أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-18
1115
التاريخ: 2024-07-01
552
التاريخ: 2023-10-05
1003
التاريخ: 2023-10-13
916
|
وعني ميخائيل بإقالة عثرة العاصمة وإعادتها إلى سالف مجدها، فترتب عليه ترميم الأحياء التي كانت قد التهمتْها النار، وتشييد المؤسسات الخيرية من جديد، واستهواء السكان للعودة إلى المدينة وضواحيها، وتوزيع ممتلكات البنادقة، وإيواء تجار جنوى، وتعهد الأسوار بالإصلاح، وإنشاء أُسطول حربي جديد. واشتدت رغبتُهُ في توطيد سلطته وحقه في الملك، فسمل عَيْنَي الولد يوحنا الرابع، وشَوَّهَ كاتم أسراره عمانوئيل هولوبولس؛ لأنه شهد بأم عينه الجريمة التي ارتُكبت بحق الفسيلفس الولد، وهال البطريرك أرسانيوس الأمر فوضع ميخائيل تحت الحرم الكنائسي، فأُنزل عن عرشه البطريركي ونفي، وتسنم هذا العرش جرمانوس رئيس أساقفة أدرنة، فدخلت الكنيسة في أزمةٍ شديدة دامت زمنًا طويلًا (1). ومال ميخائيل الثامن إلى الأشراف، وربط بالتزاوج بين كثير من أفرادهم وأفراد أسرته، وخصَّ أنسباءه بالوظائف الكبرى فجعل أخاه يوحنا القائد الأعلى للجيش، فامتعضت الأوساطُ الشعبيةُ، ومالت عنه وأيدت البطريرك أرسانيوس وانضمت إلى حزبه، وفي السنة 1272 أشرك ميخائيل ابنه البكر أندرونيكوس في الحكم فتوَّجه فسيلفسًا في السادسة عشرة من عمره وأزوجه من مريم ابنة أسطفان الخامس ملك المجر (2).
وقضت ظروفُ ميخائيل العسكرية والسياسية الدولية بالإنفاق، وقطعت المعاهدة مع جنوى موارد ثمينة، ففرغت خزينة ميخائيل من المال وتَعَسَّرَ عليه إسعادُ الدولة وتَعَذَّرَ(3)، وظهر النقص في أمانة أبناء جنوى فتألبوا على ميخائيل في السنة 1264 وتآمروا مع مانفرد عدو ميخائيل على تسليم القسطنطينية إلى الإفرنج، فتقرب الفسيلفس من البنادقة (4)، فخشي الجنويون سُوءَ العاقبة وقبلوا أن يتخلَّوا عن حيِّهم في داخل العاصمة، وأن يُقيموا خارجها عبر القرن الذهبي، فقامت غَلَطة مدينةً أجنبيةً عند مدخل العاصمة! (1265).
سياسته الخارجية
وتلخص سياسة ميخائيل الثامن الخارجية في أنه سالم المغول في آسية ليتسنى له فرضُ سُلْطَتِهِ على جميع ممتلكاتِ الروم السابقة في شبه جزيرة البلقان، وفي أنه بذل جهده للحيلولة دون قيام حملة صليبية جديدة لاحتلال القسطنطينية، فاضطر اضطرارًا إلى أن يَتَوَدَّدَ لحبر رومة، فيُعيد اتحاد الكنيستين ليضمن معارضته لكل مشروع صليبي يؤدي إلى السيطرة على القسطنطينية. ففي السنة 1262 أَطْلَقَ من الأسر وليم فيلهردوان الذي كان قد وقع في يد الروم سنة 1259 بعد موقعة بالاغونية؛ لقاء يمين الطاعة والولاء للفسيلفس، ولقاء تحويل ثلاث قلاع من قلاعه في أقصى المورة إلى الروم، وكان قد وصل البابا أوربانوس الرابع إلى السدة الباباوية في السنة 1261 وبعد سقوط القسطنطينية في يد الروم، وكان هذا البابا يرغب رغبة شديدة في إعادة اللاتين إلى سابق حكمهم في القسطنطينية فحلَّ وليم فيلهردوان من يمينه، فحاول ميخائيل التقرب من مانفرد ملك صقلية فلم يُفلح، فتقرَّب من البابا الجديد وأغراه باتحاد الكنيستين، فعدل أوربانوس الرابع عن فكرة الحملة على القسطنطينية، وبدأت المفاوضاتُ في اتحاد الكنيستين، ولكن أوربانوس تُوُفي في الثاني من تشرين الأول سنة 1264، وخلف أوربانوس الرابع إقليمس الخامس، فعضد هذا البابا كارلوس آنجو في مطامعه في صقلية، وكانت حرب بين كارلوس ومانفرد انتهت في السنة 1266 بسُقُوط مانفرد في ميدان القتال، فعاد ميخائيل الثامن يُفاوض هذا البابا الجديد في أَمْرِ اتحاد الكنيستين؛ خوفًا من مطامع كارلوس، وغدا هذا البابا أَشَدَّ اندفاعًا من سلفيه في إعادة الإمبراطورية اللاتينية في الشرق، فصارح ميخائيل مهددًا بأنه لا يضمن له شيئًا قبل أن يخضع الفسيلفس وكنيسته وإكليروسه لسلطته دون قيد أو شرط (1267)(5) . وتابع كارلوس آنجو ملك صقلية استعداداته للعمل السياسي الحربي في الشرق، فاستمال زعماء عساكر مانفرد في إبيروس، وحالف أمير المورة اللاتيني، ووَقَّعَ معاهدةً مع بلدوين الثاني إمبراطور القسطنطينية السابق، حَدَّدَ فيها توزيعَ الغنائم (1267)، وتُوُفي إقليمس الرابع في 29 من تشرين الثاني سنة 1268، وانقسم الكرادلة على بعضهم، فغَدَت السدة الباباوية شاغرةً سنتين وتسعةَ أَشْهُر، فخشي ميخائيل سُوءَ العاقبة، فلَجَأَ إلى لويس التاسع ملك فرنسة راجيًا وَضْعَ حَدٍّ لمطامع أخيه كارلوس آنجو في ممتلكات الروم، مؤكدًا استعدادَه للاعتراف بسلطة البابا وقرب اتحاد الكنيستين (6)، فأحال لويس هذا الاقتراح إلى مجمع الكرادلة وأوقف أخاه عن القسطنطينية ووجهه نحو تونس (7).
................................................
1- Pachymeres, G., Mich., IV, 9–12
2- Dolger, F., Regesten, 1994-1995
3- Ostrogorsky, G., Gesch. Des Byz. Staates, 341-342
4- Dolger, F., Regesten, 1928, 1934
5- Dolger, F., Regesten, 1943, 1947
6- Dolger, F., Regesten, 1968, 1971
7- Bréhier, L., Ambassade Byzantine devant Tunis, (Mélanges Iorga) , 139–146
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|