المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Fibrin Meshwork Formation: Proteolytic cascade
6-1-2022
وظائف عناوين الصحف
7-8-2021
Plate count method APHA 2001 for Clostridium perfringens in foods
10-3-2016
مسنونات الركوع
2024-09-11
العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي العوامل المناخية – التساقط
14-7-2022
دعاء لوجع العين ـ بحث روائي
18-10-2016


آية التطهير وحديث الكساء  
  
3750   06:09 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص449-452
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

آية التطهير وحديث الكساء , قال الله تعالى في سورة الأحزاب {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد قال : نزلت في خمسة في النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) وفي الإصابة قالت أم سلمة : في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم (اه) أقول : الذي في المستدرك وتلخيصه صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه .

وفي الدر المنثور : أخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة قالت في بيتي نزلت : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجللهم (صلى الله عليه وآله) بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله الآية وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا على باب البيت قلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال إنك إلى خير أنك من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فاخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بفضلة ازاره فغشاهم إياه ثم أخرج يده من الكساء وأومأ إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة فأدخلت رأسي في الستر فقلت : يا رسول الله وأنا معكم ؟ فقال إنك إلى خير مرتين .

ورواه في أسد الغابة بسنده عن أم سلمة نحوه .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا (عليه السلام) فلم أجده ، فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوه فجاء مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين فاقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }، ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عامر بن سعد عن سعد : نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي أهل بيتي وبسنده عن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب : لما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الرحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية مَن يا رسول الله قال أهل بيتي علي وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم فالقى عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد وانزل الله عز وجل الأحزاب {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قال هذا حديث صحيح الاسناد وقد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله .

وفي الدر المنثور : أخرج الطبراني عن أم سلمة قالت جاءت فاطمة إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك قالت هو في البيت قال اذهبي فادعيه وابنيك فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي يمشي في اثرهما حتى دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأجلسهما في حجره وجلس علي عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره قالت أم سلمة فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت أقول هكذا في النسخة ولعل الصواب فاخذ ولم تذكر ما صنع بالكساء والظاهر أنه جللهم به وقال ما تقدم وترك ذكر

ذلك إحالة على ما مر .

قال وأخرج الطبراني عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة ائتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فالقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال اللهم إن هؤلاء أهل محمد وفي  لفظ آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم أنك حميد مجيد قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال إنك على خير .

وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال كان يوم أم سلمة أم المؤمنين فنزل جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه الآية إنما يريد الله الآية فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة فانا معهم يا نبي الله فقال أنت على مكانك وإنك على خير . وأخرج ابن أبي شيبة واحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين عن عائشة قالت خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين فادخلهما معه ثم جاءت فأدخلها معهما ثم جاء علي فادخله معهم ثم قال

{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد قال نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع قال جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلي حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد على فخذه ثم

لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} الآية .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول الصلاة يا أهل البيت الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية . وروى الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم بسنده عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري : لما دخل علي بفاطمة جاء النبي (صلى الله عليه وآله) أربعين صباحا إلى بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} الآية أنا حرب لمن حاربكم أنا سلم لمن سالمتم وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء : حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال الصلاة الصلاة {إنما يريد الله} الآية .

وأورده ابن خالويه في كتاب الآل عن نافع بن أبي الحمراء نحوه .

وفي الدر المنثور : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس : شهدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات .

وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول {إنما يريد} الآية .

في كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى للسمهودي : أسند يحيى عن أبي الحمراء شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعين صباحا يجئ إلى باب علي وفاطمة وحسن وحسين حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله الآية قال وفي رواية له رابطت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي كل يوم وفي رواية عند صلاة الصبح فيقول الصلاة الصلاة ثلاث مرات {إنما يريد الله} الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصهم برحمته .

قال وحدث الضحاك بن مزاحم أن نبي الله كان يقول نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم (اه) الدر المنثور .

قال علي القاري في شرح الشفا للقاضي عياض بعد ذكر الآية : أراد باهل البيت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) لأنهن في بيته وروي ذلك عن ابن عباس ، قال وعن أبي سعيد الخدري وجماعة من التابعين أنهم علي وفاطمة والحسن والحسين قال ولا منع من الجمع وأما تخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما لما ورد أنه (عليه السلام) خرج غداة يوم وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فادخله فيه ثم الحسين فادخله ثم فاطمة فأدخلها ثم علي فادخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واحتجاجهم على عصمتهم وكون إجماعهم حجة فمردود بان تخصيصهم بكونهم أهل البيت يكذبه ما قبل الآية وما بعدها والحديث إنما هو مؤذن بأنهم من أهله لا أن غيرهم ليس باهله (اه) .

أقول : الجمع الذي أشار إليه بقوله ولا منع من الجمع يرده صريح ما حكاه عكرمة عن ابن عباس من أنها نزلت في نساء النبي خاصة وقوله إنما هو نساء النبي بصيغة الحصر فالجمع بما ذكر غير ممكن على أن قوله هؤلاء أهل بيتي كالنص في انحصار أهل البيت فيهم فإنه بمنزلة الجمع المضاف المفيد للعموم كقولنا هؤلاء علماء البلد ولو أراد ما ذكر لقال هؤلاء من أهل بيتي وإرادة البعض بهذا اللفظ سمج مستهجن فهو بمنزلة التفسير للآية وكذا ما في رواية الخدري من أنها نزلت في خمسة فان مفهوم العدد الوارد في مقام البيان يمنع من إرادة الأزيد ولو لم نقل به في غيره على أن قول أم سلمة أ لست من أهل البيت أو أنا معكم أو معهم وقوله (صلى الله عليه وآله) لها إنك إلى خير انك من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) أو أنت على مكانك وإنك إلى خير ورفعها الكساء لتدخل معهم وجذبه من يدها وقوله انك على خير نص صريح في خروج النساء من أهل البيت فبطل قول القاري ان الحديث إنما هو مؤذن بأنهم من أهله لا أن غيرهم ليس باهله وحيث ظهر أنه لا يمكن الجمع فاما أن نقول أن المراد النساء خاصة كما قاله عكرمة وعروة أو الخمسة خاصة كما في باقي الروايات والأول باطل لانفرادهما به فلا يعارض الروايات الكثيرة المستفيضة التي رواها مشاهير علماء الاسلام ورواتهم وأودعوها كتبهم المشهورة المعتمدة كما سمعت على أن عكرمة حكي عنه أنه كان يرى رأي الخوارج وعروة منحرف عن علي (عليه السلام) وأهل بيته مع أن الظاهر إن ذلك رأي رأياه ولعلهما أخذاه من كون الآيات قبلها وبعدها في نساء النبي فلا يعارض الروايات المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن اختصاصها بالأزواج كما يقولان ينافيه تذكير الضمير وأما كون ما قبل الآية وبعدها في الأزواج فلا يضر لوجوب رفع اليد عن هذا الظهور لو فرض بتذكير الضمير وما دل من الروايات على خروج النساء كما عرفت إذ النص مقدم على الظاهر ومراعاة السوق في القرآن الكريم غير لازمة وكون ترتيبه على ترتيب نزوله غير معلوم لو لم يكن معلوم العدم ويدل على خروج الأزواج من أهل البيت مضافا إلى ذلك أحاديث الثقلين الآتية في الجزء الثالث في أدلة إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) فان فيها أنه سئل زيد بن أرقم فقيل له أ ليس نساؤه من أهل بيته فأجاب منكرا ذلك : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده .

وفي رواية أخرى فقلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال لا لأن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.