المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام علي (عليه السلام) وحُنين  
  
1213   11:06 صباحاً   التاريخ: 2024-01-14
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، 492-495
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

حُنين[1]

روى الكنجي باسناده عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : " أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من غزوة حنين ، فنزل عليه ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )[2] فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ويا فاطمة بنت محمّد ، قد جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، سبحانه ربي وبحمده واستغفره انه كان تواباً ، ويا علي بن أبي طالب ، انّه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد ، فقال علي : ما نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا ؟ قال : على الأحداث في الدين إذا عملوا بالرأي ولا رأي في الدين "[3].

قال الشيخ المفيد : " ثم كانت غزاة حنين حين استظهره رسول الله صلّى الله عليه وآله فيها بكثرة الجمع ، فخرج عليه السّلام متوجهاً إلى القوم في عشرة آلاف من المسلمين فظن أكثرهم إنهم لن يغلبوا لما شاهدوه من جمعهم وكثرة عدتهم وسلاحهم ، واعجب أبا بكر الكثرة يومئذ ، فقال لن نغلب اليوم من قلة ، وكان الأمر في ذلك بخلاف ما ظنوا وأعانهم أبو بكر بعجبه بهم ، فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ولم يبق منهم مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ عشرة أنفس ، تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم أيمن بن أم أيمن فقتل أيمن رحمة الله عليه وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من كان انهزم ، فرجعوا أولا فأولا حتى تلاحقوا وكانت لهم الكرة على المشركين وفي ذلك أنزل الله تعالى وفي اعجاب أبي بكر بالكثرة ( وَيَوْمَ حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ )[4] يعني أمير المؤمنين علياً عليه السّلام ومن ثبت معه من بني هاشم وهم يومئذ ثمانية نفر أمير المؤمنين عليه السّلام تاسعهم ، والعبّاس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والفضل بن عبّاس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته وأمير المؤمنين عليه السّلام بين يديه بالسيف ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله ، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه "[5].

قال الشيخ جعفر نقدي : " وعن سعيد بن المسيب عن أحد مشركي حنين قال : لما التقينا مع المسلمين لم يقفوا لنا حلب شاة فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتلقانا رجال بيض الوجوه فقالوا لنا : شاهت الوجوه ارجعوا فرجعنا وركبوا أكتافنا فكانوا إياها يعني الملائكة ، ونادي مالك بن عوف أروني محمّداً فأروه فحمل عليه فلقيه أيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن فالتقيا فقتله مالك وأتى إلى النبي ليضربه فبادره أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف على رأسه فخرج يلمع من بين رجليه . وكمن أبو جرول على المسلمين وكان على جمل احمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن إذا أدرك احداً طعنه برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراه وجعل يقتلهم وهو يرتجز ويقول : أنا أبو جرول لا براح . فصمد له أمير المؤمنين عليه السّلام فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه فقدّه نصفين وجعل يقول :

قد علم القوم لدى الصياح * أني لدى الهيجاء ذو نصاح

فانهزم القوم من بين يديه وكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول "[6].

ونقل ابن شهرآشوب عن ابن قتيبة في ( المعارف ) والثعلبي في ( الكشف ) : إنّ الذين ثبتوا مع النبي يوم حنين بعد هزيمة الناس : علي والعبّاس والفضل ابنه وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ونوفل وربيعة أخوه وعبد الله بن الزبير ابن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وأيمن مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان العبّاس عن يمينه والفضل عن يساره وأبو سفيان ممسك بسرجه عند ثفر بغلته وسايرهم حوله وعلي يضرب بالسيف بين يديه "[7].

قال الأربلي عند ذكر هذه الغزوة : " فانظر إلى مفاخر أمير المؤمنين في هذه الغزاة ومناقبه وجل بفكرك في بدايع فضله وعجايبه ، واحكم فيها برأي صحيح الرأي صايبه ، واعجب من ثباته حين فرّ الشجاع على أعقابه ، ولم ينظر في الأمر وعواقبه ، واعلم أنه أحق بالصحبة حين لم ير مفارقة صاحبه ، وتيقن أنه إذا حم الحمام لم ينتفع المرء بغير أهله وأقاربه ، فإذا صح ذلك عندك بدلايله وبيناته ، وعرفته بشواهده وعلاماته ، فاقطع إنّ ثبات من ثبت من نتايج ثباته ، وإنهم كانوا اتباعاً له في حروبه ومقاماته ، وإن رجوع من رجع من هزيمته ، فإنما كان عندما بان لهم من النصر وإماراته ، وقتله ذلك الطاغية في أربعين من حماته ، حتى إذن الله بتفرقة ذلك الجمع وشتاته "[8].

قال ابن أبي الحديد : " . . . فان من أنصف علم أنه لولا سيف علي عليه السّلام لاصطلم المشركون من أشار اليه وغيرهم من المسلمين ، وقد علمت آثاره في بدر واحد والخندق وخيبر وحنين وإن الشرك فيها فغرفاه ، فلو لا إنّ سده بسيفه لالتهم المسلمين كافة "[9].

 

[1] كانت في شوال سنة ثمان ( الغزوات ص 106 ) .

[2] سورة النصر : 1 .

[3] كفاية الطالب ص 166 .

[4] سورة التوبة : 25 - 26 .

[5] الارشاد ص 64 .

[6] الغزوات ص 107 .

[7] المناقب ج 3 ص 143 . والمعارف طبع دار المعارف بمصر . 164 .

[8] كشف الغمة ج 1 ص 226 .

[9] شرح نهج البلاغة ج 1 ص 141 طبعة أبي الفضل إبراهيم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.