المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رعاية آداب المائدة قبل تناول الطعام وبعده  
  
895   10:06 صباحاً   التاريخ: 2024-04-01
المؤلف : مجموعة مؤلفين
الكتاب أو المصدر : الأسرة في رحاب القرآن والسنة
الجزء والصفحة : ص356ــ358
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه ويسمّي ويُسمّون في أوّل الطعام ويحمدون الله عزّ وجلّ في آخره فترتفع المائدة، حتى يُغفر لهم(1).

وعنه (صلى الله عليه وآله): مَن نَسِي أن يُسمّيَ على طعامه فَلْيَقرأ: {قل هو الله أحد} إِذا فَرَغ(2).

وعنه (صلى الله عليه وآله): عشرون خصلةً تُورث الفقر، أولها القيام من الفراش للبول عرياناً، والأكل جنباً، وترك غَسْل اليدين عند الأكل...(3) (الحديث).

وعنه (صلى الله عليه وآله): من سره أن يكثر خيرُ بيته فليتوضأ(4) عند حضور طعامه(5).

وعنه (صلى الله عليه وآله): إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه(6).

وعنه (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن ليَشبع من الطعام والشراب فيحمد الله، فيعطيه الله من الأجر ما لا يعطي الصائم، إنَّ الله شاكر عليم، يُحبّ أن يُحمد(7).

وعنه (صلى الله عليه وآله): لا تأكل الّا طعام تقي، ولا يأكل طعامك إلا تقي(8).

أبو بصير: تغديت مع أبي جعفر (عليه السلام)، فلما وُضِعت المائدة قال: بسم الله، فلما فرغ قــال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، و رزقنا و عافانا، ومَنّ علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله) وجعلنا مسلمين(9).

وعنه (عليه السلام) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أكل مع قوم طعاماً كان أوّلَ من يضع يده و آخِرَ مَن يرفعها؛ ليأكل القوم(10).

وعنه (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رُفعت المائدة قال: اللهم أكثَرْتَ وأطَبْت، وباركت فأشبعت وأرويت، الحمد لله الذي يُطعِم ولا يُطعم(11).

وعنه (عليه السلام): كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال: اللهم أكثرتَ وأطبتَ فَزِد، وأشبعْتَ وأرويت فهنِّته(12).

الإمام الصادق (عليه السلام): الوضوء قبل الطعام يبدأ بصاحب البيت؛ لئلا يحتشم أحد، فإذا فرَغَ من الطعام، بدأ بمَن على يمينه، وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسارِ صاحبِ المنزل، ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل؛ لأنه أولى بالصبر على الغَمَر(13)، ويَتَمندل(14) عند ذلك إن شاء(15).

وعنه (عليه السلام): إذا توضأ أحدكم، أو أكل أو شرب، أو لبس ثوباً، وكلّ شيء يصنع، ينبغي أن يُسمّي عليه، فإن هو لم يفعل كان الشيطان فيه شريكاً(16).

الإمام الرضا (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن ثلاثة آكِلَ زادِه وحدَه...(17) (الحديث).

______________________________

(1) الكافي 6: 296/ 25، عنه في الوسائل 16: 484/ 6، والبحار 66: 351/ 4.

(2) الدرّ المنثور 6: 412، عنه في البحار 92: 353.

(3) جامع الأخبار: 343/ 1، عنه في المستدرك 3: 314/ 4.

(4) فليتوضأ: فليغسل (اللسان).

(5) الجعفريات: 27، عنه في المستدرك 16: 267/ 1.

(6) المحاسن: 448/ 348، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 118/ 1.  

(7) المحاسن: 435/ 272، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 115/ 1.

(8) المحجة البيضاء 2: 90.

(9) المحاسن: 436/ 279، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 115/ 2.

(10) المحاسن: 448/ 349، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 118/ 2.

(11) الكافي 6: 294/ 15، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 115/ 4.

(12) المحاسن: 437/ 282، عنه في مسند الإمام الباقر (عليه السلام) 5: 115/ 3.

(13) الغَمَر: ريح اللحم، وما يعلق باليد من دَسَمه (اللسان).

(14) يتمندل، أي: يتمسّح (المجمع).

(15) المحاسن: 426/ 230، عنه في البحار 66: 358/ 25.

(16) الأصول الستة عشر - أصل جعفر بن محمد بن شريح: 72، عنه في المستدرك 3: 312/ 1.

(17) فقه الرضا (عليه السلام): 355، عنه في البحار 74: 21/ 3. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.