أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-28
304
التاريخ: 2023-09-26
968
التاريخ: 2023-10-26
1080
التاريخ: 2023-11-02
977
|
وقال الروم بأن الدولة والكنيسة شخصٌ واحدٌ، يُديره الفسيلفس والبطريرك، وأَنَّ الأول يتسلط على الجسم والثاني على الرُّوح، وأنه لا دولةَ بِدُون كنيسة ولا كنيسة بدون دولة (1)، ولا يَخفى أَنَّ الآباء الأولين رأوا في شخصِ قسطنطين الكبير الداعيَ الأكبرَ للنصرانية فمنحوه لقب المساوي للرسل Isapostolos وأن أحدًا مِنْ خُلفائه المسيحيين لم يتنازلْ عن هذه المنحة وأن أساقفة المجامع المسكونية نادَوا مرارًا بالفسيلفس حبرًا أعظم Pontifex Maximus لأنهم رأوا فيه ابنًا روحيًّا أعلى وأكبر من المؤمنين العاديين، ومن هنا — في الأرجح — نشأتْ هذه الامتيازات الروحية التي تَمَتَّعَ بها ملوكُ الروم في داخل الكنيسة، كمَنْح ولي العهد إكليلَ الإكليروس، والسماح للفسيلفس بالدفاع في أثناء مسحه فسيلفسًا كأنه شماس، ودخوله إلى الهيكل من الباب الملوكي وتناوُله الذبيحة بيده عن المائدة (2). وأدَّى هذا التمسك الشديد بالنصرانية والتعصُّب لها إلى انقسامات وتحزبات آلتْ في بعض الأحيان إلى العنف والإخلال بالأمن، واضطر الفسيلفس أن يتخذ موقفًا معينًا من بعض العقائد الدينية، فكان يلجأُ عادة إلى دعوة المجامع المحلية والمسكونية، فيرعاها بعنايته وينفذ مقرراتها، وكان في بعض الأحيان يفرض الحل فرضًا، فإما أن يؤيد هذا الفريق أو ذاك أو أن يقترح حلًّا لا يرضي هذا أو ذاك كما فعل هرقل عندما اقترح القول بالمشيئة الواحدة (3). وكان على الفسيلفس أيضًا أن يتدخل في شئون الكنيسة؛ للمحافظة على نظامها، وتنفيذ قراراتِ مجامعها وأصحاب السلطة فيها، فقضى أحد قوانين يوستنيانوس الكبير (535) بأن يحافظ على شرف الكهنوت، فيقول كلمته في انتقاء الكهنة والأساقفة (4)، وقال بعض كبار رجال الناموس بوجوب ترؤُّس الفسيلفس للمجامع ووجوب إشرافه على تنفيذ مقرراتها وتدخُّله لضبط سلوك الكهنة وللتثبت من صحة أحكام الأساقفة (5). وكان للفسيلفس أيضًا أن يتدخل، فيقرر بعضَ الأعياد الكنائسية الرسمية؛ فيوستينوس الأول (518–527) هو الذي عَمَّمَ الاحتفالَ بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من كانون الأول، ويوستنيانوس الكبير هو الذي ثَبَّتَ عيد دخول المسيح إلى الهيكل في الثاني من شُباط (6)، وموريقيوس (582–602) هو الذي قرر الخامس عشر من آب عيدًا لانتقال العذراء (7)، ويعود الفضل في الاحتفاء بعيد النبي إلياس في العشرين من تموز إلى باسيليوس الأول (867–886) فإنه كان شديد التعلق به والتوسل إليه،(8) وفي السنة 1166 تَدَخَّلَ الفسيلفس عمانوئيل كومنينوس، فجعل الأعيادَ الكنائسية أنواعًا، منها ما تجب البطالةُ فيه طوال النهار، ومنها ما تنتهي البطالةُ فيه عند الانتهاء من خدمة القداس(9).
............................................
1- Epanagoge, II–III; Treitinger, O., Die Ostromische Kaiser und Reichsidee, 158-159
2- Bréhier, L., Institutions, 432
3- Bréhier, L., Institutions, 432–435
4- Lingenthal, Z., Nov. Just., 16 Mars, 535
5- Jus Graeco-Romanum, V, Responsio II; Patrologia Graeca, Balsamon, 93
6- Pargoire, Eglise Byzantine, 114; Leclercq, H. Dict. d’Arch. Chrét. XII, 910–916, XIV, 1720
7- Dolger, F., Regesten, 147
8- Theophanes Continuatus, V, 8
9- Dolger, F., Regesten, 1466
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|