أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-8-2019
1342
التاريخ: 2024-01-08
1058
التاريخ: 20-6-2017
1935
التاريخ: 2023-08-12
1162
|
ثم قام بالأمر بعده أخوه أبو العباس إبراهيم المتقي بالله بن المقتدر، بُويع له بالخلافة بعد موت أخيه الراضي وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكانت ولادته في شعبان سنة 297 (نيسان سنة 910م). أمه أم ولد، اسمها خلوب، وقيل زهرة، أدركَت خلافته. وكان فيه صلاح وكثرة صيام، كثير العدل بين الملوك، وله صدقات جمَّة، وكان فيه دين وعبادة وحفظ عهد، وغير مُكترث لجمع المال ولا حفظه كما فعل مَن تقدَّمه. ومن وفائه وحفظ عهده أنه كانت له جارية قبل خلافته، فلم يتغيَّر عليها، ولا ابتاع غيرها، وكان قد امتنع عن قبول الخلافة إلا برضى القاهر، وقال له: «يا عَمِّ، أنت تعلم أنني مُخيَّر، فإن خلعت نفسك وسلَّمتها جلستُ، وكان الاسم لي فيها والمشورة إليك.» فسرَّه قوله وضمَّه إلى صدره وقال له: «يا ابن أخي، ظلمني أخوك الراضي، وقد طِبْتُ نفسًا بقولك.» ثم خلع نفسه وأنفذ إليه مائة ألف دينار من دفائن كانت عنده. وفي أيامه عمر جامع براثا (هو اليوم مسجد المنطقة على طريق الكاظمية)، وصُلِّيَت فيه الجمعة في جمادى الأولى من سنة 329 (شباط 941م)، وفي سنة ولايته سقطت القبة الخضراء في بغداد، وكانت تاج المدينة ومأثرة بني العباس، وهي من بناء المنصور، ارتفاعها ثمانون ذراعًا، وتحتها إيوان طوله عشرون ذراعًا في عشرين ذراعًا، وقد مرَّ وصف ما عليها من تمثال الفارس، فسقط رأس هذه القُبَّة في ليلة ذات مطر ورعد. وفي سنة 331 وصلت الروم أرزن وميا فارقين ونصيبين، فقتلوا وسبَوا، ثم طلبوا منديلًا في كنيسة الرها (وهو المنديل الذي مسح به المسيح وجهه فارتسمت صورته فيه) على أنهم يُطلقون جميع مَن سَبَوا، فأُرسِل إليهم وأطلقوا الأسرى. وفي هذه السنة سار توزون التركي (طوسون) فقصد بغداد، فدخلها في رمضان، فخلع عليه المتقي وولَّاه أمير الأمراء، ثم وقعت الوحشة بين المتقي وتوزون، فذهب الخليفة حتى صار في الرقة، فحضر هُناك الإخشيد بعد أن بلغه مُصالحة توزون، فقال للخليفة: أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وفجورهم وغدرهم، فالله الله في نفسك، سِر معي إلى مصر فهي لك وتأمن على نفسك. فلم يقبل. فرجع الإخشيد إلى بلاده، وخرج المتقي من الرقة إلى بغداد في 4 المحرم سنة 333، وخرج للقائه توزون، فالتقيا بين الأنبار وهيت، فترجَّل توزون وقبَّل الأرض، فأمره المتقي بالركوب فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيم كالذليل الحقير، فلما نزل فيه في السندية قبض عليه علي بن مقلة ومَن معه، ثم كُحل الخليفة بمسمار محمي، وأُدخل بغداد مسمول العينين، وقد أُخذ منه الخاتم والبُردة والقضيب، وأحضر توزون عبد الله ابن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولُقِّب المستكفي بالله، ثم بايعه المتقي المسمول، وأشهد على نفسه بالخلع من ذلك لعشرٍ بقين من المحرم، وقيل من صفر. ولم يحُل الحَول على توزون (2) حتى مات. وأما المتقي فإنه أُخرج إلى جزيرة مُقابلة للسندية، فسُجن بها إلى أن مات، وكانت مدة سجنه 25 سنة، وكانت وفاته في شعبان سنة 357 (يساوي تموز 968م). وفي أيام المتقي كان ابن حمدي اللص ضمنه ابن شيرازاد لمَّا تغلَّب على بغداد في سنة 332، اللصوصية بها بخمسة وعشرين ألف دينار في الشهر، فكان يكبس بيوت الناس علنًا في النهار، وبالمشعل والشمع بالليل، ويأخذ الأموال، وإذا قاومه المسروق قتله قتلًا لساعته، وكان هذا اللص رئيس جماعة حسنة التنظيم، كثيرة المفاسد، فكان الناس يتحارسون ليلًا بالبوقات، وكان ابن شيرازاد يستوفي ضمانه الشهري من ابن حمدي بالروزات (أي قسطًا يوميًّا، جمع روزة)، فعظُم شرُّه حينئذٍ، وهذا ما لم يُسمع بمثله. ثم إن أبا العباس السكورج الديلمي صاحب الشرطة ببغداد ظفر بابن حمدي ووسطه (أي شقَّه نصفين من الوسط) في جُمادى الآخرة من السنة المذكورة. وكانت مُدة خلافة المتقي 3 سنين، وعمره ستِّين سنة وأيامًا، ودُفن في دار إسحاق بدار البطيخ من محال الجانب الغربي من بغداد.
.................................................
1- وردت توزون مصحفه في الكتب التاريخية بصور مختلفة: تورون، ونوروز، وثورور، والصواب ما أوردناه، واليوم يسميه الترك: طوسون.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|