أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-09
956
التاريخ: 2023-07-19
837
التاريخ: 2023-07-09
861
التاريخ: 2023-07-10
799
|
اقترح بعض الصينيين سببين للمد والجزر: الأول أن الماء هو دم الأرض، وأن المد والجزر هو إيقاع نبضه، والثاني أن المد والجزر ناتج عن تنفس الأرض. وقد قدم كو هونغ Ko Hung، وهو باحث من أسرة جين الشرقية شرحًا غامضًا إلى حد ما لموجات المد والجزر. يقول إن السماء تتحرك كل شهر شرقًا ثم غربا، وبالتالي يكون المد والجزر أكبر وأصغر بالتناوب. يُقال إن المد والجزر في فصل الصيف أعلى من المد والجزر في فصل الشتاء؛ لأنه في الصيف تكون الشمس أبعد في الجنوب والسماء 15000 ليال (5000 ميل)، وبالتالي في الصيف يكون المبدأ الأنثوي أو السلبي في الطبيعة ضعيفًا، والذكر أو المبدأ الإيجابي قويًّا. في الصين تظهر عدم المساواة النهارية في فصل الصيف؛ لأن المدَّ يرتفع في النهار أكثر من الليل، في حين أن العكس صحيح في فصل الشتاء؛ لذلك فإن هذه الحقيقة توفر مبررًا للقول بأن المد في الصيف قوي. 18
وقد كرس مؤرخ العلوم الصينية جوزيف نيدهام J. Needham إحدى عشرة صفحة لتفسيرات ارتبطت بمدود البحر في المؤلفات الصينية القديمة. ومن الواضح من الكتابات الأولى التي استشهد بها نيدهام أن الصينيين أدركوا وجود علاقة مع القمر منذ ما قبل الميلاد، كما كان عليه الحال في اليونان. وهناك كثير من التفسيرات المكتوبة عن ذلك الشأن والتي تُركز على ارتفاع المد المدهش في نهر تشينتانغ Chhien-Thang قرب هانغشو Hangchow، والتي، حسب الأسطورة، كان سببها روح كاهن مُجرم ظالِم مُعيَّن يُسمَّى وو تسو هسو W Tu-Hso، حيث تم إلقاء جثمانه في النهر. لكن نيدهام، يتبع الباحث ريفيد مول R. Moule، ويقتبس عن وانغ تشهونغ Wang Chhung، الشكاك المعروف في القرن الأول للميلاد، الذي يستنتج بعبارات وثيقة الصلة: أخيرًا فإن ارتفاع الموج يتبع ظهور محاق القمر، إنه أصغر وأكبر، وأكثر كمالًا أو أقل، ليس الشيء عينه مطلقًا. إذا صنع وو تسو هسو الموجات فإن غيظه لا بد وأن يكون محكوما بأطوار القمر.» 19
من العصر الأول لرصد ارتفاع المد ركز الانتباه على انتظام «حالتي المد والجزر الربيعي»، سواء مع اكتمال وتغير القمر، أو تفاوتها الموسمي في قوتها. وكانت التجربة مختلفة عن المدود اليومية التي تظهر في أوروبا وعلى سواحل الصين. يستشهد كلٌّ من مول ونيدهام بالإنشاء في القرن الأول للميلاد لجدران البحر المرتفعة لتحمي وادي النهر من الفيضانات التي يُسببها ارتفاع المد. على أي حال لم يكن لدى الصينيين ما يُكافئ الفلاسفة الطبيعيين الأوربيين اللاحقين بحلول القرن الثامن عشر، كان لم يزل الكتاب الصينيون يناقشون الأساطير الخارقة للطبيعة في تفسير أحوال المد والجزر، وفي الوقت ذاته، كان البحارة الصينيون لا يزالون يربطون بشكل واضح أحوال المد والجزر بالطور القمري بحكم التجربة. وعند هذه النقطة الأخيرة يُمكننا القول بأنه في كل الأوقات والبلدان كان يُوجد انقسام في فهم أحوال المد والجزر بين الفلاسفة والبحارة العمليين. حتى في القرن العشرين وفي إنكلترا، قرَّرت الكاتبة هيلاري بيلوك H. Belloc، أنه ليس هناك عالم نظري بحد ذاته بل بحار هاوِ متحمس، وكتبت: «عندما يكون [المنظرون] في منصب الأساقفة يتكلمون عن المد والجزر، فهذا ليس بالضرر الكبير؛ لأن البحار لا يأبه بأي شكل إلى نظرياتهم بل يمضي بمعرفة حقيقية.» من المحتمل أن سخرية بيلوك فيها صفاقة لكنها تُعبر عن عدم وجود ثقة حقيقية وعميقة بين البحارة والمنظرين، وكان من الصعوبة بمكان أن يكون بينهما صلة. 20
______________________________________________
هوامش
(18)Darwin, George Howard, The Tides and Kindred Phenomena in the Solar System, Boston, Houghton, 1898, p. 76-77
(19)Cartwright, David Edgar, Tides: A Scientific History, p. 11
(20) Cartwright, David Edgar, Tides: A Scientific History, p. 11-12
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|