أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28
774
التاريخ: 2024-09-04
255
التاريخ: 2023-09-10
1391
التاريخ: 2023-07-19
924
|
وبالرغم من أن تلك المسرحية قد فُقدت تمامًا فإن لدينا لوحة «إخرنوفرت» التذكارية المحفوظة الآن بمتحف برلين تمدنا الملخص الذي يمكننا به أن نستخلص، ولو على أقل تقدير عناوين أهم فصول المسرحية المذكورة. ولا نزاع في أن هذه المسرحية قد مثلت أهم الحوادث الواردة في أسطورة «أوزير» وقد كان «إخرنوفرت» ضابطًا من ضباط الملك «سنوسرت الثالث»، وكان قد أرسله ليقوم ببعض الإصلاحات في معبد «أوزير» «بالعرابة المدفونة»، وقد ذكر في لوحته الأمر الملكي، ثم ذكر لنا بعد ذلك كيفية تنفيذه. وهاك ما جاء في هذه اللوحة العظيمة بعد ذكر مقدمة لا داعي لنقلها هنا: (Breasted, A. R., Vol. 1, Par. 661) «أمر ملكي للأمير الوراثي، والحاكم، وحامل الخاتم الملكي، والسمير الوحيد، وسيد بيتي الذهب، وسيد بيتي الفضة، ووزير المالية، «إخرنوفرت» المعظم، أمر جلالتي أن تذهب إلى «العرابة المدفونة» لتقيم آثارًا لوالدي، «أوزير أول أهل الغرب»؛ وذلك لتزيين مكانه السري بالذهب، الذي أمر جلالتي أن أحضره من «النوبة» العليا فائزًا منتصرًا. انظر! إنك ستعمل ذلك قربانًا لإرضاء والدي «أوزير»، ومنذ أن أرسلتك جلالتي فإن قلبي متأكد بأنك ستقوم بعمل كل شيء حسب رغبة جلالتي، ولقد كنت ممن درَّبتهم جلالتي، وتعليمك منحصر في القصر، وعينتك جلالتي عندما كنت لا تزال حدث السن في السادسة والعشرين من عمرك، وقد عمل جلالتي هذا؛ لأني رأيت أنك رجل ممتاز في أخلاقه، سلط اللسان منذ نشأتك، وملم بالكلام. وقد أرسلتك جلالتي لتقوم بهذا؛ لأن جلالتي قد عرف أنه ليس هناك فرد آخر يعملها ويحرز صفاتك الحسنة، فأسرع في الذهاب، وافعل حسب كل ما أمر به جلالتي «. ثم يتلو ذلك ما قاله وزير المالية إطاعة للأمر. لقد نفذت التعليمات حسب كل ما أمر جلالته، فزينت كل ما أمر به سيدي، من أجل والده «أوزير أول أهل الغرب» ورب «العرابة» العظيم، المهيمن، الواحد القاطن في «طينة» ولقد أنبت عنه بوصفي «ابنًا يحبه» (أي بدل الملك) لأجل «أوزير» أول أهل الغرب، وزينت «القبر» العظيم إلى أبد الآبدين، وصنعت له محفة (سميتها) «حاملة جمال أول أهل الغرب» من الذهب والفضة واللازورد، والخشب والعطر والخشب الخرنوب، وخشب المرو. وكذلك صنعت آلهة تاسوعه المقدس، وعملت لها مقاصير جديدة، وجعلت كل كاهن غير محترف يقوم بواجباته، وجعلتهم يعرفون شعائر كل يوم، وأعياد أوائل الفصول، وأشرفت على صنع القارب المقدس، وصنعت مقصورته، ورصعت جسم رب «العرابة» باللازورد والفيروز، والذهب وكل الأحجار الثمينة، وذلك بين الحلي التي كانت من قبل على أعضاء الإله (تمثاله)، وألبست الإله ثوبه بحكم وظيفتي رئيسًا للأشياء السرية وقيامًا بواجبي بصفتي كاهنًا، وكنت طاهر اليد نظيفها عند تزيين الإله، وكاهنًا نظيف الأصابع. ولا نزاع في أن كل ما ذكر مفيد جدًّا؛ لأنه يكشف لنا عن بعض الشعائر الخاصة بعبادة الإله «أوزير»، وبعد ذلك يقص علينا طورًا فريدًا من أطوار حياة الإله «أوزير» خاصًّا بإحياء ذكرى موته وبعثه في «العرابة» فيقول: احتفلت بطلعة الإله «وبوات»، عندما طلع ليحارب والده، وأقصيت العدو من القارب المقدس وهزمت أعداء «أوزير»، واحتفلت بالطلعة العظيمة مقتفيًا الإله عند ذهابه، وجعلت القارب المقدس للإله «تحوت» يجري على «البحيرة المقدسة»، وجهزت القارب مضيئًا حقًّا لرب «العرابة» بمقصورته، وألبسته حلته عندما خرج ذاهبًا إلى القرية (الجبانة الملكية)، وقدت طريق الإله إلى قبره أمام «بقر» ونازلت «نفر»؛ أي «أوزير» في يوم الشجار العظيم، وذبحت كل الأعداء على شاطئ ماء «نديت» وحملته إلى القارب المسمى العظيم عندما كان يحمل جماله، وأدخلت السرور على قلب المرتفعات الشرقية، وأوجدت الانشراح في المرتفعات الغربية، ولما رأوا جمال القارب المقدس عندما رسا في «العرابة المدفونة»، أحضروا «أوزير أول أهل الغرب»، ورب «العرابة المدفونة» إلى قصره، ومشوا خلف الإله حتى بيته ليحتفلوا بشعائره عندما يعود إلى مسكنه، وحللت عقدة (المقصورة) في وسط أتباعه وبين حاشيته. وقد تبين لنا من هذه العناوين المدونة بتلك اللوحة التذكارية عن المسرحية المذكورة أنه كان لا بد من أن يستمر تمثيلها عدة أيام، وأنه كان من الجائز أن يستمر تمثيل كل فصل من فصولها الهامة على أقل تقدير يومًا كاملًا، وأن الجمهور كان يشترك في كثير مما كان يحدث فيها، وإننا ندرك من ذلك المختصر المدَّون على لوحة «إخرنوفرت» أن تلك الرواية كانت ذات فصول ثمانية. فالفصل الأول يكشف لنا عن ذلك الإله الجنازي القديم «وبوات» خارجًا في موكب ليشتت أعداء «أوزير» ويفتح له الطريق (ومن ثم اشتق هذا الاسم). وفي الفصل الثاني يظهر «أوزير» نفسه في قاربه المقدس الذي ينزل فيه بعض الحجاج ومنهم «إخرنوفرت» كما يقص ذلك علينا في نقوش لوحته التذكارية بزهو وافتخار، وكان «إخرنوفرت» هذا يساعد «أوزير» في صد الأعداء الذين يعرقلون سير القارب، ولا شك في أنه كانت تحدث بين الجمهور؛ إذ ذاك معركة عامة كالتي شاهدها «هرودوت» في بابريمبس، بعد ذلك الحادث بألف وخمسمائة سنة — فكان بعضهم يقوم بحماية الإله في القارب، بينما يمثل الآخرون دور أعدائه المزدحمين في خارج القارب برؤوسهم المهشمة في زهو من أجل ذلك الاحتفال. ويلحظ هنا أن «إخرنوفرت» هذا قد مر على موضوع قتل الإله مر الكرام دون أن يذكر شيئًا من ذلك، كأن ذلك في نظره موضوع مقدس لا يصح وصفه. وقد ذكر لنا فقط أنه قام بتنظيم «الموكب العظيم» للإله، وهو احتفال مظفر نوعًا ما عندما لاقى الإله حتفه، وهذا كان موضوع الفصل الثالث. وفي الفصل الرابع: يخرج «تحوت» رب الحكمة، ولا شك أنه مجدَّ الجثة، وإن كان ذلك لم يرِد ذكره. ويتألف الفصل الخامس: من الاحتفالات المقدسة التي يجهز الإله بوساطتها للتحنيط. في حين أن الفصل السادس: يشاهد الجمهور يسير في زحام عظيم إلى المقام المقدس بالصحراء التي خلف «العرابة المدفونة» حيث يضعون جثمان ذلك الإله الراحل في قبره. وأما الفصل السابع فلا بد أنه كان مشهدًا رائعًا، فعلى شاطئ (أو ماء) «نديت» القريبة من «العرابة المدفونة» تهزم أعداء «أوزير» بما فيهم الإله «ست» وأتباعه بطبيعة الحال في موقعة عظيمة على يد «حور» بن «أوزير». ولم يذكر لنا «إخرنوفرت» شيئًا عن بعث الإله وقيامه ثانية من بين الأموات. ولكن في الفصل الثامن نشاهد «أوزير» وقد عاد إلى الحياة يدخل إلى معبد «العرابة المدفونة» في موكب مظفر. فكان من الواضح إذن من كل ما ذكر أن «المسرحية» المذكورة قد مثلت أهم الحوادث الواردة في أسطورة «أوزير «. (17) وقد كان لمثل ذلك العيد الشعبي الكبير مكانة عظيمة في نفوس القوم؛ إذ نشاهد مرارًا وتكرارًا قيام الحجاج بالصلاة للإله العظيم لينالوا بعد الموت حظوة الاشتراك في هذا الاحتفال العظيم، وهذا يماثل بالضبط ما رتبه «زفاي حعبي» لنفسه فيما بعد الموت ليشاطر بنصيبه في الاحتفالات بالأعياد في «سيوط «. وهكذا كان لصياغة حوادث أسطورة «أوزير» في شكل مسرحي أثر قوي في نفوس عامة الشعب. على أن مسرحية مأساة «أوزير» هذه في أي شكل من أشكالها قد استولت على خيال المجتمعات المصرية، فهي بالضبط كما قد وجدها «هرودوت» فيما بعد في «باريمبس»، وكانت؛ إذ ذاك تنتشر من بلدة إلى أخرى لتحوز المكانة الأولى في تقويم الأعياد السنوية؛ وبهذه الكيفية نال «أوزير» مكانة سامية في حياة عامة الشعب وآمالهم لم ينلها إله آخر. وقد كان مصير «أوزير» الملكي الذي صور بهذه الصورة المسرحية الناطقة سببًا في انتشار الاعتقاد بين الشعب، بأن هذا المصير الذي كان في وقت ما (عصر الأهرام) وقفًا على الفرعون فقط قد صار من نصيب كل الناس؛ ولم يكن يلزم لأي شخص كان يريد مثل هذا المصير إلا أن يحصل كما ذكرنا من قبل على نفس العوامل السحرية التي استعملتها «إزيس» لإرجاع الحياة ثانية إلى زوجها الميت وهو «أوزير» المقتول ظلمًا بيد أخيه «ست»، وهذه العوامل تجلب لكل إنسان هذا المصير المبارك الذي ناله هذا الإله العظيم الراحل.وقد كان محتمًا حدوث مثل ذلك التدرج في تلك العقيدة الجنازية (الشعبية) كما شاهدناه من قبل حتى صارت ثقة الناس بها تزداد باضطراد دالة على كفاية السحر وقوة تأثيره ونفعه في الحياة الآخرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|