المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إمامنا الحسين (عليه السلام) وأصحابه في ليلة عاشوراء
20-6-2022
سبب نزول سورة التوحيد
2024-09-02
عبد العزيز الفشتالي ونونيته
2024-01-07
جملة من نساء الأندلس
2024-01-31
دبال التربة (تعريفه ، تركيبه وأهميته)
3-4-2016
Cellular biology
8-3-2021


شخصية الإنسان بعمله  
  
976   06:51 صباحاً   التاريخ: 2024-02-05
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 191 ــ 193
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إن العلاء والشخصية المتكاملة تتوفران في ظل العمل وتحمل آلامه والراغب في احترام المجتمع وافادته لا بد وان يكون عاملاً والتشكل الحقيقي لشخصية الانسان يكمن في اشتراكه الفعال في المجتمع ونشاطاته وسعيه الشخصي في المساهمة فيها.

وينبغي أن يعلم شباب الأمة ان التعطل يشكل ضربة كبرى لشخصيتهم واحترامهم الاجتماعي في حين يكسبهم العمل والاشتغال موقعاً ممتازاً وشخصية محترمة، وطبعاً حراً سامياً وعزة انسانية اصيلة.

إن الإسلام بالإضافة إلى نظرته للعمل كممر للحياة ومؤمن للمعيشة اللازمة ينظر اليه على اساس من مردوده الاخلاقي ودوره في بناء شخصية الفرد المسلم.

يقول المعلى بن خنيس: (رآني أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ وقد تأخرت عن السوق، فقال: أغد إلى عزك) (1).

وقال رجل للإمام الصادق (عليه السلام): انني لا أحسن أن اعمل عملاً بيدي ولا أحسن ان أتجر وأنا محارف محتاج. فقال: (إعمل واحمل على رأسك واستغن عن الناس) (2).

وهكذا نجد الإمام (عليه السلام) يطلب منه ان يحمل الأحمال على راسه ولا يمد يد الحاجة إلى الناس ذلك ان التعطل والاحتياج بالتالي للأخرين يمحو شرف الانسان وعزته.

يقول الإمام الكاظم (عليه السلام): (اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه ومروته في نفسه وشرفه في دنياه وعظمته في أعين الناس وجلالته في عشيرته ومهابته عند عياله وهو اغنى الناس عند نفسه وعند جميع الناس) (3).

ومن الضروري أن نذكر بنقطة هامة هي ان العمل بكل قيمته وفوائده، له دوافع مختلفة وبعض هذه الدوافع ليست مستحسنة.

فأحد الدوافع هو رفع الاحتياجات الشخصية، ولكن يجب ان لا يكون هذا هو الهدف الوحيد بل يجب التوجه اثناء سده لاحتياجاته الى سد احتياجات المجتمع وخصوصاً إلى تأمين احتياجات اقربائه والمتعلقين به والمجاورين له إلى الحد الممكن. فلوسعينا نحو العمل والثروة على اساس هذا الدافع الشريف كان سعينا مشكوراً ولم نكن عباد دنيا وانما نحن في الواقع طلاب آخرة.

يقول رجل للإمام الصادق (عليه السلام): والله إنّا لنطلب الدنيا ونحب ان نؤتاها فقال: تحب ان تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي، واصل بها واتصدق واحج واعتمر، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الاخرة (4).

ولكن إذا لم يكن الدافع للعمل خدمة للآخرين ولا سد الاحتياج فإن عمله غير لائق ولا مستحسن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل، ج 12، ص 3.

2ـ الوافي المجلد 3، ج 10، ص 8.

3ـ سفينة البحار، ج 5، مادة غنى، ص 327.

4ـ الوسائل، ج 12، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.