المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



صفات المتقين / اللين مع الآخرين  
  
961   09:20 صباحاً   التاريخ: 2023-08-26
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 517 ــ 518
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 4303
التاريخ: 15-1-2018 5041
التاريخ: 4-1-2017 3649
التاريخ: 25-7-2016 2614

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): لَيْناً قَوْلُهُ.

عند محاورة الناس ووعظهم ومعاملتهم، وهو من أجزاء التواضع.

وسئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن حد حسن الخلق فقد روي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: قُلْتُ لَهُ (1): مَا حَدَّ حُسْنِ الْخُلُقِ؟

قَالَ: تُلِينُ (2) جَنَاحَكَ (3) وَتُطِيبُ (4) كَلَامَكَ، وَتَلْقَى أَخَاكَ ببشر حسن (5).

ففي (الكافي): سئل الإمام الصادق (عليه السلام): ما حد حسن الخلق؟

قال: تلّين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في الوسائل والبحار: - (له).

2ـ يجوز في الكلمة الافعال والتفعيل.

3ـ في الفقيه والمعاني: (جانبك) و(الجناح): جناح الطائر. وسمي جانبا الشيء جناحيه، فقيل: جناحا الإنسان لجانبيه. والمراد أن تتواضع، نظير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 88]، راجع: المفردات للراغب، ص 206، (جنح)؛ أساس البلاغة، ص 419 (لين).

4ـ يجوز في الكلمة الافعال والتفعيل.

5ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 268، رقم 1766، وفي الطبع القديم ج 2، ص 104، معاني الأخبار، ص 253، ح 1، بسنده عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابه الفقيه، ج 4، ص 412، 5897، مرسلا الوافي، ج 4، ص 427، ح 2254، الوسائل، ج 12، ص 160، ح 15949 البحار، ج 74، ص 171، ح 39.

6ـ الكافي، ج 2، ص 103، باب حسن البشر، ورواه في الحديث 52، من باب حسن

الخلق، من البحار، ج 2، ص 15، 209 عن معاني الأخبار. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.