أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-12
1104
التاريخ: 2023-06-21
1130
التاريخ: 2023-06-06
1038
التاريخ: 2024-08-12
459
|
(ومحمد بن صدقة، قال الشيخ: غالٍ، ولا تتوهم أنّ الغلو يتنافى مع الوثاقة، لوضوح أنّ للغلو درجات ومراتب ليست سواء).
أقول: هذا خلط بين ما يراد بالغلو في كلمات المتقدّمين وما يراد به في كلمات المتأخّرين.
قال الأستاذ (دام تأييده) (1): يتداول في كلمات الرجاليّين كالكشيّ والشيخ والنجاشي وابن الغضائري توصيف العديد من الرواة بأنّهم من الغلاة، وبنى غير واحد من المتأخّرين على أنّ المراد بالغلو عندهم هو ما الاعتقاد في الأئمة (عليهم السلام) بالمقامات العالية واستشهدوا لذلك بما حكاه الصدوق (2) عن شيخه ابن الوليد من أنّ أول درجة في الغلو هو نفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله).
ولكن الصحيح - كما نبّه عليه المحقّق التستري (طاب ثراه) (3) - أنّ المقصود به هو الاعتقاد في الأئمة (عليهم السلام) بالربوبية أو النبوة أو الاعتقاد بكفاية محبتهم عن أداء الفرائض واجتناب الكبائر.
ويشهد لهذا عدد من الروايات وجملة من كلمات الأصحاب.
فقد روى الصدوق (4) بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله إنّ عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم أفندين بها؟ فقال: (يا ابن أبي محمود، إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا).
وروى الكشي (5) بإسناده عن أبي العلاء الخفاف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه)).
فقال معروف بن خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو.
وروى السيد ابن طاووس (6) بإسناده عن الحسين بن أحمد المالكي قال: (قلت لأحمد بن هليل الكرخي: أخبرني عمّا يقال في محمد بن سنان من الغلو. فقال: معاذ الله هو والله علّمني الطهور، وحبس العيال، وكان متقشّفاً متعبّداً).
وقال أبو عمرو الكشي (7): وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري، وذلك أنّه ادّعى أنّه نبي رسول، وأنّ علي بن محمد العسكري (عليه السلام) أرسله، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن (عليه السلام)، ويقول فيه بالربوبية ويقول بإباحة المحارم، ويحلّل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويقول: إنّه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيّبات، وأنّ الله لم يحرّم شيئاً من ذلك).
وذكر الكشي (8) أنّه سأل محمد بن مسعود العيّاشي عن أحوال عدد من الرجال فقال في ضمن جوابه: (وأمّا علي بن عبد الله بن مروان فإنّ القوم - يعني الغلاة ـ يمتحنون في أوقات الصلاة، ولم أحضره في وقت صلاة).
وروى ابن الغضائري (9) عن الحسن بن محمد بن بندار القمّي قال: سمعت مشايخي يقولون: إنّ محمد بن أورمة طعن عليه بالغلو اتفقت الأشاعرة ليقتلوه، فوجدوه يصلي الليل من أوله إلى آخره ليالي عديدة فتوقفوا عن اعتقادهم.
فهذه النصوص والكلمات تشير بوضوح إلى أنّه كان معنى الغلو عند المتقدّمين هو الاعتقاد في الأئمة (عليهم السلام) بالربوبية ونحو ذلك أو الاعتقاد بكفاية معرفتهم (عليهم السلام) وعدم الحاجة إلى الإتيان بالصلاة والصيام ولا غيرهما من الفرائض، وأيضاً عدم الضير في ممارسة المحرّمات حتى ما يمس العرض والشرف!
وأما ما تقدّم من أنّ ابن الوليد كان يعد نفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله) أول درجة في الغلو، فلا يبعد أن يكون المراد به أنّ الالتزام بعدم وقوع السهو من النبي (صلى الله عليه وآله) أول خطوة في طريق الغلو في الاعتقاد لا أنّه بنفسه غلو، ولو سلّم أنّ هذا هو المراد به فهو لا يقتضي كون الغلو في كلمات الآخرين بمعنى الاعتقاد في المعصومين بالمقامات العالية كما أدّعي.
ثم إنّ الغلو لا ينفك عادة عن الكذب:
أولاً: من جهة أنّ الغالي بالمعنى المتقدّم يبيح المحرمات، ومن أهونها عنده الكذب.
وثانياً: من جهة أنّ الغالي لا يمكنه الاستغناء عن الكذب في تثبيت مذهبه وترويجه، كما هو واضح لمن تتبّع أحوال كبار الغلاة في كتب الرجال، حيث يلاحظ أنّهم يكذبون على الأئمة (عليهم السلام) وينسبون إليهم الغرائب والأعاجيب دعماً لعقائدهم الفاسدة.
وعلى ذلك يكاد أن يكون الجمع بين كون الرجل غالياً وكونه ثقة جمعاً بين متنافيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|