ليس ثمة شك في أن الحالة الصحية العامة لأي فرد ترتبط ارتباطا مباشرا مع ما يتناوله من غذاء، وعليه فإن موضوع الغذاء يعتبر من الموضوعات الأكثر أهمية التي ترتبط – على الأقل من وجهة نظر تكنولوجيا النانو – بالتطبيقات المتعلقة بالطب والرعاية الصحية. وقد صدقت المقولة الشهيرة التي نتداولها كثيرا، وهي أن العقل السليم في الجسم السليم. وليس بخاف على القارئ الكريم أن مئات الملايين من شعوب الدول النامية، يعانون أشد المعاناة من عدم توافر الغذاء. ومن المحزن والمخجل لنا أن نعلم أن أكثر من نصف وفيات الأطفال في العالم النامي يرجع إلى نقص الغذاء وعدم توافر المياه الصالحة للشرب. وعلى النقيض من هذا، تمثل وفرة الغذاء غير الصحي أيضا خطورة بالغة تؤدي بلا شك إلى آثار سلبية وخيمة على صحة الإنسان.

لذا، فقد جاءت هذه القضية المهمة ضمن أهم القضايا التي توليها تكنولوجيا النانو كل الاهتمام، خاصة أن تلك التكنولوجيا المتقدمة تمتلك الأدوات والقدرات على حل القضايا المتعلقة بتوفير الأمن الغذائي من خلال تغيير وتطوير التكنولوجيات المستخدمة في قطاع الزراعة، مثل تحسين خصوبة التربة الزراعية ورفع قدرتها على إنتاج المحاصيل والحبوب المختلفة. وقد كان لهذا الاهتمام المتزايد أبلغ الأثر في تشجيع أكثر من 600 شركة من الشركات المتخصصة أو ذات الصلة بالمجالات الزراعية وتصنيع المواد الغذائية في الاستثمار في مثل هذه المجالات الحيوية المرتبطة بصحة وأمن الإنسان وسلامته. وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية وتليها اليابان ثم الصين أكبر الدول الرائدة في مجالات توظيف تكنولوجيا النانو في الزراعة وتصنيع المنتجات الغذائية ومعالجتها ⁽¹⁾. هذا وينتظر أن يصل عدد هذه الشركات إلى أكثر من 1000 شركة خلال السنوات الثلاث المقبلة على الأكثر.

_________________________________________________
هوامش

(1) John Mongillo. Nanotechnology. Greenwood Press, London, 2007.