رابعاً : البيئة الثقافية والاجتماعية

إن الثقافة هي المحدد الرئيسي لسلوك الأفراد وبالتالي هي الأساس لأداء قادة المنظمات المختلفة والتي تؤدي إلى تطوير هذه المنظمات لمواجهة التغيرات البيئية.

ويوجد عدة تعريفات على سبيل المثال ما يلي⁽²¹⁾ : 

أ ـ الثقافة : هي السلوك المشترك التي يتبعها المجتمع الواحد وتميز مجتمعاً عن غيره وتتكون الثقافة من اللغة والعادات ونظام القيم والعرف والتقاليد والقانون والثقافة بذلك تفرز معايير سلوكية تحدد سلوك وأداء العاملين.

ب ـ الثقافة (ثقافة الفرد): هي معراف وعقيدة وأخلاقيات وتقاليد وقيم واتجاهات يكتسبها الفرد بالتعليم من مجتمعه ، وتؤثر هذه الثقافة على تفكير الفرد وسلوكياته في : تعامله مع البيئة.

ج ـ الثقافة التنظيمية : وهي تلخيص طريقة أداء الوظائف بالمنظمات ، بحيث يشعر فيها الأفراد بحرية المشاركة في حل المشاكل واتخاذ القرار واعتبار ذلك بمثابة قاعدة فالثقافة عبارة عن مجموعة من القيم، والسلوكيات والقواعد التي تميز المنظمة عن غيرها من المنظمات.

د ـ الثقافة (ثقافة المجتمع): هي أعراف وتقاليد وقيم وخصائص عقلية وسلوكية عامة مشتركة للأفراد ككل أو لقطاعات معينة منه على أساس إقليمي أو فئوي ، ثقافة غير عادية وذلك يفرز أنماط سلوكية مشتركة أو نمطاً سلوكياً عاماً يتبعه أفراد المجتمع أو بعض قطاعاته. وتتضح في الثقافة المادية مثل المباني - تنظيم الشوارع ..... وغيرها مصادر الثقافة والأوجه المختلفة لها ⁽²²⁾ :

يولد الإنسان جاهلاً انظر للآية الكريمة "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" (النمل: 78) ومنذ الميلاد

وحتى الممات يتعلم الإنسان وينهل من مصادر متعددة للثقافة أهمها :

1 ـ الدين  

سواء كان إسلامي / مسيحي أو غيرهما فأياً من الأديان السماوية ينتهج منهج القيم والمثل التي تمثل اختبار للفرد وسلوكه وبالتالي أداة قادة التغير.

2 ـ التراث

أي حصيلة تجارب السلف ممثلة في آثارهم أقوال ومخطوطات وكتب ومتاحف ومنشآت).

3 ـ وسائل الإعلام والأدب

وتتمثل في نشر الأدب المقروء والمسموع والمرئي.

الأدب المقروء:

وتشتمل على الكتب والصحف والمجلات ويتمثل الأدب في الفنون القولية سواء كانت نثراً - أو شعر وهذا معنى مصطلح عليه غير معنى الأدب في الخلق والفضائل الشخصية.

الأدب المسموع :

مصادر مثل الإذاعة ودور العبادة وغيرها.

الأدب المرئي:

من مصادر مثل التليفزيون والسينما ، وكذلك المسرح - وهو أدب مرئي ومسموع - وكذلك الفنون التشكيلية بما تقدمه هذه المصادر من فنون وإبداع وغيرها وكذلك الاتصال الالكتروني عن طريق شبكة الإنترنت.

4 ـ الرفاق :

فإن الفرد يتعلم من رفاقه لفترة من الوقت أو الزمن وقد تكون الرفاق خير أو رفاق سوء وحيث يتعين أن نختار أصحاب من هم أحسن منا بقدر الإمكان لنتعلم منهم

5 ـ الأسرة :

وهي خلية المجتمع الحية، هي مركز التدريب الذي ينشيء وينمي القيم الشخصية لأعضاء المجتمع الجدد وتؤثر الأسرة من حيث أسلوب الوالدين في تربية الأبناء ، وهو ما يسهم في تشكيل خصائصهم الشخصية وأنماط سلوكهم ، فإن كانت التربية ديمقراطية تنمي خصائص إيجابية مثل (تعاون - تفاهم - ثقة - إبداع ... الخ)

وإن كان أسلوب الوالدين متسلط ومتعسف فهي تنشأ وتنمي خصائص سلبية مثل : (انطوائية - عزلة - ضعف الشخصية - تبعية .... الخ) .

وأخيراً فإن كانت التربية متسيبة فإنها تؤدي لدرجة من عدم التوافق مع النفس والآخرين.

6. القيم الاجتماعية : التي تتضمن مفاهيم، أعراف، وتقاليد يتوقع المجتمع أن يعتنقها أعضاؤه ويتبعوها وهي بذلك تحدد ما يعد سلوكاً مقبولاً أو غير مقبول من وجهة نظر المجتمع.

7 . المؤسسات التعليمية : بما تقدمه من معارف وقيم، تشكل بدورها اتجاهات وسلوكيات المواطن حيث يعد التعليم مصدراً هاماً لبناء القيم الصالحة وتشكيل هيكل ثقافة وشخصية الفرد وأخذ مثلاً اهتمام اليابانيين بالتعليم كأحد أهم أسباب قدراتهم المتميزة اليوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(21) المصادر :

- أحمد سيد مصطفى ، سلوك الناس في العمل نظرة تأميلية معاصرة، دار النهضة العربية ، القاهرة 1996، ص 194.

- بيرجيت بيرجم ، ثقافة تنظيم العمل ، ترجمة محمد مصطفى غنيم الدار الدولية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1995 ، ص 27.

ـ دافيد ولسون ، استراتيجية التغيير، ترجمة تحية عمارة، دار الفجر للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1995 ، ص 73.

- فريد شوشة ، قرارات المديرين وعلاقتها بالمتغيرات البيئة ، مجلة البحوث الإدارية ، العدد 4، 3 ، أكاديمية السادات للعلوم الإدارية، مركز البحوث ، القاهرة ، 1995، ص84.

(22) أحمد. سید مصطفى، المدير في البيئة المصرية، دار النهضة العربية ، القاهرة ، ص 195 : 197 .