أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/9/2022
1734
التاريخ: 19/11/2022
1274
التاريخ: 2023-10-04
1085
التاريخ: 2023-07-24
1076
|
تجلت رحمة الله عز وجل لعباده بتعدد مصادر الهداية فنجد مصادر الهداية على قسمين قد صـرح القرآن بهما :
احدهما : الآيات الكونية : قال تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ}[1], ويعبر عن هذا النوع بالهداية التكوينية, فالأرض وما فيها السماء وما يطير فيها ما هي الا دلائل على وجود الله عز وجل وهو كتاب الله المنظور .
الاخر : الرسل والأنبياء: قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }[2].
وهذا النوع من الهداية يسمى بالهداية التشـريعية ولحاسة السمع خصيصة تميزها عن غيرها من الحواس الا وهي : انها تدخل تحت النوعين من الهداية فرب سائل يسال لم ؟
قلنا : انها تعد هداية في تكوينها ودالة على خالق مدبر مريد لا كما يزعم الملحدون الماديون على أنَّها من خلق الطبيعة والصدفة ، وتارة اخرى لما لها من قابلية أودعها الله تعالى فيها في الاستماع للأصوات وتفهمها والإصغاء الى الرسل والسماع منهم (.
فهي تتناول جميع جوانب بناء الإنسان التي يسعى الإسلام الى بنائها من اجل الوصول بالإنسان الى مرحلة التكامل البشـري لنيل السعادة الأبدية وهنا لا بد من ذكر اهم هذه الجوانب.
الجانب العقائدي : فنجد ان القرآن أورد حقائق تخص السمع الذي به تثبت وحدانية الله عز وجل, وهو الهدف الاسمي من الخلق, قال تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[3], فجانب العقيدة لا يكتمل عند الانسان ان لم تكن له اذن واعية يدرك بها الهدى ويعلم بها علم اليقين, قال تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}[4], أي يسمعون الحجج والدلالات على توحيده سماع تدبر وتفهم وتعقل ، والسماع هنا واجب كما جاء في كثير من الروايات والاحاديث .
الجانب العبادي : فهذا الجانب يهذب حاسة السمع ويبعدها عن الانحراف لما حرمه الله عز وجل فيفرض عليه عدم الكذب فيما يسمع, قال الله عز وجل في أحكام الوصية {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[5], ويشدد هذا في الاحكام الشـرعية, قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}[6], وعدم حضور المجالس التي يستهزأ بآيات الله عز وجل قال تعالى:{أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْـمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[7] , فالإمام الصادق (عليه السلام) يستشهد بهذه الآية فيما فرض على حاسة السمع إذ يقول: ( وَ فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِلَى مَا حَرَّمَ اللهُ وَ أَنْ يُعْرِضَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ مِمَّا نَهَى اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ, وَ الْإِصْغَاءِ إِلَى مَا أَسْخَطَ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ )[8]؛ لان هذه الأمور تزعزع عقيدة المسلم بدينه , وغيرها من الآيات التي تجعل من الانسان المسلم قدوة في المجتمع مع ارساء الثقة بالنفس والآخرين .
الجانب الاخلاقي : وهذا الجانب ينشئ لنا مجتمع تسوده اخلاق السماء التي ترفض التجسس على المسلم, قال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}[9], وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): (...الْـمُسْتَمِعُ بَيْنَ قَوْمٍ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ يُصَبُّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ وَ هُوَ الْأُسـربُ)[10], والآنك هو الرصاص, بل يتجلى الجانب الاخلاقي بأدق صورة قال تعالى: {وَلَا يَضـربْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }[11], إذ نهى الإسلام عن اظهار صوت الحلي بعد ما نهاهن عن اظهار الحلي[12]، لما فيه من حركة تهذيب النفس وتربية لها .
الجانب الاجتماعي : ان تزعزع الثقة بين ابناء المجتمع تؤدي إلى تحلله وتفككه فيحل فيه الضعف ويكون لقمة سائغة لأنصار الشيطان, ونحن اليوم نعيش خطر ( العولمة ) التي تسعى لتصدير الافكار الهدامة عن طريق وسائل الأعلام فيجب تحصين الفرد المسلم, وان لا يتبع كل ما يسمع من نعيق فهؤلاء هم كما قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[13].
فمن هذا اخي المسلم تعرف ان للقرآن هدفاً وغاية تسعى لتحرير العقول من قيود الجهل والاوهام والاساطير ، فلم يكتف بتغير الأمور الظاهرية لمناهج التفكير واساليب العمل ، وانما امتد التغيير الى اعماق النفس واحدث فيها انقلاباً جذريا ً ، وما لبث هذا الانقلاب حتى تكفل بتغير ظاهرها, قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[14], وأطل الاسلام ودوى صوت القرآن فجعل الانسان اعز ما في ملكوت الله عز وجل قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[15], فأعاد القرآن للإنسان الثقة بالنفس ، وعندئذ اهتز العقل الإنساني هزة تساقطت عندها جميع اوهام وخرافات السنين السحيقة, وهذا كان بتوفير السبب وهو القرآن والاذن والمسبب وهو الإذعان والإيمان لمن عرف الحق .
[1] سورة فصلت : 53 .
[2] سورة القصص : 59 .
[3] سورة الذاريات : 56.
[4] سورة يونس : 67 .
[5] سورة البقرة : 181 .
[6] سورة الانعام : 93 .
[7] سورة النساء : 140 .
[8] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 2 : 35.
[9] سورة الحجرات: 12.
[10] البرقي: المحاسن2 : 616.
[11] سورة النور : 19 .
[12] ظ: الزمخشري: الكشاف 3 : 63.
[13] سورة النور : 19.
[14] سورة الرعد الاية 11 .
[15] سورة الاسـراء الاية 70 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|