أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2020
1743
التاريخ: 17-7-2019
1711
التاريخ: 13-4-2020
1475
التاريخ: 23-10-2019
1996
|
الصلاة معجون سماويّ وتركيب إلهيّ مركّبة من أجزاء مختلفة:
فمنها: ما هو بمنزلة الروح.
ومنها: ما هو بمنزلة الأعضاء الرئيسة.
ومنها: ما هو بمنزلة سائرها.
توضيحه: أنّ الإنسان لا يكون كاملاً في إنسانيّته الا بمعنى باطني هو الروح يتوقّف [عليه] أصل وجوده وأعضاء محسوسة بعضها في جوفه كالقلب والكبد والمعدة والدماغ، وبعضها ظاهر لا ينعدم بانعدامه الا أنّه يرتفع به تماميّته ويصير ناقصاً كاليد والرجل وأمثالهما، وبعضها ظاهر لا يصير ناقصاً عرفاً بانعدامه الا أنّه يفوت به حسنه كالحاجبين وتناسب الخلقة وسواد اللحية وامتزاج البياض بالحمرة، فكذا الصلاة حقيقة مركّبة صوّرها الشارع من أمور متفاوتة تعبّدنا باكتسابها، فروحها النيّة والقربة والحضور والإخلاص، وأركانها من تكبيرة الاحرام والركوع والسجود والقيام كالأعضاء الرئيسة يفوت بفواتها حقيقة الصلاة، ولا تصحّ بدونها، وسائر واجباتها كالقراءة والأذكار والطمأنينة والهويّ ورفع الرأس ونحو ذلك بمنزلة اليدين والرجلين قد تفوت بفواتها كالعمد والجهل، وقد لا تفوت كالسهو والنسيان والجهل في بعض المواضع، وآدابها ومستحبّاتها من القنوت وسائر الأدعية والأذكار ونحوها ممّا لا تفوت بفواتها حقيقة الصلاة، بل حسنها وكمالها وزيادة الثواب، ولها أيضاً تفاوت في الفضل والثواب كتفاوت ما يفوّت حسن الإنسان في تفويت أصل الحسن أو كماله فتصير بفواتها مكروهة غير مرغوب فيها.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنَّ الصلاة تحفة وهديّة تهديها وتتقرّب بها إلى حضرة ملك الملوك كفرس يهديها طالب القرب من السلاطين إليهم، وهي تعرض عليه تعالى وترد عليك يوم العرض الأكبر، فإليك الأمر في تقبيحها أو تحسينها، فهل ترضى بإهداء عبد ميّت بلا روح أو فرس حيّ أعمى أو أبكم أو أصمّ أو مقطوع الأطراف أو قبيح الصورة إلى ملك من ملوك الدنيا أو تجتهد في تحصيل الفرد الأجود منها بقدر وسعك، فإن لم ترضَ الا بالثاني فما بالك لا تجتهد ولا تهتمّ في تجويد هديّتك التي تهديها إلى مالك الملوك ومذلّ رقاب الجبابرة والمنعم عليك بكلّ شيء حتى بصلاتك التي تهديها إليه، وهل (1) رضاك بالأوّل في حقّه تحقير بالنسبة إليه وهتك لناموس ملكه وسلطنته وحرمة عزّه وجبروته، وقد ورد في الأخبار أنّ كلّ صلاة لا يحسن الإنسان ركوعها وسجودها فهي أوّل خصم على صاحبها يوم القيامة وتقول: ما بالك ضيّعتني ضيّعك الله تعالى (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا، والمناسب: أليس.
(2) المحجّة البيضاء: 1 / 365 ويظهر منه أنّه فهم أبي حامد من الأخبار لا أنّه خبر، نعم نسبه إلى المعصوم النراقي في جامع السعادات: 3 / 323 بلفظ «قد ورد»، ويؤيّد عدم كونه رواية أيضاً ما رواه في الكافي: 3 / 268، الحديث 4 فراجع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|