أهمية التنبؤ بالمبيعات في القطاع العام  

ان فعالية التنبؤ بالمبيعات فعالية بمنتهى الأهمية لكافة المنشآت. ويمكن القول ان هذه الأهمية تتضاعف مراراً في حالة منشآت القطاع العام، خصوصاً إن كانت منشأة القطاع العام تتمتع بوضع إحتكاري للسلعة كما كان هو الحال لدى منشآت القطاع العام الصناعي والتجاري والخدمي في العراق في النصف الثاني من القرن العشرين، وكما هو الحال الآن في بعض الدول العربية. فقد خلق النظام الاقتصادي المعمول به في العراق آنذاك وضعاً إحتكارياً للمنشأة في السلع التي تتعامل بها ، إذ غيبت المنافسة بين منشآت القطاع العام عن طريق دمج تلك المنشآت ببعضها .   

وتتجسم أهمية فعالية التنبؤ بالمبيعات في حالة منشآت القطاع العام لأن المنشأة العامة تحمل رسالة اجتماعية لخدمة المجتمع أكثر من شركات القطاع الخاص، وبالتالي فأن أي خطأ في عملية التنبؤ بالمبيعات يربك نشاط كامل المنشأة، ويقوض رسالتها الاجتماعية. تتفاقم المنشأة كثيراً إن كانت منشأة القطاع العام هي المجهز الأوحد ( محتكر) للسلعة الى السوق، فعندها تنعكس أخطاء عملية التنبؤ بالمبيعات ليس على وضع المنشأة فحسب، بل ينعكس على واقع كل السوق. ان غياب المنافسين عن السوق يعني عدم وجود مجهز بديل للسلعة بمقدوره التعويض عن النقص الحاصل في تجهيزات المنشأة، بعكس الحالة التي يتعدد فيها المجهزون في السوق الواحدة فإن أخفق أحدهم يقوم الآخرون بتعويض الكميات التي أخفق زميلهم في تجهيزها.

ولهذا يجب ان ينظر الى أهمية فعالية التنبؤ بالمبيعات في منشآت القطاع العام، خصوصاً ان كانت في وضح احتكاري للسلعة، على أنها فعالية ذات أهمية قصوى لها وللسوق عموماً.