].
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الوجه الإعجازي بقوله تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾[30].
ملاحظات واشارات:
1- المُعْجِز هو: الأمر الخارق للعادة، المطابق للدعوى، المقرون بالتحدّي.
2- فلسفة تنوّع المعجزات تدور مدار الخاصّيّة الغالبة في عصر المعجزة.
3- التحدّي الخاصّ: هو التحدّي بالإتيان بمثل القرآن بلحاظ وجه خاصّ من وجوهه الإعجازية، من قبيل: شخصية مَنْ نزل عليه القرآن، حقائق القرآن ومعارفه، عدم الاختلاف في القرآن...
4- التحدّي العام: هو التحدّي بالإتيان بمثل القرآن كلّه أو جزء منه على وجه عامّ.
المحاولات التي حدثت لمعارضة القرآن!
سجّل التاريخ بعض المحاولات لمعارضة القرآن، حيث كانت مدعاة للعبرة والدهشة، ولم ينتج عنها سوى الخسران والخزي، وفي ما يلي أمثلة من تلك المعارضات:
1- عارض مسيلمة الكذّاب سورة الفيل بقوله: الفيل، ما الفيل، وما أدراك ما الفيل، له ذنب وبيل وخرطوم طويل[31].
2- ادّعى أحد الكتّاب المسيحيين معارضة القرآن محاولاً معارضة سورة الحمد من خلال اقتباس جملاً من السورة نفسها وتحوير بعض ألفاظها، وجاء بكلام يقول فيه: الحمد للرحمن، ربّ الأكوان، الملك الديّان، لك العبادة وبك المستعان، اهدنا صراط الإيمان[32]. وقال في معارضته سورة الكوثر: إنّا أعطيناك الجواهر، فصل لربك وجاهر، ولا تعتمد قول ساحر. حاول هذا الشخص من خلال تقليده التامّ لنظم الآيات القرآنية وصياغتها وتبديل بعض كلماتها، الإيحاء للناس بأنّه قد عارض القرآن. وقبله فعل مسيلمة الكذاب - أيضاً - في معارضة سورة الكوثر بقوله: إنّا أعطيناك الجماهر، فصلّ لربّك وهاجر، وإنّ مبغضك رجل كافر[33].
[1] انظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج4، مادّة"عجز"، ص232.
[2] انظر: الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة"عجز"، ص547.
[3] انظر: الطريحي، فخر الدين: مجمع البحرين، ط2، طهران، نشر مرتضوي, مطبعة چاپخانهء طراوت، 1362هـ.ش، مادّة "عجز"، ج4، ص25.
[4] انظر: السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص33-34.
[5] هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي الأهوازي الشيعي, أحد أئمّة اللغة والأدب، ذكره كثير من المؤرّخين وأثنوا عليه، وكان ثقةً جليلاً من عظماء الشيعة، ويُعدّ من خواصّ الإمامين التقيّين عليهما السلام، وكان حامل لواء علم العربية والأدب والشعر واللغة والنحو، له تصانيف كثيرة مفيدة، منها: كتاب تهذيب الألفاظ، وكتاب إصلاح المنطق.
[6] الآفات الواردة على بعض الأعضاء، فيمنعها عن الحركة, كالفالج، واللقوة. ويطلق المزمن على مرض طال زمانه.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، م.س، ج1، كتاب العقل والجهل، ح20، ص24.
[8] انظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج2، مادّة"حد"، ص3.
[9] سيأتي الحديث عنها مفصّلاً في عنوان "أبعاد إعجاز القرآن(التحدّي الخاصّ)".
[10] تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآيات تدخل تحت عنوان التحدّي الخاصّ -أيضاً-, كالتحدي ببلاغتها.
[11] سورة الإسراء، الآية: 88.
[12] سورة يونس، الآية: 38.
[13] سورة هود، الآية: 13.
[14] سورة الطور، الآيتان: 33-34.
[15] سورة البقرة، الآيتان: 23-24.
[16] انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص59، 68.
[17] انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص59.
[18] انظر: م. ن، ج1، ص59, ج10، ص162.
[19] انظر: م. ن، ج1، ص59.
[20] انظر: م. ن، ج1، ص59, ج10، ص167-169.
[21] سورة هود، الاية: 14.
[22] انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص169.
[23] انظر: م. ن، ص169-170.
[24] لمزيد من التفصيل في هذا الوجه الإعجازي، انظر: الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص63-64, السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص45-55.
[25] سورة يونس، الآية: 16.
[26] سورة النحل، الآية: 103.
[27] سورة النحل، الآية: 89.
[28] لمزيد من التفصيل في هذا البعد الإعجازي ومصاديقه، انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص62-63, السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص58-67.
[29] انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص66-67, السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص55-58.
[30] سورة النساء، الآية: 82.
[31] انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص68.
[32] انظر: السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص94, السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص68.
[33] انظر: السيد الخوئي، البيان في تفسير القرآن، م.س، ص97-98.