 
					
					
						أن القمر هو على المد والجزر والرد على من خالف ذلك					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						سائر بصمه جي
						 المؤلف:  
						سائر بصمه جي					
					
						 المصدر:  
						ظاهرة المد والجزر في التراث العلمي العربي
						 المصدر:  
						ظاهرة المد والجزر في التراث العلمي العربي					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص211–212
						 الجزء والصفحة:  
						ص211–212					
					
					
						 2023-07-20
						2023-07-20
					
					
						 1914
						1914					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				إن قوما أنكروا أن يكون القمر وطلوعه ومغيبه وبلوغه المواضع التي ذكرناها هو علة المد والجزر، وقالوا إن من طبع البحر أن يتنفس من ذاته، فإذا تنفس البحر كان المد، وإذا لم يتنفّس كان الجزر، وسواء في ذلك طلوع القمر ومغيبه، وليس القمر علة لهما. وقالوا أيضًا لو 31 كان القمر علة المد والجزر كان يجب أن تكون الأودية الأنهار والعيون تمدُّ وتجزر، واحتججنا على من زعم ذلك بأربع حجج:
أحدها: أن قُلنا لو كان المد والجزر إنما يكون بطبع البحر وتنفسه لكان ماء المد أبدًا على حالة واحدة معلومة لا تزيد ولا تنقص، ولا يكون في وقت أقوى ولا أغلب من وقت آخر، ولا تختلف أوقات ابتدائهما وانتهائهما؛ لأن فعل الأشياء الطبيعية لا يختلف ولا تتغير عن الحالة التي تكون عليها، ونحن نرى خلاف ذلك كله؛ لأنه ربما قوي ماء المد في وقت أقوى وأغلب منه في وقت آخر على ساعة تمضي من النهار ثم تختلف حالا، لابتداء المد والجزر ونهايتهما على قدر اختلاف طلوع القمر ومغيبه وسائر حالاته، فعلمنا أن القمر هو علة المد والجزر وعلة سائر حالاتهما.
والحجة الثانية: أن الأشياء التي تتنفس من ذاتها فإنها تحتاج إلى مكان أكبر من مكانها الذي هي فيه، فإن كان ماء البحر يتنفّس من ذاته من غير علة القمر فإنه عند تنفسه يحتاج إلى مكان أكبر من مكانه الذي كان فيه، فكيف يمكن أن يرجع ذلك الماء إلى البحر في وقت الجزر، وليس له هنالك مكان؟ أو لم صار ذلك التنفس الذي يكون للبحر ورجوع الماء إليه يكون مع ارتفاعه وانحطاطه ومغيبه وليس ذلك في طبع حركة الماء؟ فإذا كان هذا هكذا فالقمر إذا علة المد والجزر.
والحجة الثالثة: أن قُلنا إن طبيعة الماء أن يذهب سفلًا إلى عمق البحر ونحن نراه في وقت المد يتحرك علوا؛ لأنه يرتفع من عمق البحر إلى أعلاه، ثم يصير إلى الشاطئ ثم يرفع بعضه بعضًا بحفر شديد حتى يرتفع وليس ذلك في طبع الماء أن يتحرك علوا، وليست تلك الحركة من طبعه علمنا أن له محركًا هو علة حركته، فإن لم يكن القمر علة تلك الحركة فلا بد له من علة أخرى غير القمر، وذلك ما لا يُوجَد، فليس إذن لحرمة ماء المد علة غير القمر كما ذكرنا فيما تقدم بالحجج المقنعة.
والحجة الرابعة: في الرد على الذين قالوا إن القمر لو كان علة المد والجزر لكان يجب أن تكون الأودية والأنهار والعيون تمدُّ وتجزر، فنقول إن الخاصية التي في المد والجزر لا توجد في كل الأودية والأنهار والعيون والجزائر والبحار كالكل فتوجد في الأودية والأنهار والعيون التي هي كالجزء من الخاصية؛ لأن مياه البحار غليظة، واقفة مالحة، ومياه الأودية والأنهار والعيون متحركة جارية لطيفة عذبة، فكما أن خاصية الأودية والأنهار خلاف خاصية البحار، فكذلك حال الآخر. وقد ذكرنا فيما تقدم لأية علة لا تكون في المياه الجارية كالأودية والأنهار والعيون والمد والجزر.
___________________________________
هوامش
(31) ص 52 ظ.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  المد والجزر
					 الاكثر قراءة في  المد والجزر					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة