أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-04
1047
التاريخ: 2023-11-04
1037
التاريخ: 2023-10-21
767
التاريخ: 2023-12-24
1082
|
ولم ترضَ ثيوفانو الفسيلسة الأم عن حياتها الزوجية مع نيقيفوروس؛ نظرًا للتفاوُت في السن بينهما، ونظرًا لانهماك نيقيفوروس بمشاغله وتشاغله عنها، وكان ابن أخته يوحنا جيمسكي Jean Tzimisces جميل الصورة ولا يزال في الخامسة والأربعين من عمره، فأحبتْه ثيوفانو فأبعده نيقيفوروس عن القسطنطينية، فأخذت ثيوفانو تسعى لإرجاعه، فأقنعت زوجها نيقيفوروس برَقِيقِ أُسلوبها فأَرْجَعَهُ إلى البلاط، وكانت مؤامرة بين ثيوفانو ويوحنا، فذبح نيقيفوروس في غرفته ذبحًا في العاشر من كانون الأول 969 وأسلم الروح وهو ينادي «يا والدة الإله!» وفي الغد نُودي بيوحنا جيمسكي فسيلفسًا بالاشتراك مع باسيليوس وقسطنطين القاصرين. وبقي الفسيلفس الجديد أُسبوعًا كاملًا في القصر لا يخرج منه، ثم نزل إلى كنيسة الحكمة الإلهية ليتوِّجه فيها البطريرك المسكوني بوليفاكتوس، غير أن هذا الشيخ الورع لم يسمح للفسيلفس بالدخول إلى الكنيسة إلا بعد أن يقوم بأمور ثلاثة: أولها أن يطرد ثيوفانو المجرمة من البلاط، والثاني أن يعترف بالقاتل أيًّا كان، والثالث أن يُرجع للمجمع المقدس حق انتخاب الأساقفة، وأن يترك البَتَّ في الأُمُور الكنائسية للمجمع، فأذعن الفسيلفس ونفى ثيوفانو من القسطنطينية، واعترف باسم القاتل ونفاه، وأعاد إلى المجمع المقدس ما كان نيقيفوروس قد أخذه منه، وتوِّج فسيلفسًا في الخامس والعشرين من كانون الأول من السنة 969 في كنيسة الحكمة الإلهية (1) . وكان يوحنا جيمسكي أرمني الأصل يمت بصلة النسب عن طريق والده إلى غرغون القائد، وعن طريق أُمِّهِ إلى العائلة فوقاس، وكان يُدعى بالأرمنية شمشقيق، ومن هنا اسمه في المراجع العربية المعاصرة. وكان قصير القامة، جميل الصورة، شجاعًا، باسلًا، لطيفًا، كريمًا، متزنًا، صبورًا، وكان قد اشترك في معظم حروب نيقيفوروس، فعرفه الجنود وأَحَبُّوهُ وتعلقوا به (2)، ورأى الفسيلفس الجديد أنه لا بد مِنْ أَنْ يتسلم قيادة جيشه بنفسه، فأعاد إلى إدارة دفة الحكم البراكيمومان باسيليوس ليكابينوس الذي كان قد خرج من البلاط في عهد نيقيفوروس الفسيلفس (3).
عنايته بالكنيسة: وأَحَبَّ يوحنا جيمسكي الكنيسة، وجالس رجالها — ولا سيما الرهبان — وأصلح ما بين رُهبان جبل آثوس وبين النُّسَّاك فيه، وأصدر في السنة 970 «البراءة الذهبية»، فأسس بها اتحادَ جماعاتِ جبل آثوس(4)، وكان بطريرك أنطاكية قد قُتل في أثناء الحصار، وقبل دُخُول الروم إليها، وكان الموقفُ السياسيُّ في سورية لا يزال حرجًا، فطلب الفسيلفس في السنة 970 نفسها إلى البطريرك المسكوني ومجمعه المحلي أن ينتخبوا بطريركًا على أنطاكية وسائر المشرق، واقترح انتخابَ الراهب ثيودوروس، فَتَمَّ انتخابُهُ وتكريسُهُ في الثامن والعشرين من كانون الثاني (5)، ثم تُوُفي بوليفكتوس البطريرك المسكوني، فرشَّح الفسيلفس راهبًا من رُهبان جبل أوليمبوس باسيليوس لهذا المنصب السامي، وقَدَّمَه بنفسه إلى المجمع، وكان لا يزال لابسًا القلنسوة الجلدية، فَتَمَّ انتخابُهُ وسِيمَ بطريركًا في التاسع والعشرين من كانون الثاني من السنة 970(13). وفي السنة 974 وشي إلى الفسيلفس بأن باسيليوس البطريرك وعد شخصية كبيرة بالتاج، فاستدعاه الفسيلفس ليمثل أمام مجلس القضاء الأعلى، فرفض البطريرك وطلب محاكمته أمام مجمع مسكوني، فخلعه الفسيلفس ونفاه ورشح راهبًا آخر، هو أنطونيوس الأستوديتي، فانتخبه المجمع خلفًا لباسيليوس. ويرى بعض رجال الاختصاص أن الدافع لخلع باسيليوس كان رفضه مجاراة الفسيلفس في سياسته في إيطالية التي قَضَتْ بقطع العلاقات مع كنيسة رومة (6).
.............................................
1- Schlumberger, G., Jean Tzimisces, (Epopée Byz.) Vol. I.
2- Schlumberger, G., Op. Cit., I. 4.
3- Dolger, F., Regesten, 725.
4- Dolger, F., Regesten, 745; Meyer, Ph., Die Haupturkunden der Athos-Kloster, 141–151.
5- Schlumberger, G., Epopée Byz. I, 32–36.
6- Gfroerer, Byzantinische Gesch. II, 255; Fliche ET Martin, Hist. de l’Eglise, VII, 761.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|