المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02



إختيار الزوج  
  
1056   08:18 صباحاً   التاريخ: 2024-01-08
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 77 ــ 78
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

لقد إعتبر الإسلام الإيمان والتقوى والأخلاق من الأسس التي تقع في مقدمة الصفات التي لابد من مراعاتها عند إختيار الرجل لزوجته أو إختيار البنت لزوجها. ووفق هذه الأسس جاءت روايات كثيرة، منها:

أـ كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر (عليه السلام) في أمر بناته، وأنه لا يجد أحداً مثله. فكتب إليه أبو جعفر (عليه السلام): (فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، وأنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك الله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) (1).

ب- قال أبو عبد الله (عليه السلام): (من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها) (2).

ج- كتب الحسين بن بشار الواسطي إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن لي قرابة قد خطب إلي وفي خُلقه سوء، قال: (لا تزوجه إن كان سيء الخلق) (3).

د- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر، إذا أدرك ثمارها فلم تجتن أفسدته الشمس، ونثرته الرياح، وكذلك الأبكارُ...) (4).

وبهذه الأسس غير الإسلام كثيراً من معايير التفاضل التي كانت سائدة في الجاهلية. ومع الأسف الشديد أننا نجد اليوم رواسب منها لدى بعضنا ممن يبحثون عن الشهرة والعناوين والأسماء البراقة، وأصحاب الأموال، حتى وإن كان الخاطب لا دين له. ومن الآباء من يباهي الآخرين بغلاء مهر إبنته، خلافاً لما ندبت إليه الشريعة المقدسة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أفضل نساء أمتي: أصبحهن وجهاً، وأقلهن مهراً) (5). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (فأما شؤم المرأة فكثرة مهرِها، وعقوقُ زوجها) (6).

وهنالك أحاديث كثيرة بهذا الشأن وكلها ناظر إلى تقليل المهور، ونبذ التفاخر بالقشور، ولكي لا نؤثر الاعتبارات الإجتماعية على منهج الشريعة وأهدافها السامية.

وإنما سلك الإسلام هذا المنهج، لتسهيل عملية الزواج، وسرعة الإقتران بشريكة الحياة الجديدة. وإن لم نفعل ما أمرنا به، تكن فتنة وفساد كبير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تهذيب الأحكام، 7 / 396.

2ـ شرائع الإسلام، 2 / 526.

3ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 409.

4ـ فقه الصادق (عليه السلام)، 21 / 472.

5ـ تهذيب الاحكام، 404.

6ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 556. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.