المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أغذية غير قابلة للفساد Non Perishable Foods
12-5-2019
حكمان حول صلاة الكسوف
12-1-2020
صياغة العروض الإعلانية
8/9/2022
المكونات الأساسية للسوق الالكتروني
16-9-2016
ابن عباس ومراجعته لأهل الكتاب
16-11-2014
النصوص الناهية عن التفسير بالرأي‏
6-05-2015


الآثار المشؤومة لملكة الفسق النفسانية  
  
949   07:56 صباحاً   التاريخ: 2023-07-19
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص682-684.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا أخلاقية في القرآن الكريم /

الآثار المشؤومة لملكة الفسق النفسانية

 

قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].

 

إن مبدأ الفعل الإرادي في الإنسان، هو الإخبار العلمي والميل العملي لديه، وإن أفعاله الاختيارية كلها مسبوقة بملكاته النفسانية، الأمر الذي يجعلها مصطبغة بصبغتها الشنيعة أو متلبسة بحلتها السنيعة، وإذا ما عبئت ملكة الفضيلة العلمية والعملية في روح الإنسان الواعي، فسيكون باستمرار منشأ لفعل الخير، الواجب منه والمستحب، على مختلف الصعد؛ كما أنه إذا أصبحت التقوى ملكة في قلب امرئ لظهر من مثل هذا الإنسان المتقي، وبشكل متواصل، الإيمان بالغيب (بكل مصاديق الغيب الديني)، وإقامة الصلاة، والإنفاق مما رزق الله، والإيمان بكل ما نزل من عند الله (سواء ما نزل من قرآن على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم)أو ما نزل من كتب سماوية أخرى على ما سبقه من الرسل) والإيمان بالقيامة، وإن الآيات من الثانية إلى الرابعة من سورة البقرة لشاهد صادق على ذلك؛ ذلك لأنه اتي فيها على ذكر تقوى المتقين بصورة الوصف (الصفة المشبهة) وليس بصورة الفعل. ثم عدت حينذاك الأفعال الخمسة المشار إليها، والتي جاءت بصيغة الفعل المضارع الدال على التجدد والاستمرار، حصيلة ذلك الوصف النفساني؛ بمعنى أن كافة أفعال الخير التدريجية هي وليدة الملكة الراسخة والنفسانية للتقوى.

ويقابل ذلك الإتيان بملكة الفسق النفسانية أولا بصورة الصفة المشبهة، لا بصيغة اسم الفاعل؛ ثم يأتي ذكر آثارها المشؤومة التدريجية في  الآية  محل البحث بصورة ثلاثة أفعال بصيغة الفعل المضارع، لتتم الدالة على أن سر التدرج والاستمرار في نقض العهد الإلهي، ولغز القطع التدريجي والمستمر لما امر به أن يوصل، ورمز الإفساد التدريجي الموسع والمتنامي في أطراف الأرض هو رسوخ الملكة النفسانية للفسق.

وبقياس مختصر للمدح والقدح، وتقييم بسيط للكمال والوبال، سيصبح معلوماً أن كل ما جاء في الآيات من الثانية إلى الرابعة من سورة البقرة كمحور لما ظفر به المتقون من ثمار، هو مدعاة لحرمان الفاسقين في الآيتين 26 و27 من السورة ذاتها؛ أي إن ما يغزله صاحب ملكة التقوى، يأتي المبتلى بالفسق الباطني لينقضه ويفك خيوط غزله. فالمتقون - قهراً  يحشرون في المعاد بثياب التقوى المنسوجة من الحرير، أما الفاسقون والمجرمون فسيحشرون يوم القيامة عري الأبدان:

من يزرع الشوك يجني نفس ما زرعا         وصانع الخير يلقـا عين ما صنعـا(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. في إشارة إلى بيت من الشعر الفارسي للشاعر الإيراني فردوسي من ديوانه «شاهنامه»:

اكر بار خار است خود كشته اى        وكر پرنيان است خود رشتهاى

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .