أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-18
896
التاريخ: 2023-07-18
1099
التاريخ: 2023-07-10
700
التاريخ: 2023-07-17
646
|
الذي يعرض للمد في طول زمانه من جهتين:
فالجهة الأولى: بسببها يكون زمان المد طويلًا أن تكون أدلة كثرة الماء وقوته كثيرة فتدوم حركة ماء المد وشدَّة جريه وغلبته، وحسبه أن يجوز الوقت الطبيعي الذي دل عليه القمر، فيطول لذلك زمان المد، وقد ذكرنا هذه الأدلة فيما تقدم.
والجهة الثانية: أن يكون في وقت المد رياح قوية عاصفة مقوية لجرية المد 30 فيكون لذلك زمن المد طويلًا أيضًا، وإذا اجتمعت هاتان الدلالتان أفرطتا في طول زمان المد أيضًا، فإنما يكون من جهتين إحداهما أن تكون أدلة قوة المد قليلة فيكون ماء المد قليل الحركة ضعيف الجرية فلضعف حركته تكون نهاية المد عند أول الدلالة الطبيعية الدالة على نهاية المد أو قبله بزمان من الأزمنة والجهة الثانية أن تكون رياح عاصفة تستقبل جرية ماء المد فتردُّه فينقص زمان المد على الدلالة الطبيعية، فإذا اجتمعت الدلالتان أفرطتا في قصر زمان المد.
أما الجزر فجهتان:
إحداهما: أن يكون زمان المد الذي قبله طويلًا فينقص زمان الجزر عن الحد الطبيعي، وإنما يكون طول زمانه من جهتين:
إحداهما: أن يكون زمان المد الذي قبله قصيرًا فيزيد في زمان الجزر قريبا مما نقص زمان المد الطبيعي فيطول لذلك زمان الجزر.
والجهة الثانية: أن يكون في وقت الجزر رياح عاصفة مع جهة الجزر فيقوي ذلك جريته فيطول زمان الجزر، فإذا اجتمعت هاتان الدلالتان أفرطتا في طول زمان الجزر.
وأما قصر زمان الجزر فإن ذلك من جهتين:
إحداهما: أن يكون زمان المد الذي كان قبله طويلًا فينقص زمان الجزر عن القدر الطبيعي فيطول لذلك زمان الجزر.
والثانية: أن يكون وقت الجزر رياح عاصفة تستقبل جريته فيطول لذلك زمان الجزر، وإنما يكون ذلك من جهتين إحداهما أن يكون زمان المد الذي كان قبله طويلًا فينقص زمان الجزر عن الحد الطبيعي، والثاني أن يكون في وقت زمان الجزر كثيرًا.
فهذه ثماني جهات في طول زمان المد والجزر وقصرهما، وهذه حكومة كلية، وهي أن أقول: إن المد هو الابتداء وهو الذي يفعله القمر بطبيعته، والجزر بعد المد وهو رجوع الماء إلى البحر بطبعه، فإذا طال زمان المد فإنه يقصر زمان الجزر الذي يكون بعده، وإذا قصر زمان المد طال زمان الجزر الذي بعده، والرياح التي يوافق هبوبها جرية المد والجزر أيهما وافق ذلك فإن تلك الريح تزيد في قوته وفي طول زمانه، والرياح التي تستقبل جرية أيهما كان فإنها تُضعفه.
واعلم أن المد إذا بلغ إلى بعض المغايض أو الجزائر أو أرحل البحار فربما رجع بعد الجزر ماء المد كله إلى البحر، وربما رجع بعضه، وربما رجع عند الجزر أكثر من ماء المد الذي كان [قد] خرج من البحر؛ لأن المد إذا بلغ إلى بعض المغايض أو بعض أرحل البحار ولم يحتبس ماء البحار في المواضع التي يصير إليها رجع ماء المد كما هو إلى البحر، فإن احتبس في بعض المواضع منه شيء رجع إلى البحر بعض ماء المد، وإذا كانت تلك المغايض أو بعض أرحل البحار التي يبلغها ماء مد البحر ينصب إليها مياه من أنهار وأودية مختلفة من غير ماء البحر، فإنه يحدث الجزر معه من تلك المياه التي انصبت في تلك المواضع، فيكون ماء ذلك الجزر في ذلك الوقت أكثر وأقوى وأغلب من ماء المد.
_____________________
هوامش
(30) ص 52 و.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|