أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-08
1176
التاريخ: 1-6-2016
2127
التاريخ: 1-6-2016
2687
التاريخ: 25-2-2022
2812
|
ونعود إلى كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» من جديد إن الأرض مستديرة؛ لأنه ينبغي لها أن تكون كذلك. وهنا يأتي البرهان الثاني القائم على الرصد، وهو أيضًا مما ذكره بطليموس بأسلوبه الأكثر أناقة: إذا سافرنا باتجاه الشمال نجد النجوم الواقعة في أقصى الشمال لم تعد تأفل، في حين أن النجوم الواقعة إلى أقصى الجنوب لم تعد تشرق. وبالمصطلحات الفنية التي كان كوبرنيكوس يجد متعة في استخدامها «القبة الشمالية لمحور الدوران اليومي» للحركة الظاهرة لتلك النجوم «تتحرك تدريجيا لتصبح فوق رؤوسنا، بينما تتحرك النجوم الأخرى لأسفل»؛ ومن ثم تغيب عن الأنظار «بنفس المقدار». وإذا اتجهنا جنوبًا يحدث العكس. ولو كانت الأرض مسطحة، لكانت الزاوية التي نشاهد بها تلك النجوم تغيَّرت تبعًا لموقعنا، لكن الكوكب ذاته ما كان ليحجبها عنا. لكن من الواضح أنها تُحجب عن أنظارنا. وهذه حجة بالغة القوة تؤيد تحدب الأرض على أقل تقدير، ويمكن أن يفهم منها بشدة أنها كروية؛ حيث إنه لم يكتشف أي مسافر عن طريق البحر بعد أي حافة لها؛ الواقع أنه قبل واحد وعشرين عاما من نشر كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، لم تحل وفاة ماجلان دون إتمامنا لأول دورة حول محيط الأرض بالكامل.
(حول موضوع الاتجاه شمالا، تجدر الإشارة إلى ملحوظة: من وجهة نظرنا التي تستند إلى عدم مركزية الأرض بالنسبة للكون، يعتبر القطب الشمالي واحدًا من نقطتي نهاية لمحور دوران الأرض. ولكن ما تلك المصادفة التي حدد بها السابقون على كوبرنيكوس موضع الشمال في نفس الاتجاه الذي حددناه نحن؟ الإجابة تجريبية، وهي بابلية كذلك. إن ظِلَّ عقرب المزولة، أو العصا الشمسية، يظل في حالة تغير مستمر وفق الحركة الظاهرية للشمس؛ لكنه وقت الظهيرة من كل يوم؛ أي تلك اللحظة التي يكون فيها الظل أقصر ما يمكن يظل اتجاه الظل هو نفسه على الدوام. وذلك الاتجاه – في نصف الكرة الشمالي على الأقل – هو الشمال.)
وبالمثل على كوبرنيكوس أن يعترف بالفضل لبطليموس بسبب ما يلي: «أضف إلى ذلك مسألة أن قاطني المشرق لا يرون حالات كسوف الشمس وخسوف القمر التي تحدث مساءً، كما أن قاطني الغرب لا يشاهدون حالات الكسوف والخسوف الصباحية ... ولو كانت الأرض مسطحة لأمكن للجميع مشاهدة تلك الحالات من الكسوف والخسوف، وفي نفس التوقيت.»
فضلًا عن ذلك – ومثل كثير مما ورد في كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، من بطليموس وحتى أرسطو – يحدث الكسوف الأرضي بسبب ظل الأرض الواقع على القمر، وهو ظل بالمصادفة دائري الشكل (دائري «تمامًا»، هكذا يواصل كوبرنيكوس حديثه بالطبع)؛ ومن ثم، كيف يمكن ألا تكون الأرض كروية؟
يعبر هذا الجزء من كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» بحق عن كل الكتاب في خليطه من عبارات تنم عن التقوى، ومن الاستدلالات والمشاهدات غير القابلة للتفنيد؛ مثل: «إيطاليا إذن لا تشاهد النجم سهيل، بينما هو مرئي من أرض مصر.» لعل من الملائم أن نتذكر أن كوبرنيكوس نفسه لم يذهب إلى مصر مطلقًا. وما الداعي وقد أجرى بطليموس وأسلافه جميع القياسات اللازمة هناك؟
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|