أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27
1201
التاريخ: 2024-05-07
730
التاريخ: 2024-08-27
356
التاريخ: 2024-05-20
972
|
وقد ذكرنا من قبلُ أنه في عهد «تحتمس الثاني» أحضرت مسلتان لإقامتهما احتفالًا بعيد الملكة الثلاثيني، وهذا العيد كان أول خطوة حاولت بها أن تعلن نفسها ملكةً على البلاد، وقد تُرِكت هاتان المسلتان دون أن يُنقَش عليهما كلمة واحدة، ولكنها بعد هذا الحادث بثلاث عشرة سنة كان في مقدورها أن تنقشهما كما أرادَتْ، فحفرت على جهاتهما الأربع اسمها الجديد وألقابها، وذكرت أن المسلتين قد أقامتهما احتفالًا بعيدها الأول الثلاثيني، وتذكارًا لوالدها «تحتمس الأول» والإله «آمون». وعلى قاعدة إحدى هاتين المسلتين نقشت متنًا هامًّا بُدِئ بمديح نفسها، ثم ذكرت فيه أن هذين الأثرين قد قطعَا من أحسن أنواع جرانيت الجنوب، وأن قمتهما كانت من السام الذي يمكن مشاهدته من كلا جانبي النيل، عندما تسطع عليهما أشعة الشمس حين شروقها، وكذلك تحدثنا كيف أنها لم تَذُقْ طعمَ النوم ليلًا لتفكيرها في معبد «آمون» هذا؛ وذلك لأنها أبصرت أن الكرنك كان موطن الإله، والموضع الذي يميل إليه قلبه، وكيف أنها وهي جالسة ذات يوم في قصرها قد فكَّرَتْ أن «آمون» هو الذي برأها، وأنها قد أقامت هاتين المسلتين له، فتقول: أنتم يا أيها الناس، يا مَن سترون آثاري هذه في السنين المقبلة، يجب أن تتحدَّثوا عمَّا فعلت، واحذروا أن تقولوا: لا نعلم لماذا قد عمل هذا، وأن جبلًا صُنِع كله من الذهب كأنه شيء عادي قد حدث، وإني أحلف بقدر ما يحبني إله الشمس، وبقدر ما يحبوني إلهي «آمون»، وبقدر ما يملأ أنفي بالحياة الممتعة، ولبسي تاج الوجه القبلي الأبيض، وبظهوري بتاج الوجه البحري الأحمر، وبما ضمَّ إليَّ الإلهان «حور وست» من نصيبهما في مصر، وبما أحكم من أرض مصر هذه مثل (حور) بن «إزيس»، وبما صيَّرني قويًّا مثل «أوزير» ابن السماء، وبمثل ما يغيب إله الشمس في سفينة المساء، ويشرق في سفينة النهار، وبقدر ما ينضم إلى «إزيس» و«نفتيس» والدتيه في السفينة المقدسة، وبقدر ما تبقى السماء، وبما صنعه إله الشمس ليبقى، وبخلودي في الأبدية مثل النجوم التي لا تغيب، وبذهابي وغيابي وراء جبال الغرب مثل «آتوم» (الشمس المغربة)، بهذا أحلف أن هاتين المسلتين اللتين عملتهما جلالتي من السام، هما لوالدي «آمون» حتى يصير اسمي مخلدًا باقيًا في هذا المعبد أبد الآبدين. وإني أحلف أن كل واحدة منهما قد صُنِعت من قطعة واحدة من الجرانيت الصلب دون شدخ أو وصلة، وأن جلالتي هي التي أمرت بعملهما، وقد بدأ ذلك من السنة الخامسة عشرة اليوم الأول من الشهر الثاني من الفصل الثاني، وإن العمل في المحاجر نفسها استغرَقَ سبعة أشهر. والآن يتساءل الإنسان ما الداعي لهذا اليمين المغلظ الذي عقدته لنا حتشبسوت في ألوان شتى مما تعقد بها الأيمان العظيمة؛ هل عقدَتْ هذا اليمين لتؤكِّد لنا أن كلًّا من المسلتين كانت قطعة واحدة، وأن قطعهما لم يستغرق من الوقت أكثر من سبعة أشهر معدودات؟ إن هذا ليس بالأمر المستغرب؛ لأنه قد حسب أنه في مثل هذا الوقت يمكن إنجاز مثل هذا العمل،(1) ولكن شواهد الأحوال تنبئ بأن الملكة إنما أغلظت أيمانها لتدلِّل على أنها لم تغتصبهما، بل أمرت «حتشبسوت» نفسها بصنعهما، وكذلك أرادت «حتشبسوت» أن تفهم العالم بأنها كانت صاحبة الأمر والنهي في السنة التي أمرت بقطع المسلتين فيها؛ ولذلك احتفلت بعيدها الثلاثيني الذي من أجله قطعت المسلتين مُبرهِنةً بهذا العمل على أنها كانت خلف «تحتمس» الأول على العرش، وقد أثبتنا فيما سبق أن المسلتين لم تُنقَشَا إلا بعد أن أصبحت هي الحاكمة المطلقة على البلاد، ولكنهما كانَا قد أُقِيما في عهد «تحتمس الثاني»، وعلى ذلك يكون قد مضى نحو خمس عشرة سنة بين نصبهما ونقشهما، أي إنها في كل ذلك كانت تريد أن تُثبِت أنهما قد أُقِيمتَا أولًا بأمرٍ من «حتشبسوت» نفسها لا بأمرٍ من «تحتمس الثاني»، ومن ثَمَّ كان حلفها هذا اليمين المغلظ على صدق ما ادَّعته. وبعد ذلك تستمر الملكة في قولها عن المسلتين: «اسمعوا أنتم يا أيها الناس! لقد أعددتُ لهاتين المسلتين أحسن معدن «السام»، وقد كلته بالحقت (هو مكيال سعته خمسة لترات) كأنه حقائب (بر)، وقد حددت جلالتي المقدار بكميةٍ لم تَرَ الأجداد من قبلُ أكثرَ منها، فدَعْ أولئك الذين يجهلون الحقيقةَ يعرفونها مثل العالِمين بها، ولا تجعل مَن سيسمع ذلك يقول إن هذا الذي قلته مين وكذب، بل دعه يقول: ما أشبه ذلك بها! (أي: الملكة) إنها صادقة في نظر والدها «آمون». وإنه هو الذي جعلني أحكم على الأرض السوداء والأرض الحمراء، مكافأة لي على ذلك، وليس لي عدو في أي بلد، فكل البلاد خاضعة لي، وإنه وضع حدودي عند أقاصي السماء، وقد عملت لي دائرة الشمس (نفسها)، وقد أعطاني من وحدت معه هذا؛ لأنه يعلم أني سأقدِّمها له (ثانيةً). حقًّا إنني ابنته وهو الذي يرفع من شأني … وهو الذي أوجد مملكتي، والأرض السوداء والأرض الحمراء قد أصبحتَا تحت قدمي، وحدودي الجنوبية قد بلغت حتى بلاد «بنت»، وحدودي الشرقية قد وصلت إلى مستنقعات آسيا، والآسيويون في قبضتي، وحدودي الغربية بعيدة جدًّا عن جبال «مانو» (جبل خرافي تغيب وراءه الشمس)، وحدودي الشمالية قد وصلت … وشهرتي بين كل رجال البدو «(2).
......................................
1- راجع: Engelbach, “The Problem of the Obelisks”, p. 48.
2- راجع Breasted, A. R., II. § 304–321:.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|