أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-18
736
التاريخ: 2024-06-22
729
التاريخ: 2024-10-14
294
التاريخ: 11-1-2017
1808
|
وأول ظهور معروف للكاسيين في «بابل» كان في خلال حكم الملك «حمورابي «(1) (1947–1905ق.م)، والظاهر أنهم كانوا في هذه الفترة سكانًا مسالمين في هذه البلاد، وعلى إثر موت «حمورابي» انتقل عرش الملك لابنه «سامسيولونا «، (2) وهو الذي صَدَّ في السنة التاسعة من حكمه غارات الكاسيين التي انقضوا فيها من الجبال. (3) والوثائق الخاصة بأعمالهم مدة القرن ونصف القرن التالية تذكر لنا «الكاسيين» بوصفهم زراعًا وعمالًا، (4) وعلى إثر غارة «الخيتا» على «بابل» أضحَتِ البلاد تحت سيطرة الأسرة الكاسية (1749). وتنقصنا التفاصيل عن نمو قوة الكاسيين، ومع ذلك يمكننا إدراك صورة معينة عن نموها، فقد أعقب صدهم تدخُّل سلمي في البلاد كانت نتيجته النهائية النجاح،(5) وليس ثمة مانع من أن نزعم في بادئ الأمر أن غزو الهكسوس لمصر قد جاء على غرار نموذجٍ مماثِلٍ لما ذكرناه عن الكاسيين، ومن المحتمل أن «مانيتون» لم يكن بعيدًا عن الحق عندما قال إن الهكسوس قد استولوا على مصر من غير معركة.
الكاسيون: حمواربي = عمال في مسوبوتاميا (1957–1905ق.م) = عمال فى مصر.
الهكسوس: المغيرون الكاسيون — يصدون عمال في مسوبوتاميا — 1900ق.م — عمال في مصر.
الأسرة الكاسية: (1750–1730ق.م) أول أسرة للهكسوس. ومن جهة أخرى يحتمل أن سيطرة أسرة الهكسوس في «فلسطين» و«سوريا» قد حدثت في عهد مبكر عنه في مصر؛ وذلك لأن حركة هجرة الهكسوس قد اتخذت سبيلها من الشمال إلى الجنوب على الأقل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أما عن حالة كلٍّ من «سوريا» و«فلسطين» خلال حكم الهكسوس لهما، فليس هناك ما يحمل على الظن في أنهما كانتا تؤلفان وحدة سياسية أكثر ممَّا كانتا عليه في نهاية الأسرة الحادية عشرة المصرية؛(6) حيث نجد أن عدة ولايات مستقلة قد وضحت بجلاء، وكذلك تشعرنا قصة «سنوهيت» بنفس الفكرة، وهو نفس النظام الذي كان موجودًا في عهدَيِ التحامسة وتل العمارنة (راجع تحتمس الثالث وخطابات تل العمارنة، وهذه الحقيقة يمكن ملاحظتها عندما أشار «أحمس» الأول الذي طرد الهكسوس من البلاد إلى أراضي «الفنخو» في صيغة الجمع كما ذكرنا آنفًا). وإذا جاءت نتائج حفائر مقبلة معضدة للرأي القائل إن الهكسوس قد وصلوا حوالي عام 1900ق.م درجةً في تقدُّمهم الثقافي بحيث كانوا يصنعون منتجات خاصة بجماعتهم كما نعرفهم فيما بعدُ، وأنهم على ذلك كانوا قد استوطنوا بعض أجزاء سوريا وفلسطين، فإنه سيكون من الضروري وقتئذٍ أن نفحص أدلة اتصالات الأسرة الثانية عشرة بالبلاد الآسيوية، وسيكون معنى ذلك أن أمثال هذه الاتصالات كلها بعد عام 1900ق.م تجعلنا نشك في أنها تتضمن وجود الهكسوس (7). على أن المسألة ليست بالأمر الهيِّن؛ إذ لا يمكن أن يقال إن كل «سوريا» و«فلسطين» لم تكونا تحت نفوذ الهكسوس، فمثلًا نجد أن «ببلوص» (جبيل) لم تكن خاضعةً لحكم الهكسوس قبل عام 1730ق.م تقريبًا، وذلك على الرغم من وجود طراز من فحار الهكسوس (8) فيها، والواقع أن «ببلوص» كانت متمصرة أكثر من الإقليم المحيط بها؛ ولذلك يمكننا أن نفرض على أية حالة أن الهكسوس كانوا مجاورين لها، وأن بعض صناع الهكسوس ومنتجاتهم الحديثة الطراز، كانت تلاقي سوقًا رائجة في «ببلوص»، ومن الجائز كما ذكرنا آنفًا أن عمالًا من الهكسوس كانوا يجدون مجالًا متسعًا لأعمالهم في «كاهون» بلدة الهرم التي أقامها «سنوسرت» الثاني. وقد كان الهكسوس بطبيعة الحال في عهد عزِّ الأسرة الثانية عشرة يأتون إلى مصر بوصفهم نزلاء مسالمين، كما كان الكاسيون في عهد «حمورابي» ينزلون في بلاد «بابل»، ومن المحتمل أن بعضهم قد رحلوا إلى مصر في الوقت الذي رحل إليها «إبشا» الذي صُوِّر على مقبرة حاكم المقاطعة «خنوم حتب» في «بني حسن»، وهذا المنظر قد أرخ بالسنة السادسة من حكم الملك «سنوسرت الثاني» (1900 ق.م)، وهو يمثِّل الحاكم «إبشا» ومعه ثلاثون تابعًا من العامو يحملون كحلًا لزينة العينين. ومن الجائز أن السوريين الفلسطينيين قد انخرطوا في عداد جيش الملك جنودًا مرتزقة، غير أن هذه الفكرة على الرغم من رجحان حدوثها لا يوجد ما يدعمها في الوثائق المعاصرة، على أن عدم الإشارة لأعداء مصر من الآسيويين باسم الهكسوس، لا يكاد يُعَدُّ دليلًا على أن الهكسوس لم يكونوا قد وضعوا أقدامهم في فلسطين وسوريا في عهد منتصف الأسرة الثانية عشرة، ولقد رأينا فيما سبق أن المصريين المعاصرين كانوا يسمون الهكسوس أنفسهم «عامو» و«ستتيو» و«منتيوستت»، وهذه الأسماء كانت تُستعمَل للتعبير عن الآسيويين في خلال الأسرة الثانية عشرة. وطريقة البحث هذه تظهر غير مجدية للبرهنة على أي شيء، اللهم إلا أنها تترك بصفة جازمة السؤالَ مطروحًا أمام الباحث عمَّا إذا كان الهكسوس قد استوطنوا فلسطين وسوريا حوالي عام 1900 ق.م، أم لا.
..........................................
1- راجع: The Cambridge Ancient History I. 2nd ed, Cambridge والتواريخ من قوائم الأستاذ ألمتد (1928) p. 552–2, (Olmstead) لم تُنشَر بعدُ.
2- راجع: Ibid I. p. 554.
3- راجع: A Ungad in Beitrage zur Assyriologie VI. Heft. 5 (1909). Pp. 21–26.
4- راجع: Cambridge “Ancient” History I. p. 561–63.
5- راجع: Cameron, “History of Early Iran” Chicago 1936. Pp. 92 f.
6- راجع: Sethe, “Achtung” p.p. 43–59; & Albright, J. p. O. S. VIII. (1928) p. 223–56.
7- راجع: مصر القديمة جزء 3.
8- راجع: Kemi I (1928) p. 90–93.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|