أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-20
1059
التاريخ: 2024-05-20
677
التاريخ: 2024-11-13
301
التاريخ: 2023-08-22
1038
|
وتُوفي هرمز الثاني ابن نرسي في السنة 309 بعد الميلاد وأوصى بالملك لشابور ابنه وهو لا يزال جنينًا، فدام السلم بين فارس وبين رومة زمنا طويلًا، وشب شابور الثاني وتسلم أزمة الحكم، فهاله انتشار النصرانية وعطفُ قسطنطين عليها؛ خصوصا لأنها كانت قد انتشرت بين رعاياه في بابل وطيسفون وجند شابور وآشور وغيرها. ولأن تيريداتس الثالث ملك الأرمن كان قد تقبلها في السنة 301، فتطورت الخصومة بين شابور وزميله الروماني وأصبح النزاع بينهما نزاع عقائد بعد أن كان نزاعًا ماديًا استراتيجيا – كما سبق أن أشرنا – وهكذا، فإننا نرى شابور يعقد مجمعًا زرادشتيا يضم أئمة الدين الفارسي في السنة نفسها التي عقد فيها قسطنطين الكبير المجمع المسكوني الأول، فيقر نصا رسميًّا نهائيا لكتاب الفستا، ونراه ينزل بنصارى بلاده بين السنة 340 والسنة 379 اضطهادات قاسية واسعة النطاق لأنهم دانوا بدين قيصر وشاطروه المحبة والعطف والولاء (2). وكادت الحرب تقع قبيل وفاة قسطنطين الكبير في السنة 337 – كما سبق أن أشرنا – فقطع ذو الأكتاف الحدود في السنة 338، وحاصر نصيبين، ثم عاد إليها في السنة 346، وفي السنة 348 جَرَتْ موقعة ليلية في منطقة سنجار، وفي السنة 350 طلب ذو الأكتاف تغرانوس السابع ملك أرمينية للمفاوضة، فأسره ومضى به إلى بلاده. ويقال إنه سمل عينيه؛ لأنه كان نصرانيا مثل سلفه. وفي السنة نفسها مشى ذو الأكتاف إلى نصيبين للمرة الثالثة وشارف أسوارها مستعينا بالفيلة التي استقدمها من الهند، ولكنه أخفق مرة أخرى وارتد على أعقابه لدرء خطر الشينيين الذين تدفقوا على فارس من الشمال والشرق. وفي السنة 355 جدد ملك أرمينية أرشاك الثالث (351-367) التحالف الروماني الأرمني، وتزوج من أوليمبياس خطيبة قسطنس السابقة، فأقضَّ ذلك مضجع شابور الثاني ذي الأكتاف واستفزه للحرب؛ وخصوصًا لأن عامله في بابل كان قد جرأه بما بالغ له في تصوير المشاكل التي كان يُعانيها قسطنديوس الإمبراطور في الغرب، وعبر شابور دجلة في جيش عظيم في السنة 358 فتجاوز نصيبين هذه المرة ولم يحاصرها بل زحف على آمد «ديار بكر» فأخذها عنوةً بعد حصار دام شهرين. وكان قسطنديوس لا يزال في سيرميوم في إيليرية يعالج بعض المشاكل الدينية المسيحية، ولا سيما علاقة الآب بالابن فقام منها إلى القسطنطينية وبقي فيها طوال شتاء السنة 359- 360. وفي ربيع السنة 360 نهض من القسطنطينية مُجَابَهَة الخطر الفارسي، ولدى وصوله إلى قبدوقية سمع بخيانة ابن عمه يوليانوس، فلم يكترث لها؛ لأنه كان يجهل مواهب هذا الزميل الجديد، وكان شابور ذو الأكتاف قد استأنف الحرب فاحتل سنجار، ثم اتجه منها إلى بيت زبدي «جزيرة ابن عمر» على ضفة دجلة الغربية وحاصرها، فحاول قسطنديوس أن يفك هذا الحصار فلم يفلح، وسقطت بيت زبدي في يد الفرس في خريف السنة 360، وأقبل فصل الشتاء فتوقفت الأعمال الحربية ولبث قسطنديوس في أنطاكية، وفيها احتفل بزواجه الثاني بعد وفاة يوسيبية زوجته الأولى. وكانت حاشية قسطنديوس لا تزال توغر صدره على ابن عمه يوليانوس، بينما خطر الفرس في الشرق يتعاظم، فطلب الإمبراطور إلى ابن عمه القيصر أن يوافيه بأحسن ما عنده من الجند للصمود في وجه الفرس، ويقال إن يوليانوس مَالَ إلى تلبية الطلب ولكن جنوده تمردوا احتجاجًا ونادوا به إمبراطورًا في باريز في السنة 360. وكتب يوليانوس إلى قسطنديوس يرجو منه الاعتراف بما تم ولكن قسطنديوس أصَرَّ عليه أَنْ يَتَنَازَلَ ويثبت الطاعة، فاضطر يوليانوس أنْ يزحف بجُنده على الشرق، وسار قسطنديوس من أنطاكية إلى القسطنطينية فالغرب لمنازلة خصمه، ولكنه مرض وهو لا يزال في طرسوس، واشتد الخطر على حياته فاعتمد بيد أسقف أنطاكية الأريوسي افزويوس، وتوفي على مسيرة يوم من طرسوس في الثالث من تشرين الثاني سنة 361 وأجمل ما يُذكر عنه أنه عندما أشرف على التلف أوصى بأن يكون يوليانوس نفسه خلفًا له.
...........................................
1- «وقصد اليمامة وأكثر في أهلها القتل وغور مياه العرب، وسار إلى قُرب المدينة، وفعل كذلك وكان ينزع أكتاف رؤسائهم ويقتل، فسموه شابور ذا الأكتاف (ابن الأثير، ج 1، ص 229، الطبعة المنيرية).
2- Acta Martyrum et Sanctorum, II, 136, 143
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|