أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019
![]()
التاريخ: 30-01-2015
![]()
التاريخ: 30-01-2015
![]()
التاريخ: 2-5-2016
![]() |
لما توادع علي ومعاوية بصفين اختلفت الرسل فيما بينهما رجاء الصلح فأرسل علي إلى معاوية عدي بن حاتم وشبث بن ربعي ويزيد بن قيس الأرحبي وزياد بن حصفة التميمي فدخلوا على معاوية فحمد الله عدي بن حاتم وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ويحقن الله به دماء المسلمين وندعوك إلى أفضلها سابقة وأحسنها في الاسلام آثارا وقد اجتمع له الناس فلم يبق أحد غيرك وغير من معك فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بمثل يوم الجمل فقال معاوية كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا هيهات يا عدي كلا والله أني لابن حرب ما يقعقع لي بالشنان أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان وإنك لمن قتلته وقال له شبث وزياد بن خصفة أتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب الأمثال لنا دع ما لا ينفع من القول والفعل واجبنا فيما يغمنا وإياك نفعه وقال يزيد بن قيس أن صاحبنا لمن عرفت وعرف المسلمون فضله ولا أظنه يخفى عليك أن أهل الدين والفضل لن يعدلوك بعلي فاتق الله يا معاوية ولا تخالف عليا فانا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ولا أزهد في الدنيا ولا أجمع لخصال الخير كلها منه فقال معاوية : إنكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة فاما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي وأما الطاعة لصاحبكم فانا لا نراها ، إن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جماعتنا وآوى ثارنا وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله فنحن لا نرد ذلك عليه فليدفع إلينا قتلته لنقتلهم به ونحن نجيبكم إلى الطاعة و الجماعة فقال شبث بن ربعي أ يسرك أنك أمكنت من عمار بن ياسر فقتلته قال وما يمنعني من ذلك والله لو أمكنني من ابن سمية ما قتلته بعثمان ولكن بنائل مولى عثمان فقال له شبث وإله السماء ما عدلت معدلا لا والله لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها فقال له معاوية لو كان ذلك كانت عليك أضيق ؛ ورجعوا فبعث معاوية إلى زياد بن خصفة فقال له يا أخا ربيعة إن عليا قطع أرحامنا وقتل إمامنا وآوى قتلة صاحبنا وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك ولك علي عهد الله وميثاقه إذا ظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت فقال له زياد إني لعلى بينة من ربي وبما أنعم علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ثم قام فقال معاوية لعمرو بن العاص وكان إلى جانبه ليس يتكلم رجل منهم بكلمة تخالف صاحبه ما لهم قصمهم الله ما قلوبهم إلا قلب رجل واحد وبعث معاوية إلى حبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس السلمي فدخلوا على علي ؛ فقال حبيب بن مسلمة ان عثمان كان خليفة مهديا فاستثقلتم حياته فعدوتم عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به فان قلت أنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم .
فقال له علي : وما أنت لا أم لك والولاية والعزل والدخول في هذا الأمر اسكت فإنك لست هناك ولا باهل لذاك فقال حبيب بن مسلمة أما والله لتريني حيث تكره فقال له علي وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك اذهب فصوب وصعد ما بدا لك فلا أبقى الله عليك إن أبقيت فقال شرحبيل إن كلمتك فلعمري ما كلامي إياك إلا كنحو من كلام صاحبي فهل لي عندك جواب غير الذي أجبته به فقال علي (عليه السلام) عندي جواب غير الذي أجبته به لك ولصاحبك ثم ذكر كلاما قال في آخره : ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه فسار إليه ناس فقتلوه ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فأبيت عليهم فقالوا لي ان الأمة لا ترضى إلا بك وأنا نخاف ان لم تفعل أن يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعني الا شقاق رجلين قد بايعاني وخلاف معاوية إياي الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين ولا سلف صدق في الاسلام طليق ابن طليق وحزب من الأحزاب لم يزل لله ولرسوله وللمسلمين عدوا هو وأبوه حتى دخلا في الاسلام كارهين مكرهين فعجبنا لكم ولأجلابكم معه وانقيادكم له وتدعون أهل بيت نبيكم (صلى الله عليه واله) الذين لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ولا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس إني أدعوكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيكم (صلى الله عليه واله) وإماتة الباطل وإحياء معالم الدين فقال له شرحبيل ومعن بن يزيد أ تشهد أن عثمان قتل مظلوما فقال اني لا أقول ذلك قالا فمن لم يشهد أنه قتل مظلوما فنحن براء منه ثم انصرفا فقال علي (عليه السلام) إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم الآية ثم أقبل على أصحابه فقال لا يكن هؤلاء بأولى بالجد في ضلالتهم منكم في حقكم . ثم مكث الناس حتى دنا انسلاخ المحرم فقال
حابس بن سعيد الطائي وكان صاحب لواء طئ مع معاوية وقتل معه :
أما بين المنايا غير سبع * بقين من المحرم أو ثماني
أ ينهانا كتاب الله عنهم * ولا ينهاهم السبع المثاني
فلما انسلخ المحرم و استقبل صفر سنة 37 بعث علي نفرا من أصحابه فيهم مرثد بن الحارث الجشمي حتى إذا كانوا من عسكر معاوية بحيث يسمعونهم الصوت نادى مرثد عند غروب الشمس : يا أهل الشام أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يقولون لكم أنا والله ما كففنا عنكم شكا في أمركم ولا بقيا عليكم وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم ثم انسلخ وإنا قد نبذنا إليكم على سواء أن الله لا يحب الخائنين وفي رواية أمره فنادى يا أهل الشام الا أن أمير المؤمنين يقول لكم إني قد استنبذتكم واستأنيتكم لتراجعوا الحق وتنيبوا إليه واحتججت عليكم بكتاب الله ودعوتكم إليه فلم تتناهوا عن طغيان ولم تجيبوا إلى حق وإني قد نبذت إليكم على سواء أن الله لا يحب الخائنين فثار الناس إلى أمرائهم ورؤسائهم وخرج معاوية وعمرو بن العاص يكتبان الكتائب ويعبيان العساكر وأوقدوا النيران وجاؤوا بالشموع وبات علي ليلته كلها يعبي الناس ويكتب الكتائب ويدور في الناس ويحرضهم .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|