ثالثاً: البيئة التكنولوجية

لاشك أن البيئة التكنولوجية (الفنية) تتغير بدرجة عالية من السرعة ، وفي نفس الوقت تؤثر بدرجة كبيرة على ممارسات الأعمال والنشاطات وفرصها على المستوى الدولي. كما أن هذا التغير سوف يستمر في المستقبل. فسهولة تحويل الأموال من بلد إلى آخر والتقدم في المواصلات والاتصالات على النطاق العالمي قدم الكثير من الفرص للإستثمار في الدول النامية كما ترتب على التقدم التكنولوجي خلق الكثير من الأسواق للشركات متعددة الجنسية التي تتمتع بمستوى عال من التكنولوجي في مجال الاتصالات وخدماتها ولا يقتصر تأثير التقدم التكنولوجي على ما ذكر من مجالات بل امتد إلى تغيير هيكل العمالة والصناعة وتحويلها إلى الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة بالإضافة إلى رفع القدرات التنافسية. وإذا نظرنا إلى الطرق المختلفة التي تظهر تأثير التكنولوجيا الجديدة على الإدارة الدولية في العشر سنوات الماضية سنجد الآتي :-

1 - التقدم في التكنولوجيا الحيوية Biotechnology والتي ستساهم في إحداث ثورة في مجال الزراعة والطب والصناعات المرتبطة بهما.

2- الأقمار الصناعية التي ستلعب دوراً رئيسياً في مجالات التعليم والتعلم ونقل المعرفة في كل بقاع الأرض.  

3- التليفونات التي تقوم بالترجمة الفورية بشكل آلي سوف تؤدي إلى سهولة الاتصال بين الناس بلغتهم الأم مع أي فرد يمتلك هذا الجهاز في أي مكان بالعالم.

4 - تطور صناعة رقائق السيلكون سوف تساعد في تطوير صناعات الحاسبات الآلية العملاقة.

5- ظهور الحاسبات الآلية العملاقة القادرة على حساب أو التعامل مع مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة ، والحاسبات الناطقة.

6 ـ تطور طرق الدفع عن ظروف البريد الإلكتروني (E-Cash) سوف يسهل العمليات التجارية والصناعية بشكل غير مسبوق.

أثر التطور التكنولوجي - على إدارة المنظمات الدولية  ⁽¹⁹⁾ :

يؤثر التقدم التكنولوجي - خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات - على أداء المنظمة وقدرتها على التنافس خاصة أن بيئة الأعمال الدولية بيئة يزداد فيها حدة التنافس وذلك على النحو التالي:-

أ- يؤثر التطور التكنولوجي على رسالة المنظمة واستراتيجياتها :

فعندما تبني المنظمة تكنولوجيا جديدة فهي ترغب إما في تطوير منتجاتها الحالية أو

ظهور منتج جديد في الأسواق مما يعني تغيير رسالة المنظمة والتي تحدد في عبارات مجال عمل المنظمة ونشاطها ومنتجاتها والأسواق التي تخدمها.

ويستتبع تغيير رسالة المنظمة تطوير أهدافها واستراتيجياتها الإدارية.

ب- يؤدي التطور التكنولوجي تغيير احتياجات المنظمة من الموارد البشرية :

حيث قد يؤدي استخدام الحاسبات الآلية على تقليل احتياج المنظمة إلى العمالة غير الماهرة ويزيد من احتياجها إلى العمالة الفنية في مجال التشغيل والصيانة كما يؤدي إلى ضرورة تدريب العمالة الموجودة لديها على كيفية استخدام هذه الوسائل التكنولوجية. 

ج- يؤدي التطور التكنولوجي إلى تغيير محددات الأداء في المنظمة :

ومما لاشك فيه أن إدخال آلات حديثة إلى المنظمة يعني زيادة تكلفة الاستثمار في الآلات وزيادة مخصصات الصيانة والإهلاك وقد تؤدي رغبة المنظمة في تقليل تكاليف الاستثمار إلى تشغيل الآلات والمعدات لفترات أطول مما يزيد من تكاليف التشغيل.

هذه الزيادة في التكاليف مالم يتبعها زيادة في مستويات جودة المنتج بحيث يلاقي قبولاً من المستهلك ويزيد من مبيعات المنظمة فسيؤدي ذلك إلى اختلال معايير الأداء الكلي للمنظمة.

ولقد أدت الثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى تسهيل أداء الأعمال الدولية وكان النصيب الأوفر منها في مصلحة الشركات متعددة الجنسية والتي تمتلك التكنولوجيا جنباً إلى جنب مع الخبرات والمهارات التي تسطيع الإفادة منها.

أمثلة لأثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على إدارة الأعمال الدولية ⁽²⁰⁾

1. أمكن نقل وتبادل المعلومات بين فروع الشركات الدولية باستخدام الحاسب وجهاز آخر وسيط يعمل بين الحاسب والتليفون يمكن من خلاله نقل البيانات والمعلومات بين الفروع وبعضها البعض أو بينها وبين المركز الرئيسي وتظهر البيانات بمجرد نقلها من حاسب على شاشة الحاسب الآخر في نفس الوقت.

مما أدى إلى تسهيل اتخاذ القرارات الإدارية والتشاور بشأن ما فيها بين فروع الشركة الدولية.

2 ـ أمكن القيام بعمليات التفاوض وعقد الصفقات بين الشركة الدولية ومورديها أو شركاءها في الخارج وذلك إما عن طريق أجهزة الهاتف المرئي أو وجود خطوط تليفون دولية مع كاميرات فيديو وشاشة عرض كبيرة. وهكذا يتم التفاوض مع أكثر من طرف في أكثر من دولة كما لو كانوا يجلسون في حجرة واحدة مع إمكانية وصول التقارير والبيانات والمستندات التي تفيد في إتمام الصفقات عن طريق أجهزة الفاكس

3. أمكن للحاسبات الآلية أن تجمع وتصنف وتخزن وتحلل البيانات المتوافرة ويتم استخلاص النتائج وإرسالها إلى فروع الشركة الدولية في أي مكان في العالم في أوقات قياسية مما ساهم في عولمة الأسواق.

ولكن من مساوئ تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنه أمكن لكثير من الشركات الدولية التجسس على منافسيها بهدف سرقة الأسرار التكنولوجية وهو ما يسمى القرصنة التجارية أو التجسس. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

19 ـ  ا . د أمل عصفور ، د.  فتحية هريدي "ادارة الاعمال الدولية"  ، مكتبة الجلاء الجامعية ، بور سعيد ، 2002 ، ص53 – 54 .

(20) أ.د. أمل عصفور ، - د. فتحية هريدي "إدارة الأعمال الدولية ، مكتبة الجلاء الجامعية ، بورسعيد ، 2002 ، ص 53 - 55.