المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



شرائط الظهور  
  
1520   05:46 مساءً   التاريخ: 2023-08-04
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 308-310
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / علامات الظهور /

كما كانت غيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، لحكمة اقتضتها مشيئة اللّه وإرادته ، ولا يمكن أن تكون بغير هذه الإرادة والمشيئة المبنية على مصالح تقف وراء عملية الغيبة .

كذلك هو يوم الظهور فإنه منوط بإرادته سبحانه وتعالى ، فهو الذي يأذن له بالخروج والظهور في اليوم الموعود . وذلك عندما تتحقق شرائطه وموجباته .

وشرائط الظهور هي تلك الأمور التي يتوقف عليها تنفيذ الوعد الإلهي بنشر العدل الكامل في أرجاء الدنيا والذي يتحقق على يد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

وهي كما ظهر لنا ممّا تقدّم ليست كعلامات الظهور ، باعتبار أن لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور وتحقيق وعد اللّه عزّ وجل ، ولولاهما لا يمكن أن يتحقق ذلك . وهذا بخلاف علامات الظهور التي ليس لها مدخل في ذلك حيث يمكن لليوم الموعود أن يتحقق سواء وجدت العلامات أو لم توجد . . . وهذه الشروط التي لا بدّ من توفرها ليتحقق الوعد بيوم الظهور يمكن إيجازها بما يلي :

أولا : وجود الأطروحة العادلة الكاملة التي تمثل العدل المحض الواقعي والمبلّغة إلى البشر من قبل اللّه تعالى . لتكون هي القانون السائد في المجتمع .

لذا ينبغي أن تكون هذه الأطروحة قابلة للتطبيق في كل الأمكنة والأزمنة ، والتي تضمن للبشرية جمعاء السعادة والرفاه في العاجل ، والكمال البشري المنشود في الآجل .

الثاني : وجود القيادة الحكيمة التي تقوم بتطبيق تلك الأطروحة في اليوم الموعود ، والذي يمتلك القابلية والقدرة الكاملة لقيادة العالم كله .

الثالث : وجود العدد الكافي من المخلصين المؤازرين للقائد بتطبيقه للعدل في كل أرجاء العالم .

الرابع : توفر القواعد الشعبية الكافية ذات المستوى العالي في الوعي والتضحية والعطاء بين يديه .

وهذه الشروط في واقعها ، هي شرائط الدعوة الإلهية في كل حين . وحيث لم تتوفر على مرّ العصور ، لم تستطع هذه الدعوة شق طريقها المأمول في العالم بالرغم من أن اللّه تعالى أنزل دينه لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . *

وستشق هذه الدعوة طريقها ، ويتحقق مدلول هذه الآية الكريمة ، في أول فرصة تتوفر فيها هذه الشروط ، وليس ذلك إلّا عند ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف[1] « 1 » .

ويرتبط خروج الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وظهوره بتحقيق وتوفر الشروط الأربعة ، وليس ببعضها .

وقد توفرت للأمة بعض الشروط التي تحققت . فالشرط الأول أوجده اللّه عزّ وجل وربّى الأمة عليه ضمن خط الأنبياء الطويل حتى تكلل هذا التخطيط بالنجاح بإنجاز هذا الشرط ضمن الأطروحة الإسلامية المبلّغة من قبل خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وآله السلام .

وهكذا الشرط الثاني الذي تحقق عبر وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كقائد أمثل للبشرية ليكون هو المطبّق لتلك الأطروحة الكاملة في اليوم الموعود .

نعم ، الشرطان الثالث والرابع هما الشرطان المتبقيان وبتحقيقهما يتحقق الظهور .

فلا بد من أن تتربى الأمة على جميع المستويات ، حتى يكون لها القابلية لاستيعاب وفهم وتطبيق القوانين الجديدة التي تعلن بعد الظهور ، وأيضا لا بدّ من تهيئة العدد الكافي لتحقيق المؤازرة والنصر للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في يوم الظهور ، وهذا العدد لا بدّ وأن يكون من الأفراد المخلصين الكاملين الممحصين ، الذين يكونون على مستوى التضحية والفداء .

فالدعوة إلى اللّه وتطبيق حكمه عزّ وجل وإقامة دولة العدل الشامل تقوم على جملة مرتكزات التي يتكفّل الباري عزّ وجل بتوفير بعضها بل أساسها كإيجاد القائد الذي يحمل مواصفات القيادة مع ما يحمله من رسالة لها القدرة على وضع القوانين الكفيلة بسعادة البشر .

إلّا أن هذه الأمور تحتاج إلى أمة فيها عناصر وأفراد لهم أهلية تقبّل هذه الرسالة ومقومات استمرارها .

وقد ضرب اللّه لنا مثلا هاما في القرآن الكريم حول ضرورة تكامل هذه الشروط كما في قضية طالوت وجالوت .

فقد كان إرسال طالوت من قبل اللّه وتهيئته كقائد حكيم شجاع نتيجة لحاجة بني إسرائيل لذلك : إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[2].

فكان ردّ هذا القائد واضحا في اختبار الأمة عن مدى قدرتها على تحمّل متطلبات ومستتبعات القيادة حيث ظهر له التردّد الواضح في نصرته ومؤازرته .

وكانت الغلبة للفئة القليلة التي آمنت باللّه وتوكلت عليه :

كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ .

 

[1] تاريخ الغيبة الكبرى ، السيد الصدر ، ص 415 - 416 .

[2] سورة البقرة ، من الآية 246 إلى 253 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.