أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-26
1056
التاريخ: 2023-10-22
733
التاريخ: 2024-07-12
414
التاريخ: 2023-10-30
1010
|
تزوج كيكس ملك تراخيس في تساليا (وهو من ذرية أورورا) بهالكيوني ابنة الملك أيولوس حاكم الرياح. وقد ظل الزوجان عدة سنوات يحكمان في سعادة إلى أن مات شقيق كيكس، فصحِبَت موتَه عدةُ أحداث غريبة، فهبَّت عواصف هوجاء استمرت أمدًا طويلًا، وساد الشمسَ والقمر ظلامٌ حالك، واجتاحت البلادَ وحوشٌ ضارية مفزعة. فاعتقد كيكس أنه من الأفضل أن يستشير الآلهة. وعلى ذلك أعلن عزمَه على الإبحار إلى كلاروس في أيونيا؛ لاستشارة وحي أبولو بها، وحاولت زوجته أن تُثنيه عن عزمه؛ لأن ذلك الوقت كان موسم الزوابع والأعاصير، ولكنه لم يستمع لنصحها وصمم على الإبحار. فخرج في سفينة سارت به في عرض البحر نحو هدفه، غير أنه لما أوشك على الوصول إلى آخر رحلته هبَّت عاصفة عاتية حطَّمت سفينته فغرق، ولكنه، وهو يغوص تحت الماء نحو الأعماق، تلا صلاة نبتيون، طالبًا أن تحمل الأمواج جُثَّتَه حتى توصلها إلى وطنه، كي تدفنها هالكيوني. مرت الشهور وتعاقبت وهالكيوني تنتظر عودةَ زوجها في قلقٍ بالغ، فقدمت الصلوات والبخور والذبائح للآلهة، وعلى الأخص إلى جونو، وتوسَّلت إليها أن يعود زوجها سالمًا. وأخيرًا تأثرت جونو بتضرُّعاتها، ولكنها كيف يتسنى لها أن تفعل شيئًا لرجلٍ مات منذ مدةٍ طويلة؟ فاعتزمت أن تُعلِم هالكيوني بأنه ما عاد هناك أملٌ في عودته. استدعت جونو رسولتها إيريس، وأمرَتْها بأن تحمل رسالتها إلى سومنوس إله النوم، فأسرعت إيريس فوق قوسها المتعددةِ الألوان إلى أرض الظلام، حيث يقيم إله النوم النعسان، فوجدته يغط في سباتٍ عميقٍ داخل مغارة ليس بها أيُّ شعاع من ضوء، وتتسرب إليها جميع الأصوات التي في العالم، إما بحالتها كما هي أو مكتومة قليلًا. ويحوم حول تلك المغارة الداجية كثيرٌ من الأحلام، بعضها يجثم فوق رأس سومنوس نفسه، وهو راقد على سرير من الريش غارقًا في نومٍ دونه نوم الموت. فلقيَتْ إيريس مشقة كبيرة في إيقاظه، وأخيرًا وبعد لَأْي أمكنها إبلاغه برسالة جونو في وضوح. فلما علم ذلك الإله الثقيلُ الأجفانِ بما تطلبه جونو، نادى ابنه مورفيوس، وأمره بأن يرسل حلمًا إلى هالكيوني. وما كادت هذه الألفاظ تخرج من فمِ سومنوس حتى غلبه الكَرَى ثانية، فراح في سُباتٍ طويل، عندئذٍ أسرعت إيريس بالخروج من المغارة، وهي تذبُّ الأحلام بعيدًا عن وجهها، بينما تجد صعوبة بالغة في الاحتفاظ بيقظتِها. في تلك الأثناء طار مورفيوس نفسه إلى قصر كيكس، متخذًا صورة سيَّدِ ذلك البيت، وظهر للملكة هالكيوني، إلا أن صورته في الحلم كانت متغيرة تمامًا، تعلو وجهَه صفرةُ الموت، ويتساقط الماء من ثيابه المبتلَّة، فأخبر زوجته بأن عاصفة هبَّت على بحر إيجه، فأغرقت سفينته، وبأنه مات. وعندما اختفى الحلم، صحَتْ هالكيوني من نومها مذعورة، والدموع تنهمر من مآقيها منحدرةً على خدَّيْها. وما إن أقبل الصباح الباكر حتى انطلقت من فورها إلى البحر، وبينما هي تسير على الشاطئ أبصرت جسمًا غير واضح طافيًا على سطح الماء ويتجه نحوها، فلما اقترب ولمس الشاطئ عَرَفت أنه جثةُ زوجها. فلم تُطِقْ رؤية تلك الجثة التعيسة، وألقت بنفسها في الماء، ولكن جوبيتر أشفق عليها وهي تقفز وسط الأمواج، فحوَّلها إلى طائر يغرد حزينًا أثناء طيرانه فوق الماء، كما حول كيكس إلى طائر، فانضم ثانيةً إلى زوجته، وانحدرت منهما طيور القاوند. تأثر الملك أيولوس بوفاتهما، فمنح البحارة ميزة خاصة، فمنع هبوبَ الرياح قبل أن يبدأ الانقلاب الشتوي بسبعة أيام، وبعد نهايته بسبعةِ أيام. وبذا جعله موسمَ الهدوء والسلام، وعندئذٍ تجلس هالكيوني في عُشِّها الطافي على سطح الماء في هدوء. ويطلق البحارة على هذه المدة «أيام الهدوء»؛ إذ يُحرِّم ملك الرياح على جميع العواصف أن تهب، كي يولد أحفاده في هدوء.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|