المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Frans van Schooten
19-1-2016
Consonants JU
2024-03-23
اعتراف ابي حنيفة ومالك واخرين بعلمه وفقهه
17-04-2015
T – DNA
26-5-2020
أساليب البحث الفردية (الانثروبولوجية) للسلوك الاجرامي
20-6-2022
ميزات صف الأرقام‏ الواردة في الكتاب العزيز
27-01-2015


اختاروا المرأة الكفؤة اللائقة ولا تتأخروا في ذلك  
  
1332   10:40 صباحاً   التاريخ: 4-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص13ـ16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

الرسالة:... أكتب رسالتي هذه بشكل مختصر، فأنا شاب أتجاوز العشرين من العمر... حبذا لو لفتّم انتباه الآباء والأمهات وطلبتم منهم أن يزيدوا تلك القيود التافهة والعقبات التي لا طائل من ورائها ويحرروا أنفسهم وأبناءهم منها ويكفوا عن كل هذا التشدد ويبادروا بأسرع ما يمكن إلى تزويج أبنائهم لكي لا يقعوا في براثن وكمائن الفساد، قولوا للآباء والأمهات واطلبوا منهم أن يصدّقوا بأن أبناءهم لديهم الغريزة الجنسية وهم بحاجة للجنس الآخر. . . فلماذا إذن لا يقدمون على تزويج أبنائهم؟

والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يحث الشباب ويشجعهم على الزواج ويقول: [تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج](1). وقال صلى الله عليه وآله: [الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني]. وقال صلوات الله وسلامه عليه: [من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة](2) ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث آخر: [ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله](3).

ولكن كما يظهر من خلال الرسالة القصيرة - المقتضبة والحساسة جداً في آن معاً - التي بعث بها هذا الشاب، فإن عملية اختيار الزوجة الصالحة وتحضير مستلزمات الزواج والإعداد له لا يمكن أن يقوم بها شاب لوحده فهو في هذه الحالة يحتاج إلى المساعدة والتوجيه وفي هذا المجال فإن الواجب الأساسي والشرعي يقع على عاتق الأب كما جاء في مضمون حديث لأمير المؤمنين عليه السلام.

فالأب والأم هما اللذان عليهما أن يساعدا ابنهما ليختار الزوجة العاقلة الواعية البشوشة التي تتمتع بالحياء وحسن الخلق، وعليهما أن لا يتشددا في أمر الزواج ويضعا العقبات في طريقه ولا يؤخرا أو يؤجلا هذا الأمر الضروري ونعني به أمر الزواج (سواء بالنسبة للفتاة أو الشاب) لكي لا يقع ابنهما (أو ابنتهما) في فخ البلاء والابتلاء ولكي لا يفوت الوقت وتذهب الفرصة المتاحة للزواج.

الرسالة:... كل فتاة كانت تراها والدتي، وكل مكن كانت تذهب إليه لخطبة فتاة ما، فإنها كانت تقول : كلا! إنها لا تصلح لتكون عروسة لابني، إنني أريد تلك العروس التي... لقد ذهبت والدتي لخطبة كثير من الفتيات ولكنها لم توافق على أي منهن، حتى توفيت والدتي - رحمها اله - وبقيت أنا عازبا وقد تقدمت بي السن...

وحالياً فإني مريض وأعاني من الوسواس وأشك في كل شيء وأسيء الظن بكل شيء وإني أعرف بأن تصرفي هذا خاطئ ولكني لا أستطيع، لا أستطيع أن أتخلى عن هذه التصرفات وأطرد عني هذه الأفكار. الاطباء يقولون بان سبب هذا الوسواس هو مرض الأعصاب الذي أعاني منه، وإذا تزوجت فإن صحتك سوف تتحسن.. ولكن من يزوجني وأنا في هذه السن المتقدمة؟

... وخلاصة القود فإني أعيش حالة نفسية سيئة، بالله عليكم أرجوكم أن تتحدثوا قليلاً حول هذا الموضوع، لعل ذلك يهدئ من روعي، هل تعرفون من تتزوجني...؟

نعم، إن التشدد الذي لا داعي ولا مبرر له ووضع الشروط الصعبة والتعجيزية في قضية الزواج، جعل من هذا الشاب اليانع النشط، إنساناً وحيداً ومريضاً وكئيباً ومصاباً بالوسواس، كما جعل من تلك الفتاة التي كان من المفروض أن تصبح الآن أماً تشعر باللذة والارتياح والسعادة لدى مشاهدتها البسمة على شفاه أطفالها ومظاهر النشاط والفرح والابتهاج على وجوههم، جعل منها أختاً تعيش في وحدة وقلق واضطراب.

الرسالة:... ارجوكم ان تفكروا قليلاً بالفتيات العازبات في المجتمع ولا سيما اللواتي تقدم بهن السن حيث إن بعض هؤلاء الفتيات تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما ولا زلن دون زواج. النساء والفتيات في مجتمعنا لا يعلنّ حاجتهن إلى الزواج بسبب المستوى العالي من العفة والحياء الذي يتمتعن به.. ولكن أقسم بالله إن بقاء الفتيات دون زواج وهنّ في سن متقدمة يشكل أكبر مشكلة لهن ولذويهن.. إن حاجتنا نحن الفتيات إلى الزواج ليست بدافع مادي ولا بدافع من الغريزة الحيوانية بل إن الزواج هو بالدرجة الأولى مبعث ومصدر استقرار واطمئنان روحي ونفسي بالنسبة لنا وليس بإمكان أي شيء آخر - حتى الدراسة الجامعية العليا - ان يحلّ محل الزواج ويعوّض عنه في تأمين مثل هذا الاستقرار النفسي للفتاة. كما ان كلام الناس ولا سيما الأقارب والأصدقاء وانتقاداتهم اللاذعة تجرح مشاعرنا وتؤذينا نحن الفتيات. صدقوني إذا قلت بأني لا أحضر أي حفل زواج أدعى إليه، لأن الناس يتعاملون معي بطريقة أشعر معها بالحقارة والإهانة...

إن الكثير من الفتيات اللواتي يظهرن متبرجات أمم الناس وفي الأماكن العامة يرفضن في أعماقهن مثل هذا العمل وبالتالي فهن غير راضيات بهذا التبرج ولكن ما العمل! فهن يعتقدن بأن طريق نجاتهن يكمن في الظهور بالمظهر الجميل والتبرج لاصطياد الرجال.

... فأنا شخصياً طالبة جامعية وأرى نفسي لا أقدر على الدراسة في مثل هذا الوضع الذي أنا فيه، أحياناً أتمنى الموت. وبالطبع فإني أعرف ان هذه المشكلة ليست هي مشكلتي وحدي بل هناك الكثيرات مثلي يواجهن هذه المشكلة. إنني أرجو منكم أن تطرحوا موضوع تعدد الزوجات بالنسبة للرجال المؤمنين الملتزمين والمتدينين في المجتمع. وأقسم بالله إن معظم الفتيات يقبلن بذلك (بتعدد الزوجات) رغم معارضة البعض منهن لهذا الأمر. على أية حال إذا ما استمرت رغبتي في الحياة فسأعيش على أمل أن تعثروا لمن هن على شاكلتي على حل وتضعوه موضع التنفيذ.

أختكم

ترون أن الزواج وخاصة للمرأة ضروري وبنسبة عالية، وهؤلاء بحاجة إلى من يأمنّه ويتّكلن عليه، فعلى أولياء الأمور والشخصيات النافذة في المجتمع أن يدركوا أهمية هذه المسؤولية الإلهية وهي الزواج، وأن يشجعوا أرباب العوائل لترفع القيود والشروط والعادات المتبعة والسنن الصعبة وخاصة في وقتنا الحاضر، وعلى هؤلاء الذين يعشقون المقام المقدس لأمير المؤمنين أن يهتموا بأمر الزواج لشبابنا وفتياتنا وأن يحشدوا كل طاقاتهم لهذا الأمر الخيّر، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: [أفضل الشفاعات أن تشفع بين ثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما](4).

وأنتم الذين تمتلكون الفهم والإدراك وتحظون بمحبة الناس عليكم أن تدفعوا زكاة هذه المكانة الاجتماعية وهذه المحبة التي تحظون بها في المجتمع عليكم أن تدفعوا زكاة ذلك في هذا السبيل وتوظفوا أموالكم ومكانتكم وعلاقاتكم الاجتماعية لتزويج الشباب والفتيات وكونوا على ثقة بأن عملكم هذا يدخل الفرح والسرور على قلب أمير المؤمنين عليه السلام ويمسك بيدكم يوم القيامة. وفقكم الله.

______________________________________

(١) الوسائل ، ج١٤،ص٦. باب ١ح١٤.

(٢) الوسائل ، ج١٤ ،ص ٦. باب ١ح١٥.

(٣) الوسائل، ج١٤، ص ٢٣ . باب ٩ ح10 .

(4) الوسائل، ج14 ، ص27. باب12 ح2. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.