أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-23
983
التاريخ: 2024-06-11
794
التاريخ: 2024-09-12
371
التاريخ: 11-1-2017
1745
|
وفي القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد نجد أنه كان هناك احترام كبير في مصر العليا لأجداد الدولة القديمة؛ إذ ذاك، فقد قام حكام مقاطعة «البرشة»؛ أي المقاطعة الخامسة عشرة من مقاطعات الوجه القبلي في القرن التاسع عشر والعشرين ق.م، بإصلاح مقابر أجدادهم التي يرجع عهدها إلى عصر الأهرام، وكذلك المعبد أو المزار الذي كشف عنه في «أسوان» وهو الذي أصلحه «سرنبوت» ويرجع عهده إلى الدولة القديمة وهو «لحقا اب «. وكذلك نجد أنه في عهد ملوك الدولة الوسطى كان الملوك قد حافظوا على إقامة الشعائر في معابد بعض ملوك الدولة القديمة، فقد عثرنا فعلًا على تمثال جالس من الحجر الرملي الصلب بالقرب من «بو الهول» وقد نقش على حجره الدعاء التالي: قربان يقربه الملك و«بتاح سكر» و«أوزير» سيد «شتيت» و«أونوبيس» الذي يقطن في جبله، والذي في لفائفه رب الأرض المقدسة (ليعطوا) ألفًا من الخبز والجعة والخمر والبقر والإوز والملابس إلى روح الكاهن «سخمت حتب» الذي وضعته «سان أميني». في معبد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نفر أركارع» الصادق القول، وهذا دليل قاطع على أن معبد هذا الإله كان موجودًا في هذا العصر في جهة «بوصير». وهذه المقابر والمزارات كان قد مضى عليها حينئذ أكثر من 600 سنة، وكانت متداعية مشرفة على العفاء والخراب، وقد اعتاد الحاكم البار لكل مقاطعة أن يسجل ما يقوم به من الإصلاحات بالكلمات التالية: إنه (يعني حاكم المقاطعة)، قد عملها بصفتها أثرًا للأجداد الذين في الجبانة، وهم أرباب هذا المرتفع، فأصلح ما قد وجده مخرَّبًا، وجدَّد ما قد وجده مهدَّمًا، ولم يقُم الأجداد الذين كانوا من قبله بذلك.» ثم نجد أن أشراف هذه المقاطعة قد استعملوا تلك الصيغة في مقابر أجدادهم خمس مرات، كما نجد أن «أنتف» أمير «أرمنت» قد اتبع نفس هذه الطريقة حيث يقول: «لقد وجدت مزار الأمير «نخت بوكر» آل إلى الدمار، فجدرانه قديمة وتماثيله محطمة، ولم يعتنِ به أي إنسان؛ فبنيته من جديد، وزدت في بنائه، وجدَّدت تماثيله، وأقمت أبوابه بالحجر حتى يصبح مكانه ممتازًا عن أماكن الأمراء العظام الآخرين. وكان القيام بمثل هذا البر للأجداد الراحلين نادرًا جدًّا، ومع ذلك فإن القيام بمثل هذه الأعمال التي ذكرناها لم تكن لها فائدة، إلا أن تؤخر مئونة وقوع اليوم المشئوم الذي تزول فيه تلك الآثار الجميلة، والمدهش في ذلك أنهم كانوا مع وجود مقابر أجدادهم مخرَّبة أمامهم وأحيانًا يخرِّبونها بأيديهم، لا يزالون يقيمون لأنفسهم الأضرحة التي كان لا بد أن تلقى محتوياتها نفس المصير من النهب والسلب والنسيان المطلق، ولا أدل على ذلك مما نشاهده في قبر «خنوم حتب» الذي يعد أكبر القبور التي تركها لنا أمراء مقاطعة الغزال «بني حسن»؛ إذ نجد بين الرسوم الملونة الجميلة التي على جدرانها كتابات قد حُشرت حشرًا بين الكتابات القديمة الأصلية يرجع تاريخها إلى 120 جيلًا من الناس. وقد خطها كاتبوها على عجل باللغة المصرية القديمة، وكذلك باللغة القبطية والعربية والفرنسية، والإيطالية والإنجليزية. وأقدم هذه الكتابات كانت لكاتب مصري قديم دخل هذا المزار المذكور منذ 3000 سنة مضت، وقد كتبها باليراع بمداد أحمر فوق الجدار وهذا نصها: لقد حضر الكاتب «أمين سي» ليرى معبد «خوفو» وقد وجده كالسماء يسطع فيها النجوم. وهذه العبارة كانت قد كُتبت هنا بعد أن مضى على بناء المقبرة نحو 700 سنة من زيارته، فنرى من ذلك أنه على الرغم من أن صاحبه الأمير «خنوم حتب» كان من أعظم أمراء عصره فإن ذلك الزائر على ما يظهر قد نسي كل شيء من أمره؛ ولذلك فإنه لما وجد اسم «خوفو»، قد كُتب عرضًا فوق الجدار في سياق نقش جغرافي، ظن خطأ أن ذلك المزار هو مزار الملك «خوفو» باني الهرم الأكبر في جبانة «الجيزة». وهذا الحادث يدل دلالة واضحة على أن كل معرفة بهذا الأمير العظيم قد اختفت، وبالطبع كانت أوقافه الجنازية التي كانت تمده في عالم الآخرة قد أصبحت في زوايا النسيان التام، وذلك بالرغم من تلك الاحتياطات التي قام بتسجيلها فوق جدران قبره؛ ولذلك فإن اللعنات التي كانت تُكتب على جدران المقابر لتضر بمن يعبث بها كانت تافهة ولا فائدة منها، وقليلة الجدوى. وقد حاول المصري القديم أن يجد علاجًا يضمن به المُتوفَّى سعادة خالدة، فقام بنقش صلوات وأدعية فوق واجهة قبره كان يعتقد أنها ذات تأثير في إمدادها للمتوفى في الآخرة بكل ما يحتاج إليه فيها، فيضمن لنفسه بذلك الحصول على السعادة في الآخرة؛ فكان لذلك يستحلف كل من يمر على قبره أن يقدم الاحترام له؛ بأن يتلو على قبره تلك الأدعية المنقوشة «أنتم يا من تمرون بهذا القبر بقدر ما تحبون الحياة وتكرهون الموت، وترغبون في أن يحبكم آلهة مدنكم، ويكافئوكم، وبقدر ما ترغبون في أن يرث أولادكم مكانتكم: قولوا قربانًا ملكيًّا من الأطعمة والملابس والزينة … إلخ إلى فلان.» وتلك الأدعية توضح لنا الاعتقاد في مقدار ما كان لتلك الكلمات من التأثير الفعال، حينما كانت تُقرأ من أجل المتوفى. وقد انتشرت أمثال تلك الصيغ الدينية انتشارًا عظيمًا منذ عصر الأهرام، فكان ذلك تدرجًا يسير مع تعميم هذه العادات الجنازية التي كانت وقتئذ خاصة بالطبقة العليا من الشعب فصارت إذ ذاك حقًّا للطبقة المتوسطة وبطائفة الموظفين على السواء. وكان مثل تلك الصيغ الدينية في عهد الأهرام ينحصر استعماله في عهود الأهرام المتأخرة فقط، وكانت هذه الصيغ خاصة بمصير الفرعون في عالم الآخرة، ولكن صارت الطبقة الوسطى مع طائفة الموظفين يستعملونها بكثرة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|