المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مدينة القاهرة وتاريخها
2-2-2016
الاثمار وجمع محصول المشمش
5-1-2016
باسيليوس والعرب والأرمن.
2023-10-27
AIDS
9-10-2015
أعضاء التكاثر الانثوية
4-2-2016
خواص الانعكاسية الطيفية للغطاء النباتية
20-6-2022


رسالة ابن حبيش  
  
941   11:54 صباحاً   التاريخ: 2024-02-24
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:141-146
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-09 438
التاريخ: 2024-03-11 872
التاريخ: 2023-09-27 1211
التاريخ: 2024-05-11 658

رسالة ابن حبيش

ومن الحكايات في مثل ذلك أن الأديب البليغ الحافظ أبا بكر ابن حبيش لما قال في تخميسه المشهور :

بماذا على كل  من الحق أوجبت

اعرض عليه أبو زكريا اليفرني بما نصه : استعمل المخمس ماذا في البيت تكثيرا

وخبرا والمعروف من كلام العرب استعمالها استفهاما فجاوبه بقوله : أما

استعمالها استفهاما كما قال فكثير لا يحتاج إلى شاهد وأما استعمالها في ألسن

فصحاء العرب للكثرة فكثير لا يحتاج إلى شاهد لو وصل بحث واستعمل مكث

فلم يعرض علي ولي ولا تشكك في جلي:

وليس يصح في الأفهام شيء                   إذا احتاج النهار دليل

قال الله تعالى في سورة يونس ( قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) (يونس :101) ووقع في صحيح البخاري في رثاء المقتولين من المشركين يوم بدر :

وماذا بالقليب بدر                          من الفتيان والشرب الكرام

وماذا بالقليب قليب بدر            من الشيزى تكلل بالسنام

وفي السير في رثاء المذكورين       أيضا :

ماذا ببدر فالعقمقل              من مرازية جحاجح

وهذا الشعر لأمية بن أبي الصلت الثقفي ووقع في الأغاني للوليد بن يزيد

يرثي نديما له يعرف بابن الطويل:

لله قبر ضمنت                 فيه عظام ابن الطويل

ماذا تضمنت إذ ثوى           فيه من الرأي الأصيل

والخبر طويل وأجلى من هذا وأعلى وأحق بكل تقديم وأولى ولكن الواو لا تفيد رتبة ولا تتضمن نسبة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

ماذا أنزل الليلة من الفن وهو في الصحاح ووقع في الحماسة وقد

أجمعوا على الاستشهاد بكل  ما فيها :

ماذا أجال وثيرة بن سماك             من دمع باكية عليه وباك

وفي الحماسة أيضا وأظنها لأبي دهبل :

ماذا رزئنا غداة الحل من زمع                      عند التفرق من خيم ومن كرم

ووقع في نوادر القالي لكعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه أبا المغوار:  

هوت أمه ما يبعث الصبح  غاديا           وماذا يرد اليل حين يؤوب

ووقع في شعر الخنساء ترثي أخاها صخرا :

ألا ثكلت أم الذين غدوا به                  إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر

وماذا يواري القبر تحت ترابه              من الجود في بؤسى الحوادث والدهر

ولجرير وهو في الحماسة :

إن الذين غدوا بلبك غادروا                 وشلا بعينك لايزال معينا

غيضن من عبراهن وقلن لي                  ماذا لقيت من الهوى ولقينا

وفي الحماسة أيضا :

ما ذا من البعد بين البخل والجود

ووقع في الحماسة أيضا وهو لا مرأة :

هوت أمهم ماذا بهم يوم صرعوا               بجيشان من أسباب مجد تصرما

أرادت ماذا تصرم لهم يوم صرعوا بجيشان من أسباب مجد تصرما

ومما يستظهر به قول أبي الطبيب المتنبي :

ماذا لقيت من الدنيا وأعجبها أني بما أنا باك منه محسود

وقوله أيضا :

وماذا بمصر من المضحكات        ولكنه ضحك كالبكا

ومن ملح المتأخرين : كان بمرسية أبو جعفر المذكور في المطمح وكان يلقب بالبقيرة فقال فيه بعض أهل عصره :

قالو : البقيرة يهجونا فقلت لهم                         ماذا دهيت به حتى من البقر

هذا وليس بثور بل هو ابنته                               وأين منزلة الأنثى من الذكر

وأنشد صاحب الزهر ولا أذكر قائله:

ماذا لقيت من المستعربين  ومن                 قياس قولهم هذا الذي ابتدعوا

إن قلت قافية بكرا يكون لها                       معنى يخالف ما قالوا وما وضعوا

قالوا لحنت وهذا الحرف منتصب                  وذاك خفض وهذا ليس يرتفع

وضربوا بين عبدالله واجتهدوا                      وبين زيد فطال الضرب والوجع

وقال صاحب الزهر: أنشد أبو حاتم ولم يسم قائله :

ألا في سبيل الله ماذا تضمنت  بطون الثرى واستودع البلد القفر

هذا ما حضر بفضل الله من الاستشهاد على أن ماذا تستعمل بمعنى الخير  والتكثير ووالله الذي لا إله غيره ما طالعت عليه كتابا ولا فتحت فيه بابا

وإنما هو ثماله من حوض التذكار وصبابة مما علق به شرك الأفكار

وأثر مما سدك به السمع أيام خلو الذرع وعقدت عليه الحسبى في

عصر الصبا ورحم الله من تصفح وتلمح فتسمح وصحح ما وقع إليه

من الاعتلال وأصلح ما وضع لديه من اختلال فخير الناس من أخذ بالبر

والإيناس فبصر من جهلة وادكر عن هلة وإنما المؤمنون إخوة888888888888888888888

 

وتحابهم في الله رفعة وحظوة ولهم في السلف الكريم ومحافظتهم على الود القديم أسوة كريمة وقدوة.

قال ابن الطراح: انظر تحصيل هذا الإمام الرئيس والأسمى النفيس

واستحضاره كلام الأدباء وسير النقاد البلغاء ومساجلته مع فرسان

المعاني ووصفه تلك المغاني وقد كان حامل لواء الأدب وفائق أبناء جنسه

في مرقب الطلب وهذه الكلمة _ أعني ماذا _ جرت بسبسبها مناظرة بين

الأستاذ أبي الحسين ابن أبي الربيع النحوي المشهور وبين مالك بن المرحل بسبة

حتى ألف مالك كتاب الرمي بالحصى والضرب بالعصا وفيه هنات لا ينبغي

لعاقل أن يذكرها ولا لذي في البيان أن ينشرها وفي ذلك قال الأستاذ أبو الحسين رحمه الله تعالى :

كان ماذا  ليتها عدم                 جنوبها قربها ندم

ليتني يا مال لم أرها                إنها كالنار تضطرم

وقوله يا مال  ترخيم مالك

وحكى الأستاذ ابن غازي أنهم اختلفوا : هل يقال : كان ماذا أم لا ؟

وقال : إن الأستاذ ابن أبي الربيع تطفل على مالك بن المرحل في الشعر كما أن ابن المرحل تطفل عليه في النحو قال : ومن نظم مالك بن المرحل في هذه القضية :

        عاب  قوم كان ماذا             ليت شعري كان ماذا

      إن يكن ذلك جهلا                  منهم فكان ماذا

ومن نظم ابن حبيش المذكور قوله :

إذا ماشئت أن تحيا  هنيا               رفيع القدر ذا نفس كريمه

فلا تشفع إلى رجل كبير                ولا تشهد ولا تحضر وليمه

وله أيضا :

لأعلمن إلى  لقياكم قدمي                   ولو تجشمت بين الطين والماء

لأن يبل ثيابي الغيث أهون بي               من أن تحرق نار الشوق أحشائي

(ترجمة الفيرني النحوي )

وأبو زكريا المعرض على ابن حبيش هو الفقيه النحوي الأديب أبو زكريا

يحيى بن علي بن سلطان اليفرني ولد سنة 641 وبرع في العربية وكان

يلقب في المشرق (جبل النحو) وكان عند نفسه مجتهدا وكان لا يجيز نكاح

الكتابيات خلافا للإمام مالك وهو مذهب أحمد بن حنبل

ويتمسك بقوله تعالى ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) (الروم :21 )

وكان يرى أن الطلاق لا يكون إلا مرتين : مرة للاستبراء ومرة

للانفصال ولا يقول بالثلاث وهو خلاف الإجماع وكان يقول في نهيه

عليه الصلاة والسلام عن أكل ذي ناب من السباع : أي مأكول كل ذي ناب

وتبقى هي على الإباحة ويدل عليه قوله تعالى ( وما أكل السبع ) المائدة )

وكان يقول في قوله تعالى ( إن هذان لساحران ) (طه ..63 ) الهاء اسم إن

وذان لساحران جملة خبر لإن ولا تحتاج لرابط لأنها تفسيرية والمعنى

عنده وأسروا النجوى قتلوا إنها أي نجوانا هذان لسحاران أي قولنا هذان

لساحران تثبيطا للناس عن اتبعهما وخط المصحف يرده لكن في المصحف أشياء كتبت على غير المصطلح مثل ( مال هذا) و ( لا أوضعوا)

146

و ( لا أذبحه ) قال ابن الطراح : ورأيت هذا المعنى لغيره وأظنه ابن النحاس

وتوفي اليفرني المذكور سنة 700 ومن شعره :

ماذا على الغصن المياس لو عطفا              على صبابة صب حالف الدنفا

يارحمة لفؤادي من معذبه                         كم ذا يحمله أن يحمل الكلفا

ويا رعى الله درا ظل يجمعنا                     في ظل عيش صفا من طيبه وضفا

مودة بيننا في الحب كاملة                            ونحن لا نعرف الإعراض والصلفا

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.