أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
795
التاريخ: 30-3-2022
1745
التاريخ: 2024-09-16
287
التاريخ: 2024-06-13
697
|
الرسالة:... أكتب رسالتي هذه بشكل مختصر، فأنا شاب أتجاوز العشرين من العمر... حبذا لو لفتّم انتباه الآباء والأمهات وطلبتم منهم أن يزيدوا تلك القيود التافهة والعقبات التي لا طائل من ورائها ويحرروا أنفسهم وأبناءهم منها ويكفوا عن كل هذا التشدد ويبادروا بأسرع ما يمكن إلى تزويج أبنائهم لكي لا يقعوا في براثن وكمائن الفساد، قولوا للآباء والأمهات واطلبوا منهم أن يصدّقوا بأن أبناءهم لديهم الغريزة الجنسية وهم بحاجة للجنس الآخر. . . فلماذا إذن لا يقدمون على تزويج أبنائهم؟
والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يحث الشباب ويشجعهم على الزواج ويقول: [تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج](1). وقال صلى الله عليه وآله: [الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني]. وقال صلوات الله وسلامه عليه: [من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة](2) ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث آخر: [ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله](3).
ولكن كما يظهر من خلال الرسالة القصيرة - المقتضبة والحساسة جداً في آن معاً - التي بعث بها هذا الشاب، فإن عملية اختيار الزوجة الصالحة وتحضير مستلزمات الزواج والإعداد له لا يمكن أن يقوم بها شاب لوحده فهو في هذه الحالة يحتاج إلى المساعدة والتوجيه وفي هذا المجال فإن الواجب الأساسي والشرعي يقع على عاتق الأب كما جاء في مضمون حديث لأمير المؤمنين عليه السلام.
فالأب والأم هما اللذان عليهما أن يساعدا ابنهما ليختار الزوجة العاقلة الواعية البشوشة التي تتمتع بالحياء وحسن الخلق، وعليهما أن لا يتشددا في أمر الزواج ويضعا العقبات في طريقه ولا يؤخرا أو يؤجلا هذا الأمر الضروري ونعني به أمر الزواج (سواء بالنسبة للفتاة أو الشاب) لكي لا يقع ابنهما (أو ابنتهما) في فخ البلاء والابتلاء ولكي لا يفوت الوقت وتذهب الفرصة المتاحة للزواج.
الرسالة:... كل فتاة كانت تراها والدتي، وكل مكن كانت تذهب إليه لخطبة فتاة ما، فإنها كانت تقول : كلا! إنها لا تصلح لتكون عروسة لابني، إنني أريد تلك العروس التي... لقد ذهبت والدتي لخطبة كثير من الفتيات ولكنها لم توافق على أي منهن، حتى توفيت والدتي - رحمها اله - وبقيت أنا عازبا وقد تقدمت بي السن...
وحالياً فإني مريض وأعاني من الوسواس وأشك في كل شيء وأسيء الظن بكل شيء وإني أعرف بأن تصرفي هذا خاطئ ولكني لا أستطيع، لا أستطيع أن أتخلى عن هذه التصرفات وأطرد عني هذه الأفكار. الاطباء يقولون بان سبب هذا الوسواس هو مرض الأعصاب الذي أعاني منه، وإذا تزوجت فإن صحتك سوف تتحسن.. ولكن من يزوجني وأنا في هذه السن المتقدمة؟
... وخلاصة القود فإني أعيش حالة نفسية سيئة، بالله عليكم أرجوكم أن تتحدثوا قليلاً حول هذا الموضوع، لعل ذلك يهدئ من روعي، هل تعرفون من تتزوجني...؟
نعم، إن التشدد الذي لا داعي ولا مبرر له ووضع الشروط الصعبة والتعجيزية في قضية الزواج، جعل من هذا الشاب اليانع النشط، إنساناً وحيداً ومريضاً وكئيباً ومصاباً بالوسواس، كما جعل من تلك الفتاة التي كان من المفروض أن تصبح الآن أماً تشعر باللذة والارتياح والسعادة لدى مشاهدتها البسمة على شفاه أطفالها ومظاهر النشاط والفرح والابتهاج على وجوههم، جعل منها أختاً تعيش في وحدة وقلق واضطراب.
الرسالة:... ارجوكم ان تفكروا قليلاً بالفتيات العازبات في المجتمع ولا سيما اللواتي تقدم بهن السن حيث إن بعض هؤلاء الفتيات تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما ولا زلن دون زواج. النساء والفتيات في مجتمعنا لا يعلنّ حاجتهن إلى الزواج بسبب المستوى العالي من العفة والحياء الذي يتمتعن به.. ولكن أقسم بالله إن بقاء الفتيات دون زواج وهنّ في سن متقدمة يشكل أكبر مشكلة لهن ولذويهن.. إن حاجتنا نحن الفتيات إلى الزواج ليست بدافع مادي ولا بدافع من الغريزة الحيوانية بل إن الزواج هو بالدرجة الأولى مبعث ومصدر استقرار واطمئنان روحي ونفسي بالنسبة لنا وليس بإمكان أي شيء آخر - حتى الدراسة الجامعية العليا - ان يحلّ محل الزواج ويعوّض عنه في تأمين مثل هذا الاستقرار النفسي للفتاة. كما ان كلام الناس ولا سيما الأقارب والأصدقاء وانتقاداتهم اللاذعة تجرح مشاعرنا وتؤذينا نحن الفتيات. صدقوني إذا قلت بأني لا أحضر أي حفل زواج أدعى إليه، لأن الناس يتعاملون معي بطريقة أشعر معها بالحقارة والإهانة...
إن الكثير من الفتيات اللواتي يظهرن متبرجات أمم الناس وفي الأماكن العامة يرفضن في أعماقهن مثل هذا العمل وبالتالي فهن غير راضيات بهذا التبرج ولكن ما العمل! فهن يعتقدن بأن طريق نجاتهن يكمن في الظهور بالمظهر الجميل والتبرج لاصطياد الرجال.
... فأنا شخصياً طالبة جامعية وأرى نفسي لا أقدر على الدراسة في مثل هذا الوضع الذي أنا فيه، أحياناً أتمنى الموت. وبالطبع فإني أعرف ان هذه المشكلة ليست هي مشكلتي وحدي بل هناك الكثيرات مثلي يواجهن هذه المشكلة. إنني أرجو منكم أن تطرحوا موضوع تعدد الزوجات بالنسبة للرجال المؤمنين الملتزمين والمتدينين في المجتمع. وأقسم بالله إن معظم الفتيات يقبلن بذلك (بتعدد الزوجات) رغم معارضة البعض منهن لهذا الأمر. على أية حال إذا ما استمرت رغبتي في الحياة فسأعيش على أمل أن تعثروا لمن هن على شاكلتي على حل وتضعوه موضع التنفيذ.
أختكم
ترون أن الزواج وخاصة للمرأة ضروري وبنسبة عالية، وهؤلاء بحاجة إلى من يأمنّه ويتّكلن عليه، فعلى أولياء الأمور والشخصيات النافذة في المجتمع أن يدركوا أهمية هذه المسؤولية الإلهية وهي الزواج، وأن يشجعوا أرباب العوائل لترفع القيود والشروط والعادات المتبعة والسنن الصعبة وخاصة في وقتنا الحاضر، وعلى هؤلاء الذين يعشقون المقام المقدس لأمير المؤمنين أن يهتموا بأمر الزواج لشبابنا وفتياتنا وأن يحشدوا كل طاقاتهم لهذا الأمر الخيّر، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: [أفضل الشفاعات أن تشفع بين ثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما](4).
وأنتم الذين تمتلكون الفهم والإدراك وتحظون بمحبة الناس عليكم أن تدفعوا زكاة هذه المكانة الاجتماعية وهذه المحبة التي تحظون بها في المجتمع عليكم أن تدفعوا زكاة ذلك في هذا السبيل وتوظفوا أموالكم ومكانتكم وعلاقاتكم الاجتماعية لتزويج الشباب والفتيات وكونوا على ثقة بأن عملكم هذا يدخل الفرح والسرور على قلب أمير المؤمنين عليه السلام ويمسك بيدكم يوم القيامة. وفقكم الله.
______________________________________
(١) الوسائل ، ج١٤،ص٦. باب ١ح١٤.
(٢) الوسائل ، ج١٤ ،ص ٦. باب ١ح١٥.
(٣) الوسائل، ج١٤، ص ٢٣ . باب ٩ ح10 .
(4) الوسائل، ج14 ، ص27. باب12 ح2.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|